المعالم التاريخية والأثرية في المدينة المنورة-القلاع والحصون و الأسوار والمقابر في المملكة العربية السعودية

 القلاع والحصون و الأسوار والمقابر في المدينة المنورة

المعالم التاريخية والأثرية في المدينة المنورة-القلاع والحصون و الأسوار والمقابر في المملكة العربية السعودية

تُعتبر المدينة المنورة واحدة من أقدم وأقدس المدن في الحضارة الإسلامية، إذ شهدت العديد من الأحداث التاريخية التي شكلت هويتها الحضارية. وقد احتوت المدينة على العديد من المعالم الأثرية التي تعكس ماضيها الغني، مثل القلاع والحصون التي كانت تُستخدم للدفاع عنها، والأسوار التي أحاطت بها لحمايتها، والمقابر التي دُفن فيها الصحابة وأعلام الإسلام. هذه المعالم ليست مجرد شواهد على الماضي، بل تُعد جزءًا من التراث الإسلامي الذي يروي تاريخ المدينة ويعكس أهميتها الدينية والعسكرية والاجتماعية.  

 أولًا: القلاع والحصون في المدينة المنورة 

شكلت القلاع والحصون في المدينة المنورة جزءًا مهمًا من بنيتها الدفاعية، حيث كانت تستخدم لحماية المدينة من الغزوات والاعتداءات، بالإضافة إلى كونها مراكز إدارية وعسكرية للحفاظ على الأمن والاستقرار. وبسبب موقع المدينة المنورة الاستراتيجي، كان لا بد من بناء هذه القلاع لضمان سلامة سكانها وحفظ مواردها الحيوية، مثل مصادر المياه والطرق التجارية.  

شهدت المدينة خلال العصور المختلفة بناء عدد من القلاع والحصون التي لعبت دورًا حيويًا في الدفاع عنها، خاصة خلال العصور الإسلامية الأولى، وبعد ذلك في فترات الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية.

—> 1. هم القلاع والحصون التاريخية في المدينة المنورة

 1. حصن كعب بن الأشرف  

- الموقع: شمال المدينة المنورة.  

- الأهمية التاريخية: كان هذا الحصن مقرًا لزعيم اليهود كعب بن الأشرف، وكان بمثابة قاعدة دفاعية ليهود المدينة.  

- الدور العسكري: استخدم الحصن لحماية ممتلكات اليهود، وكان واحدًا من الحصون التي لجأوا إليها خلال النزاعات مع المسلمين في عهد النبي ﷺ.  

- نهايته: بعد خيانة كعب بن الأشرف للمسلمين، أمر النبي ﷺ أصحابه بالتخلص منه، وسقط الحصن بعد ذلك.  

 2. حصن بني قريظة  

- الموقع: جنوب شرق المدينة المنورة.  

- الأهمية التاريخية: كان أحد أقوى الحصون اليهودية في المدينة، وشهد معركة بني قريظة خلال غزوة الأحزاب.  

- الدور العسكري: وفر الحماية ليهود بني قريظة الذين تحصنوا فيه خلال المعركة.  

- نهايته: بعد خيانتهم للمسلمين، حاصرهم النبي ﷺ حتى استسلموا، وتم تفكيك الحصن بعد ذلك.  

 3. حصن أو قصر عروة بن الزبير  

- الموقع: يقع على ضفاف وادي العقيق في المدينة المنورة.  

- الأهمية التاريخية: يُعتقد أنه كان مقرًا لإقامة عروة بن الزبير، أحد أبناء الصحابي الزبير بن العوام.  

- الدور العسكري والاقتصادي:  

  - كان يستخدم كمركز سكني وزراعي، حيث احتوى على مساحات زراعية واسعة.  

  - كان يمثل نموذجًا للعمارة الإسلامية المبكرة، حيث صُمم بأسلوب يشبه الحصون الدفاعية.  

 4. قصر سعد بن أبي وقاص  

- الموقع: في أطراف المدينة المنورة.  

- الأهمية التاريخية: يُنسب إلى الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان واحدًا من القصور التي استخدمت لأغراض دفاعية وزراعية.  

- الدور العسكري:  

  - كان يشكل نقطة مراقبة لحماية الطرق التجارية المؤدية إلى المدينة.  

  - تم بناؤه بطريقة توفر الأمن لأهله والمناطق المحيطة به.  

 5. قلعة قباء  

- الموقع: بالقرب من مسجد قباء، على الطريق المؤدي إلى المسجد النبوي.  

- الأهمية التاريخية: لعبت دورًا في تأمين الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة، وكانت تستخدم لمراقبة تحركات القوافل وحماية التجار والحجاج.  

- تصميمها المعماري:  

  - بُنيت بأسلوب دفاعي، مع وجود أبراج مراقبة وجدران سميكة.  

  - تم استخدامها أيضًا كمخزن للمؤن العسكرية والمياه.  

 6. القلاع العثمانية في المدينة المنورة  

في العهد العثماني، تم بناء عدد من القلاع في المدينة المنورة لتعزيز الدفاعات العسكرية وحماية المدينة من الغزوات والهجمات التي كانت تتعرض لها من القبائل المحيطة والقوى المتنافسة.

 أ. قلعة جبل أحد  

- الموقع: على قمة جبل أحد.  

- الدور العسكري:  

  - كانت تستخدم لمراقبة المدينة من الجهة الشمالية.  

  - ساهمت في التصدي لأي غزو قادم من الشمال.  

  - وفرت نقطة حماية لمقبرة شهداء أحد.  

 ب. قلعة العيون  

- الموقع: بالقرب من مصادر المياه العذبة في المدينة المنورة.  

- الأهمية:  

  - كانت تُستخدم لحماية موارد المياه التي كانت ضرورية لسكان المدينة.  

  - ساهمت في تأمين الطريق إلى المدينة وتأمين القوافل التجارية والحجاج.  

 ج. قلعة الحرم  

- الموقع: بالقرب من المسجد النبوي.  

- الأهمية:  

  - كانت تُستخدم كقاعدة عسكرية للجنود العثمانيين الذين كانوا مسؤولين عن حماية الحرم النبوي.  

  - ضمت أبراجًا دفاعية، وساهمت في حماية المدينة من أي غزو محتمل.  

—> 2. أهمية القلاع والحصون في تاريخ المدينة المنورة  

 1. الحماية العسكرية  

- شكلت القلاع والحصون خط الدفاع الأول ضد الهجمات التي تعرضت لها المدينة المنورة.  

- ساعدت في تأمين الطرق التجارية وقوافل الحجاج الذين كانوا يمرون عبر المدينة.  

 2. المراقبة والسيطرة  

- كانت هذه الحصون تُستخدم لمراقبة التحركات العسكرية والأمنية داخل وخارج المدينة.  

- ساعدت على تنظيم شؤون المدينة، خاصة خلال فترات التوتر السياسي والعسكري.  

 3. تأمين مصادر المياه والموارد الطبيعية  

- بعض القلاع، مثل قلعة العيون، بُنيت خصيصًا لحماية موارد المياه العذبة، التي كانت حيوية لحياة السكان والزراعة.  

- ساعدت في حفظ الأمن الغذائي، حيث كانت بعض القلاع تستخدم لتخزين المؤن والمياه في أوقات الحصار.  

 4. المساهمة في التنمية العمرانية  

- ساهم وجود القلاع والحصون في استقرار السكان، حيث كانوا يشعرون بالأمان بالقرب من هذه المواقع الدفاعية.  

- شجعت على توسع المدينة، حيث نشأت العديد من الأحياء السكنية حولها.  

مثلت القلاع والحصون في المدينة المنورة جزءًا أساسيًا من بنيتها العسكرية والدفاعية، حيث كانت تُستخدم لحماية سكانها والحفاظ على استقرارها عبر العصور. ومن خلال تصاميمها الهندسية المتطورة ومواقعها الاستراتيجية، استطاعت هذه القلاع أن تلعب دورًا محوريًا في تاريخ المدينة، سواء في العهد النبوي أو خلال العصور الإسلامية المختلفة. واليوم، لا تزال هذه المعالم شاهدة على تاريخ المدينة المنورة، مما يجعلها من المواقع الأثرية المهمة التي يجب الحفاظ عليها ودراستها لفهم التطور الحضاري والعسكري للمدينة المنورة.

 ثانيا : المقابر التاريخية في المدينة المنورة  

تُعد المدينة المنورة من أكثر المدن الإسلامية قدسيةً، حيث كانت موطنًا للنبي محمد ﷺ وصحابته الكرام، وشهدت العديد من الأحداث التاريخية الكبرى في الإسلام. ولأنها كانت مركزًا للحياة الإسلامية في العصور الأولى، فقد دُفن فيها عدد كبير من الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ، مما جعل مقابرها جزءًا مهمًا من التراث الإسلامي. تُعتبر هذه المقابر شواهد تاريخية تعكس العمق الديني والتاريخي للمدينة، وهي مقصد للمسلمين من جميع أنحاء العالم الذين يأتون لزيارة هذه المواقع المباركة.

—> 1. أهم المقابر التاريخية في المدينة المنورة  

 1. مقبرة البقيع (بقيع الغرقد)  

- الموقع: تقع شرق المسجد النبوي، وهي المقبرة الرئيسية في المدينة المنورة.  

- الأهمية الدينية: تُعتبر من أهم مقابر المسلمين، حيث دُفن فيها عدد كبير من الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ والتابعين.  

- أهم الشخصيات المدفونة فيها:  

  - الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.  

  - أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر، وأم سلمة رضي الله عنهن.  

  - آل بيت النبي ﷺ، مثل الحسن بن علي، زين العابدين، محمد الباقر، وجعفر الصادق.  

  - عدد كبير من الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن بن عوف، وأبو سعيد الخدري.  

- تاريخها:  

  - كان النبي ﷺ يزور البقيع باستمرار للدعاء لأهلها.  

  - شهدت المقبرة توسعات عديدة عبر العصور، خاصة في العهدين الأموي والعباسي، ثم في العصر الحديث حيث خُصصت لها مساحات واسعة لاستيعاب أعداد المتوفين.  

 2. مقبرة شهداء أحد  

- الموقع: تقع عند سفح جبل أحد شمال المدينة المنورة.  

- الأهمية الدينية: تضم قبور الصحابة الذين استشهدوا في غزوة أحد سنة 3 هـ.  

- أهم الشخصيات المدفونة فيها:  

  - سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ.  

  - مصعب بن عمير، أول سفير في الإسلام.  

  - عبد الله بن جحش، أحد القادة في غزوة أحد.  

  - حنظلة بن أبي عامر، الصحابي الذي اشتهر بلقب "غسيل الملائكة".  

- تاريخها:  

  - بعد انتهاء غزوة أحد، أمر النبي ﷺ بدفن الشهداء في موقع المعركة، وعدم نقلهم إلى البقيع.  

  - ظل الموقع محفوظًا على مدى القرون، ويزوره المسلمون للتذكير بتضحيات الصحابة في سبيل الإسلام.  

 3. مقبرة بقيع العمات  

- الموقع: تقع بالقرب من بقيع الغرقد.  

- الأهمية الدينية: دُفنت فيها عمات النبي ﷺ، لذا نُسب إليها هذا الاسم.  

- أهم الشخصيات المدفونة فيها:  

  - صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي ﷺ.  

  - عاتكة بنت عبد المطلب، عمة النبي ﷺ.  

 4. مقبرة العصبة  

- الموقع: شرق المدينة المنورة، وكانت تُستخدم منذ العصور الإسلامية المبكرة.  

- الأهمية التاريخية: تُعتبر من المقابر القديمة التي خُصصت لدفن الفقراء والمحتاجين وسكان المدينة الذين لم تكن لهم قبور خاصة في البقيع.  

—> 2.  أهم الشخصيات المدفونة فيها:  

  - بعض التابعين ورجال الدولة الإسلامية المبكرة.  

 5. مقبرة دار الهجرة  

- الموقع: جنوب المدينة المنورة.  

- الأهمية الدينية: دُفن فيها عدد من الصحابة الذين شاركوا في الهجرة إلى المدينة.  

- أهم الشخصيات المدفونة فيها:  

  - مجموعة من الصحابة الذين لم يُعرف مكان دفنهم في البقيع.  

 6. مقبرة مسجد بني حرام  

- الموقع: تقع بالقرب من جبل سلع، في الجهة الغربية من المدينة المنورة.  

- الأهمية الدينية:  

  - يُقال إن بعض الصحابة استشهدوا في هذا المكان خلال غزوة الخندق.  

  - يُعتقد أن بعض شهداء تلك الغزوة دُفنوا في هذه المقبرة.  

 7. مقبرة الخندق  

- الموقع: تقع بالقرب من موقع معركة الأحزاب (الخندق) شمال غرب المسجد النبوي.  

- الأهمية التاريخية:  

  - يُعتقد أنها تحتوي على قبور بعض الصحابة الذين استشهدوا خلال غزوة الأحزاب.  

  - كانت تُستخدم في العصور الإسلامية الأولى كموقع لدفن المقاتلين الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن المدينة المنورة.  

—> 3. أهمية المقابر التاريخية في المدينة المنورة  

 1. دورها الديني والروحي  

- تعتبر هذه المقابر من أهم المواقع التي يزورها المسلمون عند قدومهم للمدينة المنورة، حيث يدعون للأموات، خاصة الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ.  

- أكد النبي ﷺ على أهمية زيارة القبور والدعاء لأهلها، وكان يزور بقيع الغرقد باستمرار.  

 2. الحفاظ على التراث الإسلامي  

- تُعتبر هذه المقابر شواهد حية على تاريخ الإسلام المبكر، حيث توثق أماكن دفن الشخصيات التي كان لها دور كبير في نشر الإسلام وترسيخ قواعده.  

- تشكل المقابر جزءًا من التراث المعماري الإسلامي، حيث احتوت بعضها على أضرحة قديمة ونقوش تاريخية.  

 3. المعالم السياحية الإسلامية  

- نظراً لمكانتها الدينية والتاريخية، فإن هذه المقابر تجذب ملايين الزوار من المسلمين سنويًا.  

- زيارتها تُعطي فرصة للزوار للتأمل في حياة الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ، والتعرف على تاريخ المدينة المنورة من خلال الأماكن التي احتضنت هؤلاء الأعلام.  

 4. الدور الاجتماعي والثقافي  

- كانت المقابر القديمة جزءًا من النسيج الاجتماعي للمدينة المنورة، حيث دفن فيها عدد كبير من الأجيال المتعاقبة من سكان المدينة.  

- تعكس أسماء المدفونين في هذه المقابر تنوع الثقافات والجنسيات التي استوطنت المدينة على مر العصور.  

تُعد المقابر التاريخية في المدينة المنورة جزءًا مهمًا من الهوية الإسلامية، حيث تضم رفات الصحابة والتابعين وأهل بيت النبي ﷺ، وتعكس تاريخ الإسلام المبكر. من بقيع الغرقد الذي يُعتبر أهم مقابر المسلمين، إلى مقبرة شهداء أحد التي تروي قصة البطولة والتضحية، تظل هذه المقابر شاهدًا على التاريخ الإسلامي الغني. ويُعتبر الحفاظ عليها من الأولويات التاريخية والثقافية، كونها جزءًا لا يتجزأ من الإرث الإسلامي العظيم، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لفهم أهمية المدينة المنورة في التاريخ الإسلامي. 

 ثالثا : أسوار المدينة المنورة  

لطالما كانت الأسوار عنصرًا أساسيًا في حماية المدن الإسلامية، وقد شهدت المدينة المنورة بناء عدد من الأسوار لحمايتها من الأخطار الخارجية، خاصة خلال العصور الإسلامية المتأخرة.  

 1. سور المدينة الأول  

- كان أول سور يحيط بالمدينة المنورة قد بُني في العهد العباسي لحمايتها من الغزوات والهجمات.  

- كان يتضمن عدة أبواب رئيسية مثل باب السلام، وباب الشامي، وباب المصري، وباب البقيع، وكل باب كان يؤدي إلى جهة معينة خارج المدينة.  

 2. سور المدينة في العهد العثماني  

- في العهد العثماني، تم تجديد السور وإضافة بعض التحصينات الدفاعية له، كما تم بناء أبراج مراقبة حوله.  

- كان لهذا السور أهمية كبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المدينة، خاصة مع تعرض المنطقة لمحاولات غزو متكررة.  

 3. الأبواب التاريخية للمدينة المنورة  

- باب السلام: كان المدخل الرئيسي للمسجد النبوي من الجهة الغربية.  

- باب الشامي: يؤدي إلى الطريق المؤدي إلى بلاد الشام.  

- باب البقيع: يؤدي إلى مقبرة البقيع، ويعتبر من أشهر أبواب المدينة.  

- باب المصري: يفتح على الطريق المؤدي إلى مصر، وكان يُستخدم لدخول القوافل القادمة من الشمال الأفريقي.  

 الخاتمة

تُعد المعالم الأثرية والتاريخية في المدينة المنورة شاهدًا حيًا على تاريخها العريق ودورها المحوري في الإسلام. فقد لعبت القلاع والحصون دورًا في الدفاع عنها، في حين شكلت الأسوار حاجزًا يحميها من الغزوات. أما المقابر، فهي تراث إسلامي خالد يُجسد ارتباط المدينة بالصحابة وأعلام الإسلام. ومن خلال الحفاظ على هذه المعالم وترميمها، تظل المدينة المنورة منارةً تاريخية وثقافية تعبّر عن عظمة الماضي الإسلامي، وتجذب ملايين الزوار والباحثين سنويًا.

تمثل القلاع، الحصون، الأسوار، والمقابر في المدينة المنورة جزءًا مهمًا من تراثها التاريخي والديني، إذ لعبت هذه المعالم دورًا أساسيًا في حماية المدينة وتعزيز مكانتها عبر العصور. كانت القلاع والحصون مثل حصن كعب بن الأشرف، حصن بني قريظة، وقلعة جبل أحد مواقع استراتيجية للدفاع عن المدينة، بينما شكلت الأسوار درعًا قويًا ضد الغزوات، وكانت أبوابها مثل باب السلام، باب البقيع، وباب الشامي منافذ لتنظيم الدخول والخروج.

أما المقابر التاريخية، فقد ارتبطت بالجانب الديني والإسلامي العريق للمدينة، حيث تُعد مقبرة البقيع مثوى للصحابة وأهل بيت النبي ﷺ، بينما تخلّد مقبرة شهداء أحد ذكرى التضحيات التي قُدمت في سبيل الإسلام. هذه المعالم ليست مجرد شواهد مادية، بل تمثل سجلًا حافلًا بالأحداث التي أسهمت في تشكيل هوية المدينة المنورة.

مع تطور العمران، برزت الحاجة للحفاظ على هذه المواقع الأثرية، حيث تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة في ترميمها وصيانتها للحفاظ على قيمتها التاريخية. إن صون هذه المعالم وضمان استدامتها يُعد مسؤولية حضارية، ليس فقط لتعزيز الوعي بالتاريخ الإسلامي، ولكن أيضًا لنقل هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة، ليظل شاهدًا على العصور الإسلامية الزاهرة التي ازدهرت في المدينة المنورة.

المراجع 

1. "معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ"  

   - المؤلف: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم كعكي.

   - الوصف: موسوعة شاملة تغطي المعالم الطبيعية والتطور العمراني والحضاري للمدينة، بما في ذلك الحصون، الأسوار، القلاع، والأبراج.

2. "تاريخ المدينة المنورة"  

   - المؤلف: ابن شبة النميري.

   - الوصف: يُعتبر من أقدم الكتب التي تناولت تاريخ المدينة، حيث يصف عمرانها وآثارها حتى القرن الثاني الهجري.

3. "البقيع الغرقد"  

   - المؤلف: محمد الحسيني الشيرازي.

   - الوصف: يتناول تاريخ مقبرة البقيع، ويستعرض أبرز الشخصيات المدفونة فيها، بما في ذلك أئمة المسلمين وصحابة الرسول ﷺ.

4. "الحصون والقلاع: عمارتها وأنظمتها ودورها التاريخي"  

   - المؤلف: شبكة الألوكة.

   - الوصف: يستعرض الكتاب تعريفات القلاع والحصون، وأهميتها التاريخية والمعمارية، مع التركيز على دورها في الدفاع والحماية.

5. "المدينة المنورة وشمال الحجاز في كتب الرحلات خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين"  

   - المؤلف: صالح بن مدّه الجدعاني.

   - الوصف: يستعرض الكتاب وصف الرحالة للمدينة المنورة وشمال الحجاز، مع التركيز على المعالم العمرانية مثل القلاع والحصون والزخارف والنقوش.

6. "مرويات كتاب المدينة ليحيى بن الحسن العلوي العقيقي"  

   - المؤلف: عبد العزيز عوض سلمان الجهني.

   - الوصف: يتناول مرويات كتاب المدينة، مع التركيز على المعالم التاريخية والأثرية في المدينة المنورة.

7. "أخبار المدينة لمحمد بن الحسن ابن زبالة"  

   - المؤلف: محمد بن الحسن ابن زبالة.

   - الوصف: يُعتبر من الكتب المهمة التي ألفت عن تاريخ المدينة في القرن الثاني الهجري، حيث يصف عمرانها وآثارها.

8. "الدرة الثمينة في أخبار المدينة"  

   - المؤلف: غير محدد.

   - الوصف: يحتوي الكتاب على معلومات حول أسماء المدينة، وفتحها، وهجرة النبي ﷺ، وفضائلها، وآثارها، ومساجدها، وآبارها، ووديانها، ومن توفي فيها من الصحابة والتابعين.

9. "المدينة المنورة: فضائلها، المسجد النبوي، الحجرة النبوية"  

   - المؤلف: الشيخ د. عبد المحسن القاسم.

   - الوصف: يتناول فضائل المدينة المنورة، والمسجد النبوي، والحجرة النبوية، مع التركيز على الجوانب التاريخية والدينية.

10. "معالم المدينة النبوية"  

    - المؤلف: غير محدد.

    - الوصف: يتحدث عن المدينة النبوية بشمولية، ويغطي معالمها وكنوزها وآطامها وحراتها وآبارها، بالإضافة إلى القلاع والحصون.

11. "المدينة لعلي بن أحمد العقيقي"  

    - المؤلف: علي بن أحمد العقيقي.

    - الوصف: يُعتبر من الكتب القديمة التي تناولت تاريخ المدينة المنورة ومعالمها، بما في ذلك القلاع والحصون والمقابر.

12. "نسب الأنصار لعبد الله بن محمد بن عمارة"  

    - المؤلف: عبد الله بن محمد بن عمارة.

    - الوصف: يتناول أنساب الأنصار وتاريخهم، مع الإشارة إلى المعالم التاريخية في المدينة المنورة.



أسئلة شائعة

تشمل أهم القلاع والحصون في المدينة المنورة حصن كعب بن الأشرف، حصن بني قريظة، وقلعة قباء، والتي لعبت دورًا هامًا في الدفاع عن المدينة خلال العصور المختلفة.
أسوار المدينة المنورة كانت وسيلة دفاعية لحمايتها من الغزوات، وقد شهدت تحصينات متعددة خلال العهدين العباسي والعثماني.
تشمل أبرز المقابر التاريخية في المدينة المنورة مقبرة البقيع، مقبرة شهداء أحد، ومقبرة بني حرام، حيث دُفن فيها العديد من الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ.
لعبت القلاع والحصون دورًا محوريًا في حماية المدينة من الهجمات، حيث كانت مراكز عسكرية مجهزة للحماية والمراقبة خلال العصور الإسلامية.
المعالم التاريخية في المدينة المنورة تعكس تطور المدينة عبر العصور، وهي شواهد على الحضارة الإسلامية والإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة.
يمكن زيارة المعالم الأثرية من خلال الجولات السياحية المنظمة، أو بالاستعانة بالخرائط الإلكترونية والإرشادات المتوفرة للزوار.
تعليقات