القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول تاريخ العصور و الفترات الجليدية لكوكب الأرض وتقسيماتها و مراحلها

الفترات-الجليدية لكوكب الأرض-العصور الجليدية

الفترات الجليدية لكوكب الأرض العصور الجليدية

العصور الجليدية 

العصور الجليدية هي اوقات  في تاريخ الأرض عرفت بانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير مما أدى إلى تكوين طبقات جليدية ضخمة على سطح الأرض. يعتقد أن هذه العصور الجليدية كانت تحدث بشكل دوري على مر الزمن، وقد سجلت الرواسب الجليدية والتضاريس الجيولوجية هذه الفترات بوضوح.

أشهر عصور جليدية هي عصور الجليد الكبرى، مثل عصر الجليد الكبير في شمال أمريكا وأوروبا، وعصور الجليد الكبرى في أوراسيا. خلال هذه الفترات، كانت مساحات واسعة من الأرض مغطاة بالجليد والثلوج، وكانت التضاريس والمناخ يختلفان بشكل كبير عن الوضع الحالي. تأثرت الحياة البرية والبيئة بشكل كبير خلال هذه العصور الجليدية الرئيسية.

تقسيم العصور الجليدية 

تنقسم العصور الجليدية إلى فترات باردة ودافئة، وهذه الفترات تعرف بالعصور الجليدية والإنترجليشية (Interglacial). خلال العصور الجليدية، تمتد الجليد على مساحات واسعة وتؤثر بشكل كبير في التضاريس والمناخ. عادةً ما تكون هذه العصور مرتبطة بتغيرات في مدار الأرض وميلانه المحوري (العرضي)، وهذه التغيرات تؤدي إلى تبريد الكوكب.

الفترات الجليدية 

 خلال العصور الجليدية، هناك فترات باردة تتميز بتوسع الصفائح الجليدية و الأنهار الجليدية. غالبًا ما يشار إلى هذه الفترات الباردة على أنها فترات جليدية أو استادية. وعادة ما تتبعها فترات بين جليدية أكثر دفئا عندما يتراجع الجليد. 

قائمة بالفترات الجليدية التي عرفها كوكب  الأرض

الأرض شهدت عدة فترات جليدية كبرى على مدى تاريخها الجيولوجي الطويل، كل منها ترك تأثيرًا عميقًا على المناخ، البيئات الطبيعية، وتطور الكائنات الحية. فيما يلي قائمة بالفترات الجليدية الرئيسية التي عرفتها الأرض:

1. العصر الجليدي الهوروني (Huronian Glaciation)

  • المدة الزمنية: منذ حوالي 2.4 إلى 2.1 مليار سنة.

  • المميزات: أقدم فترة جليدية رئيسية؛ ارتبطت بـ"حادثة الأكسدة الكبرى"، وتُعتبر بداية دورة التغيرات المناخية طويلة الأمد.

العصر الجليدي الهوروني (Huronian Glaciation) هو أحد أقدم الفترات الجليدية الكبرى التي عرفتها الأرض، ويُعتقد أنه امتد لما يقرب من 300 مليون سنة خلال الحقبة الطلائع القديمة (Paleoproterozoic)، أي منذ حوالي 2.4 إلى 2.1 مليار سنة مضت. داخل هذا العصر الجليدي الطويل، توجد عدة دورات من التجلد والانحسار. هذه الفترات ليست محددة بدقة كبيرة بسبب القدم الزمني وندرة الأدلة الجيولوجية، لكنها تتمثل في ثلاث مراحل رئيسية استُدل عليها من الطبقات الجليدية في صخور كندا وأماكن أخرى:

 مراحل العصر الجليدي الهوروني الرئيسية 

1. فترة رامسي (Ramsay Glaciation)

  • النطاق الزمني: البداية المبكرة للعصر الجليدي الهوروني.

  • المميزات: أول دليل على تراكم الجليد وترسب الرواسب الجليدية، مع بدء انخفاض درجات الحرارة عالميًا.

2. فترة جولدواتر (Gowganda Glaciation)

  • النطاق الزمني: منتصف العصر الجليدي الهوروني.

  • المميزات: تُعتبر أكبر وأشد مراحل التجلد في هذه الفترة. وُجدت أدلة جيولوجية واضحة على تجلد واسع النطاق في أماكن مثل كندا.

3. فترة باركر (Parker Glaciation)

  • النطاق الزمني: نهاية العصر الجليدي الهوروني.

  • المميزات: انخفاض تدريجي في شدة التجلد مع بداية ذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة العالمية.

الأسباب الرئيسية للعصر الجليدي الهوروني:

1.حادثة الأكسدة الكبرى (Great Oxidation Event):

  • أدت زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي إلى خفض تركيز الميثان، أحد الغازات الدفيئة، مما تسبب في تبريد عالمي.

2.التغيرات التكتونية:

  • ساعد تفكك القارات واندماجها على تغير التيارات المحيطية والرياح، مما أثر على المناخ.

3.النشاط البركاني:

  • ساهم في تقلبات مناخية إضافية نتيجة تراكم الغازات في الغلاف الجوي.

الأهمية الجيولوجية:

  • الصخور الجليدية المرتبطة بهذه الفترات، مثل طبقات التيلّيت (Tillite)، توفر أدلة عن تاريخ التجلد المبكر.

  • يُعتقد أن هذه الفترات الجليدية مهدت الطريق لتطور الكائنات الحية البدائية، حيث أجبرت الكائنات على التكيف مع بيئات قاسية.

العصر الجليدي الهوروني يُعتبر نقطة تحول في تاريخ الأرض، وشهد ثلاث فترات تجلد رئيسية (رامسي، جولدواتر، باركر) تركت بصمة دائمة على السجل الجيولوجي وتطور المناخ العالمي.

2. العصر الجليدي الستورتوني والمارينوني (Cryogenian Glaciation)

  • المدة الزمنية: منذ حوالي 720 إلى 635 مليون سنة.

  • المميزات: يُعرف بفترة "الأرض كرة الثلج"، حيث غطى الجليد الكوكب بالكامل تقريبًا. انقسم إلى مرحلتين:

    • تجلد ستورتيان (Sturtian Glaciation).

    • تجلد مارينوين (Marinoan Glaciation).

مراحل وتقسيمات العصر الجليدي الستورتوني والمارينوني

العصر الجليدي الستورتوني والمارينوني هو فترة جليدية كبرى حدثت خلال العصر الكريوجيني (Cryogenian) الذي امتد من حوالي 720 إلى 635 مليون سنة مضت، في أواخر حقبة الطلائع الحديثة (Neoproterozoic). يتميز هذا العصر الجليدي بفرضية "الأرض كرة الثلج"، حيث غطى الجليد مساحات شاسعة من سطح الأرض، بما في ذلك المناطق الاستوائية. يُقسم العصر الكريوجيني إلى فترتين جليديتين رئيسيتين هما:

1. التجلد الستورتوني (Sturtian Glaciation)

  • المدة الزمنية:

 بدأ منذ حوالي 720 إلى 660 مليون سنة مضت.

  • المميزات:

    • يُعتبر أول تجلد كبير في العصر الكريوجيني، وكان شديدًا لدرجة أن الغطاء الجليدي وصل إلى المناطق الاستوائية.

    • ارتبط بتراكم طبقات جليدية هائلة في أماكن مثل أمريكا الجنوبية وأستراليا.

    • تركت هذه الفترة أدلة جيولوجية واضحة، مثل صخور التيلّيت (Tillite) التي ترسبت بواسطة الأنهار الجليدية.

  • الأسباب المحتملة:

    • انخفاض تركيز ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي.

    • موقع القارات وتجمعها حول خط الاستواء، مما زاد من انعكاس أشعة الشمس عن سطح الأرض.

2. التجلد المارينوني (Marinoan Glaciation)

  • المدة الزمنية:

 امتد من حوالي 650 إلى 635 مليون سنة مضت.

  • المميزات:

    • يُعتبر أكثر تجلد تطرفًا في تاريخ الأرض، وربما غطى الجليد الكوكب بالكامل.

    • يُعتقد أنه انتهى بسرعة بسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون نتيجة النشاط البركاني، مما أدى إلى تأثير الاحتباس الحراري.

    • الأدلة الجيولوجية تشمل رواسب كربونات ما بعد الجليد (Cap Carbonates) التي تشكلت نتيجة ذوبان الجليد وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون.

الأسباب العامة للعصر الكريوجيني:

1.تغيرات الغلاف الجوي:

  • انخفاض كبير في مستويات الغازات الدفيئة نتيجة عمليات جيولوجية وبيولوجية.

2.النشاط التكتوني:

  • تجمع القارات في مناطق استوائية عزز زيادة انعكاس أشعة الشمس وانخفاض درجات الحرارة.

3.الدورات الشمسية والميل المداري:

  • عوامل فلكية أثرت على توزيع الإشعاع الشمسي.

التأثيرات البيئية والبشرية:

1.على البيئة:

  • أدى العصر الجليدي الكريوجيني إلى تغييرات واسعة في الكيمياء المحيطية والغلاف الجوي.

  • ساعدت الظروف القاسية في تحفيز تطور الكائنات متعددة الخلايا.

2.على الحياة:

  • رغم الظروف القاسية، نجحت الكائنات الدقيقة في البقاء، وشهدت الفترة ظهور أولى الكائنات الحية متعددة الخلايا.

  • الانحسار الجليدي ربما مهّد الطريق لزيادة التنوع البيولوجي في العصر الإدياكاري (Ediacaran).

الأهمية الجيولوجية والتاريخية:

  • يُعد العصر الكريوجيني أحد أهم الفترات الجليدية في تاريخ الأرض، حيث أثر على المناخ والنظم البيئية بشكل كبير.

  • تركت الرواسب الجليدية والكربونية أدلة قيّمة لفهم تطور الأرض ومناخها.

يمثل العصر الجليدي الستورتوني والمارينوني ذروة التجلد في تاريخ الأرض، ويمثل فترة حاسمة أدت إلى تغييرات جذرية في المناخ، والغلاف الجوي، وتطور الحياة.

3. العصر الجليدي الأندينو-صحراوي (Andean-Saharan Glaciation)

  • المدة الزمنية: منذ حوالي 450 إلى 420 مليون سنة.

  • المميزات: غطى الجليد مناطق كبيرة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وتزامن مع انقراض الأوردوفيشي-السيلوري.

مراحل وتقسيمات العصر الجليدي الأندينو-صحراوي (Andean-Saharan Glaciation)

العصر الجليدي الأندينو-صحراوي هو أحد الفترات الجليدية التي شهدتها الأرض، وحدث خلال أواخر العصر الأوردوفيشي وأوائل العصر السيلوري، بين 450 و420 مليون سنة مضت. حصل هذا العصر خلال الحقبة الباليوزوية المبكرة، وتميز بتجلد واسع النطاق أثر على قارات أفريقيا وأمريكا الجنوبية في المقام الأول. ورغم قصر مدته مقارنة بالعصور الجليدية الأخرى، فإنه كان حاسمًا في تطور البيئة والمناخ خلال تلك الفترة.

1. مرحلة التجلد المبكر (Early Glacial Stage):

  • النطاق الزمني: حوالي 450 مليون سنة مضت.

  • الخصائص:

    • بداية تراكم الجليد على قارة جوندوانا (التي كانت تضم أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأجزاء من القارات الأخرى).

    • انخفاض درجات الحرارة عالميًا بسبب التغيرات في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

    • تشكل أولى الأغطية الجليدية في المناطق المرتفعة مثل جبال الأنديز وأجزاء من الصحراء الكبرى.

2. مرحلة التجلد الرئيسي (Main Glacial Stage):

  • النطاق الزمني: حوالي 440-430 مليون سنة مضت.

  • الخصائص:

    • توسع الغطاء الجليدي ليغطي مساحات واسعة من القارة الأفريقية وأمريكا الجنوبية.

    • تراكم كميات كبيرة من الرواسب الجليدية في المناطق الساحلية والمحيطات القريبة.

    • انخفاض مستويات البحر العالمي بسبب تجميد كميات هائلة من المياه.

3. مرحلة الانحسار الجليدي (Glacial Retreat Stage):

  • النطاق الزمني: حوالي 430-420 مليون سنة مضت.

  • الخصائص:

    • ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة أدى إلى ذوبان الجليد وانحساره نحو المناطق القطبية.

    • تشكل رواسب ما بعد الجليد، مثل طبقات الطمي والرواسب الكربونية.

    • استعادة المحيطات لمستوياتها الطبيعية مع عودة المياه الذائبة.

أسباب العصر الجليدي الأندينو-صحراوي:

1.التغيرات المناخية:

  • انخفاض تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب عمليات جيولوجية مثل تكوين الجبال.

2.النشاط التكتوني:

  • تجمع القارات في موقع قريب من القطب الجنوبي ساعد على تراكم الجليد.

3.التغيرات في مدار الأرض:

  • دورات ميلانكوفيتش أثرت على توزيع أشعة الشمس.

التأثيرات البيئية للعصر الجليدي الأندينو-صحراوي:
  • على مستويات البحر:

 انخفاض كبير في مستوى سطح البحر، مما أدى إلى انقراض الأوردوفيشي الجماعي، حيث انخفضت التنوعات البيولوجية بسبب تغير البيئات البحرية.

  • على الحياة البحرية:

    • انقراض واسع النطاق للكائنات الحية التي تعتمد على الشعاب المرجانية والمناطق الساحلية.

    • ظهور كائنات جديدة تكيفت مع الظروف القاسية.

الأهمية الجيولوجية والتاريخية:

  • تُعد الرواسب الجليدية المرتبطة بهذه الفترة، خاصة في أمريكا الجنوبية وشمال أفريقيا، أدلة مهمة لفهم التغيرات المناخية في الحقبة الباليوزوية.

  • ساهم هذا العصر في تشكيل الملامح الجيولوجية لمناطق مثل جبال الأنديز والصحراء الكبرى.

يمكن تقسيم العصر الجليدي الأندينو-صحراوي إلى ثلاث مراحل رئيسية: مرحلة التجلد المبكر، ومرحلة التجلد الرئيسي، ومرحلة الانحسار الجليدي. ترك هذا العصر بصمة واضحة على البيئة والكائنات الحية، وساهم في تشكيل التضاريس الجيولوجية التي نعرفها اليوم.

4. العصر الجليدي الكاربيوني-البرمي (Carboniferous-Permian Glaciation)

  • المدة الزمنية: منذ حوالي 360 إلى 260 مليون سنة.

  • المميزات: شهد توسع الغطاء الجليدي في قارة جوندوانا وانخفاض مستويات البحار، وتزامن مع تكوين رواسب الفحم الهامة.

مراحل وتقسيمات العصر الجليدي الكاربيوني-البرمي (Carboniferous-Permian Glaciation)

العصر الجليدي الكاربيوني-البرمي هو إحدى الفترات الجليدية الطويلة التي شهدتها الأرض خلال حقبتي الكاربيوني (Carboniferous) والبرمي (Permian)، أي بين حوالي 335 إلى 260 مليون سنة مضت. يتميز هذا العصر بفترات تجلد متكررة ومتقطعة أثرت على القارة العملاقة جوندوانا، والتي كانت تقع آنذاك قرب القطب الجنوبي.

1. مرحلة التجلد المبكر (Early Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 بدأت منذ حوالي 335 إلى 315 مليون سنة مضت (أواخر العصر المسيسيبي - Mississippian).

  • الخصائص:

    • البداية التدريجية لتراكم الجليد في المناطق القطبية من جوندوانا.

    • تشكل طبقات جليدية واسعة في جنوب أفريقيا، أستراليا، والهند.

    • شهدت هذه المرحلة تبريدًا عالميًا وانخفاضًا في مستويات ثاني أكسيد الكربون.

2. مرحلة التجلد الرئيسي (Main Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 315 إلى 290 مليون سنة مضت (أواخر الكاربيوني - Late Carboniferous).

  • الخصائص:

    • توسع الغطاء الجليدي ليغطي معظم القارة القطبية الجنوبية (جنوب جوندوانا).

    • تراكم الأنهار الجليدية، وتشكيل رواسب جليدية بارزة مثل صخور التيلّيت (Tillite).

    • تزامنت مع ازدهار غابات الفحم (Coal Forests) في المناطق الاستوائية بسبب التقلبات المناخية.

3. مرحلة التجلد المتأخر (Late Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 290 إلى 260 مليون سنة مضت (العصر البرمي المبكر - Early Permian).

  • الخصائص:

    • بداية انحسار الأنهار الجليدية مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا.

    • تحول المناطق الجليدية إلى مستنقعات وغابات مع استمرار انخفاض ثاني أكسيد الكربون.

    • تراجع الجليد تدريجيًا مع استمرار تأثيره على مستويات البحر العالمي.

الأسباب الرئيسية للعصر الجليدي الكاربيوني-البرمي:

1.تركيزات منخفضة من ثاني أكسيد الكربون:

  • ساهمت النباتات الضخمة التي شكلت غابات الفحم في امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.

2.الموقع الجغرافي للقارات:

  • تجمع القارات في موقع جنوب القطب الجنوبي أدى إلى تسهيل التجلد.

3.الدورات التكتونية والمناخية:

  • انغلاق المحيطات وتغير التيارات المحيطية تسبب في اضطرابات مناخية ساهمت في التبريد.

الآثار البيئية:

1.التغيرات في مستويات البحر:

  • انخفض مستوى البحر أثناء فترات التجلد وتوسع أثناء فترات الذوبان.

2.تأثيرات على الحياة:

  • أدى التجلد إلى انقراضات محدودة، لكنه ساعد في ازدهار الحياة البرية والنباتية، خاصة في المناطق الاستوائية.

  • تطورت نباتات الفحم الكبيرة خلال هذه الفترة، مما أثر على البيئات المناخية والجيولوجية.

الأهمية الجيولوجية والتاريخية:
  • ساهمت الرواسب الجليدية والفحمية في توثيق التغيرات المناخية خلال العصرين الكاربيوني والبرمي.

  • تركت هذه الفترة بصمة واضحة في شكل الصخور والرواسب الغنية بالكربون التي أصبحت مصادر رئيسية للطاقة الحديثة (الفحم).

يمر العصر الجليدي الكاربيوني-البرمي بثلاث مراحل رئيسية: التجلد المبكر، التجلد الرئيسي، والتجلد المتأخر. شكلت هذه الفترة تحولًا كبيرًا في المناخ العالمي وتطورت فيها النظم البيئية لتلعب دورًا محوريًا في تشكيل جيولوجيا الأرض الحديثة.

5. العصر الجليدي الرباعي (Quaternary Glaciation)

  • المدة الزمنية: بدأ منذ حوالي 2.58 مليون سنة وما زال مستمرًا.

  • المميزات: يشمل عدة دورات من التجلد والانحسار الجليدي، آخرها العصر الجليدي الأخير الذي انتهى قبل حوالي 11,700 سنة. ترك بصمة واضحة على التضاريس والمناخ المعاصر.

مراحل وتقسيمات  العصر الجليدي الرباعي (Quaternary Glaciation)

العصر الجليدي الرباعي، الذي بدأ قبل حوالي 2.58 مليون سنة وما زال مستمرًا حتى اليوم، يُعد أحدث وأهم الفترات الجليدية في تاريخ الأرض. يتميز هذا العصر بتكرار دورات من التجلد (Glacial) والانحسار الجليدي (Interglacial) على فترات منتظمة، مما أثر بشكل كبير على تطور المناخ والبيئة والحياة على الكوكب.

1. مرحلة التجلد المبكر (Early Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 2.58 مليون إلى 1.8 مليون سنة مضت (أواخر العصر البليوسيني وأوائل العصر البليستوسيني).

  • الخصائص:

    • بداية تراكم الجليد على القارات الشمالية مثل أمريكا الشمالية وأوراسيا.

    • ظهور أولى الأنهار الجليدية الكبرى نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.

    • شهدت هذه الفترة تزايد التقلبات المناخية المرتبطة بدورات ميلانكوفيتش.

2. مرحلة التجلد المتوسط (Middle Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 1.8 مليون إلى 400 ألف سنة مضت.

  • الخصائص:

    • تناوب دورات طويلة بين فترات التجلد والانحسار الجليدي.

    • تغطية واسعة للمناطق الشمالية بالجليد، مثل كندا وشمال أوروبا وسيبيريا.

    • تسجيل انخفاض كبير في مستويات البحر العالمي بسبب تجميد كميات كبيرة من المياه.

3. مرحلة التجلد المتأخر (Late Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 400 ألف سنة مضت وحتى اليوم (خاصة خلال العصر الهولوسيني).

  • الخصائص:

    • دورات قصيرة الأمد بين التجلد والانحسار الجليدي (كل حوالي 100 ألف سنة).

    • آخر دورة تجلد كبرى كانت قبل حوالي 115 ألف سنة وانتهت منذ حوالي 11,700 سنة، وهي ما يُعرف بـ "ذروة العصر الجليدي الأخير".

    • بداية العصر الهولوسيني، الذي يمثل فترة انحسار جليدي دافئة تعيشها الأرض حاليًا.

أهم دورات التجلد في العصر الجليدي الرباعي:

1.تجلد غونز (Gunz):

  • حدث قبل حوالي 2.5 إلى 1.8 مليون سنة.

2.تجلد ميندل (Mindel):

  • وقع قبل حوالي 600 إلى 500 ألف سنة.

3.تجلد ريّس (Riss):

  • حدث قبل حوالي 200 إلى 120 ألف سنة.

4.تجلد فورم (Würm):

  • استمر من حوالي 115 ألف سنة وانتهى قبل 11,700 سنة.

العوامل المؤثرة في العصر الجليدي الرباعي:

1.دورات ميلانكوفيتش:

  • تغيرات في مدار الأرض (الانحراف، الميل، والسبق) أثرت على توزيع الإشعاع الشمسي.

2.تركيزات الغازات الدفيئة:

  • تذبذب مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان كان له دور رئيسي في فترات التجلد والانحسار.

3.النشاط التكتوني:

  • حركات الصفائح التكتونية ساعدت في تشكيل سلاسل جبلية أثرت على المناخ والتجلد.

تأثيرات العصر الجليدي الرباعي:

1.على مستويات البحر:

  • انخفاض مستويات البحر خلال فترات التجلد، مما أدى إلى ظهور جسور برية (مثل جسر بيرينغ بين آسيا وأمريكا).

2.على الحياة:

  • انقراض العديد من الحيوانات الضخمة مثل الماموث.

  • تطور البشر الأوائل وانتقالهم بين القارات.

3.على التضاريس:

  • تشكيل الأودية الجليدية، البحيرات، والمناطق الجبلية نتيجة الحت الجليدي.

الأهمية الجيولوجية والتاريخية:
  • ساهم العصر الجليدي الرباعي في تشكيل التضاريس الطبيعية الحديثة.

  • أثر بشكل كبير على تطور الإنسان الحديث، حيث دفعه للتكيف مع تغيرات المناخ والبيئة.

العصر الجليدي الرباعي يتميز بدورات متكررة من التجلد والانحسار الجليدي، وقد قُسّم إلى ثلاث مراحل رئيسية: التجلد المبكر، المتوسط، والمتأخر. هذه الفترة ما زالت قائمة، وتشكل جزءًا حاسمًا من تطور المناخ الحديث وتأثيره على الحياة.

6. العصور الجليدية الثانوية

بالإضافة إلى الفترات الرئيسية، هناك دلائل على وجود فترات جليدية أقل تأثيرًا، منها:

  • العصر الجليدي الكيمايري (Kaigas Glaciation): حوالي 750 مليون سنة مضت.

  • العصر الجليدي الجليداني (Gaskiers Glaciation): حوالي 580 مليون سنة مضت.

  • فترات جليدية ضمن العصور الوسطى للأرض (Mesozoic Glaciation): فترات قصيرة خلال الحقبة الوسطى.

مراحل وتقسيمات  العصور الجليدية الثانوية

العصر الجليدي الرباعي، الذي بدأ قبل حوالي 2.58 مليون سنة وما زال مستمرًا حتى اليوم، يُعد أحدث وأهم الفترات الجليدية في تاريخ الأرض. يتميز هذا العصر بتكرار دورات من التجلد (Glacial) والانحسار الجليدي (Interglacial) على فترات منتظمة، مما أثر بشكل كبير على تطور المناخ والبيئة والحياة على الكوكب.

1. مرحلة التجلد المبكر (Early Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 2.58 مليون إلى 1.8 مليون سنة مضت (أواخر العصر البليوسيني وأوائل العصر البليستوسيني).

  • الخصائص:

    • بداية تراكم الجليد على القارات الشمالية مثل أمريكا الشمالية وأوراسيا.

    • ظهور أولى الأنهار الجليدية الكبرى نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.

    • شهدت هذه الفترة تزايد التقلبات المناخية المرتبطة بدورات ميلانكوفيتش.

2. مرحلة التجلد المتوسط (Middle Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 1.8 مليون إلى 400 ألف سنة مضت.

  • الخصائص:

    • تناوب دورات طويلة بين فترات التجلد والانحسار الجليدي.

    • تغطية واسعة للمناطق الشمالية بالجليد، مثل كندا وشمال أوروبا وسيبيريا.

    • تسجيل انخفاض كبير في مستويات البحر العالمي بسبب تجميد كميات كبيرة من المياه.

3. مرحلة التجلد المتأخر (Late Glacial Stage):

  • المدة الزمنية:

 امتدت من حوالي 400 ألف سنة مضت وحتى اليوم (خاصة خلال العصر الهولوسيني).

  • الخصائص:

    • دورات قصيرة الأمد بين التجلد والانحسار الجليدي (كل حوالي 100 ألف سنة).

    • آخر دورة تجلد كبرى كانت قبل حوالي 115 ألف سنة وانتهت منذ حوالي 11,700 سنة، وهي ما يُعرف بـ "ذروة العصر الجليدي الأخير".

    • بداية العصر الهولوسيني، الذي يمثل فترة انحسار جليدي دافئة تعيشها الأرض حاليًا.

أهم دورات التجلد في العصر الجليدي الرباعي:

1.تجلد غونز (Gunz):

  • حدث قبل حوالي 2.5 إلى 1.8 مليون سنة.

2.تجلد ميندل (Mindel):

  • وقع قبل حوالي 600 إلى 500 ألف سنة.

3.تجلد ريّس (Riss):

  • حدث قبل حوالي 200 إلى 120 ألف سنة.

4.تجلد فورم (Würm):

  • استمر من حوالي 115 ألف سنة وانتهى قبل 11,700 سنة.

العوامل المؤثرة في العصر الجليدي الرباعي:

1.دورات ميلانكوفيتش:

  • تغيرات في مدار الأرض (الانحراف، الميل، والسبق) أثرت على توزيع الإشعاع الشمسي.

2.تركيزات الغازات الدفيئة:

  • تذبذب مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان كان له دور رئيسي في فترات التجلد والانحسار.

3.النشاط التكتوني:

  • حركات الصفائح التكتونية ساعدت في تشكيل سلاسل جبلية أثرت على المناخ والتجلد.

تأثيرات العصر الجليدي الرباعي:

1.على مستويات البحر:

  • انخفاض مستويات البحر خلال فترات التجلد، مما أدى إلى ظهور جسور برية (مثل جسر بيرينغ بين آسيا وأمريكا).

2.على الحياة:

  • انقراض العديد من الحيوانات الضخمة مثل الماموث.

  • تطور البشر الأوائل وانتقالهم بين القارات.

3.على التضاريس:

  • تشكيل الأودية الجليدية، البحيرات، والمناطق الجبلية نتيجة الحت الجليدي.

الأهمية الجيولوجية والتاريخية:

  • ساهم العصر الجليدي الرباعي في تشكيل التضاريس الطبيعية الحديثة.

  • أثر بشكل كبير على تطور الإنسان الحديث، حيث دفعه للتكيف مع تغيرات المناخ والبيئة.

العصر الجليدي الرباعي يتميز بدورات متكررة من التجلد والانحسار الجليدي، وقد قُسّم إلى ثلاث مراحل رئيسية: التجلد المبكر، المتوسط، والمتأخر. هذه الفترة ما زالت قائمة، وتشكل جزءًا حاسمًا من تطور المناخ الحديث وتأثيره على الحياة.

خاتمة

يعد تاريخ الفترات الجليدية لكوكب الأرض شاهدًا على التحولات الكبرى التي مر بها المناخ والبيئة على مدار مليارات السنين. من العصر الجليدي الهوروني في بداية التاريخ الجيولوجي إلى العصر الجليدي الرباعي الذي ما زلنا نعيش تأثيراته اليوم، تكشف هذه الفترات عن ديناميكية الأرض وتأثير التغيرات الطبيعية على الحياة والجيولوجيا.

تُظهر هذه العصور أهمية العوامل الكونية والجغرافية، مثل التغيرات المدارية، تحركات الصفائح التكتونية، وتركيزات الغازات الدفيئة في تشكيل المناخ العالمي. كما أن تأثيرات هذه الفترات لم تقتصر على البيئة، بل لعبت دورًا حاسمًا في تطور الكائنات الحية، مشكّلة بذلك نقطة توازن حساسة بين البقاء والانقراض.

فهمنا لهذه الفترات الجليدية يوفر دروسًا هامة حول تغير المناخ وكيفية تأثيره على الأرض والحياة عبر العصور. ومع استمرارنا في مواجهة تحديات التغير المناخي الحالي، تظل دراسة هذه الفترات أداة أساسية لفهم تاريخ الكوكب واستشراف مستقبله.

مراجع 

"جيولوجيا المناخ"

  • المؤلف: عبد الرحمن محمود.

  • يناقش تأثير التغيرات المناخية على الأرض، مع فصول مخصصة للفترات الجليدية.

"علم الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية"

  • المؤلف: سعود عبد العزيز العجيري.

  • يتناول تطور الأرض عبر الزمن، بما في ذلك الفترات الجليدية.

"المناخ القديم وأثره على الأرض"

  • المؤلف: محمد حسين صالح.

  • يركز على دراسة المناخ القديم والفترات الجليدية وتأثيرها.

"تاريخ الأرض والجيولوجيا"

  • المؤلف: عبد الله عثمان.

  • يقدم لمحة عن تطور الأرض والفترات الجليدية الكبرى.

"الجيولوجيا التاريخية: دراسة مراحل تطور الأرض"

  • المؤلف: عبد الحميد إبراهيم السيد.

  • يتناول الفترات الجليدية في سياق التاريخ الجيولوجي.

"أساسيات علم الجليد والمناخ"

  • المؤلف: جمال حمدان.

  • يغطي تطور الغطاء الجليدي عبر الحقب الجيولوجية.

"جيولوجيا الزمن الرابع"

  • المؤلف: مصطفى عبد الله.

  • يركز على العصر الجليدي الرباعي وتأثيراته على البيئة.

"الظواهر المناخية: نظرة جيولوجية"

  • المؤلف: أحمد عبد الباسط.

  • يقدم تفسيرًا علميًا للفترات الجليدية في سياق تغير المناخ.

"علم الأرض: دراسة شاملة للجيولوجيا والبيئة"

  • المؤلف: محمد علي عبد الله.

  • يغطي تطورات الأرض، مع تركيز خاص على الفترات الجليدية الكبرى.

"المناخ والأرض عبر العصور"

  • المؤلف: حسن مصطفى.

  • يناقش تطور المناخ والفترات الجليدية وتأثيرها على الحياة والجيولوجيا.

  • "The Complete Ice Age: How Climate Change Shaped the World" by Brian Fagan
  • "The Geologic Time Scale 2012" by F.M. Gradstein, J.G. Ogg, and A.G. Smith
  • "A Short History of Nearly Everything" by Bill Bryson (includes discussions of geological history)
  • "Earth's Climate Evolution" by Colin P. Summerhayes
  • "Stratigraphy and Timescales" edited by Gregory S. Odin
  • "The Great Ordovician Biodiversification Event" edited by Barry D. Webby, Florentin Paris, and Mary L. Droser
  • "The Cambrian Explosion: The Construction of Animal Biodiversity" by Douglas H. Erwin
  • "The Silurian Period: The Age of the Great Ordovician Biodiversification Event" edited by Peter A. Allison and Gregor E. Webb
  • "The Carboniferous Rainforest Collapse" by Howard J. Falcon-Lang
  • "The Ice Age: A Very Short Introduction" by Jamie Woodward

 


تعليقات

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
محتوى المقال