📁 آخرالمقالات

بحث حول الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات

الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات

بحث حول الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات

تُعدّ الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي من أبرز خدمات المعلومات الحديثة التي تطورت استجابةً للانفجار المعرفي وتنوع احتياجات المستفيدين. تهدف هاتان الخدمتان إلى تمكين الباحثين والمتخصصين من متابعة المستجدات في مجالاتهم بدقة وكفاءة، من خلال توفير المعلومات الحديثة والمخصصة حسب الاهتمام. في ظل التحول الرقمي وتطور أدوات البحث، أصبحت الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي عنصرين حيويين في بيئة المعلومات، حيث يجري استخدام تقنيات إلكترونية وذكاء اصطناعي لتعزيز سرعة الوصول للمعلومة. يهدف هذا البحث إلى دراسة المفهومين، الخلفية التاريخية، الأدوات المستخدمة، والتحديات والآفاق المستقبلية المرتبطة بهما في مؤسسات المعلومات.

الفصل الأول: المفاهيم الأساسية للإحاطة الجارية والبحث الانتقائي  

—> 1 . مفهوم الإحاطة الجارية   

تُعد الإحاطة الجارية (Current Awareness Service) إحدى أهم خدمات المعلومات الحديثة التي تقدمها المكتبات ومراكز التوثيق والمؤسسات الأكاديمية والعلمية، وتهدف إلى إبقاء المستفيدين على اطلاع دائم بأحدث ما يصدر في مجالات اهتمامهم من مصادر معلومات، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية.

ويُقصد بالإحاطة الجارية تلك الخدمة التي تقوم على التتبع المنهجي والمستمر للإنتاج الفكري الحديث (كتب، مقالات، تقارير، بحوث، أطروحات، نشرات، أخبار علمية)، مع تنظيمه وتوزيعه أو إشعاره للمستفيدين في الوقت المناسب، بحيث يتمكن الباحث أو القارئ المتخصص من متابعة المستجدات دون الحاجة إلى البحث عنها بنفسه بشكل يومي.

 أ‌- تعريفات علمية:

- عرّفها الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) بأنها:  

  > "نشاط منظم يُعنى بإعلام فئة معينة من المستفيدين بالمطبوعات أو الوثائق الحديثة ذات العلاقة باهتماماتهم، والتي تُصدر خلال فترة زمنية قصيرة بعد صدورها".

- كما يعرفها بعض المتخصصين بأنها:  

  > "خدمة تهدف إلى الإعلام السريع والمستمر بأحدث ما يُنشر في مجال معين من المعرفة، بغرض مساعدة الباحث على الإحاطة المستمرة بالجديد دون الحاجة للبحث الدائم".

 ب‌- خصائص الإحاطة الجارية:

1. الاستمرارية الزمنية: تتم بشكل دوري (يومي، أسبوعي، شهري).

2. التخصص: تُقدم لمجموعة محددة من المستفيدين أو بحسب مجال اهتمام.

3. الراهنية: تركز على أحدث المعلومات فقط.

4. الانتقائية: قد تكون موجهة وفقًا لحاجات المستخدمين الفردية.

5. الوسائط المتعددة: قد تُقدَّم عبر البريد الإلكتروني، النشرات، المواقع، التطبيقات، أو قواعد البيانات.

 ت‌- أهداف الإحاطة الجارية:

- تمكين الباحثين من مواكبة الإنتاج الفكري الجديد.

- دعم اتخاذ القرار المستند إلى أحدث المعلومات.

- توفير الوقت والجهد في البحث.

- تقوية الصلة بين المستفيد ومصدر المعلومات.

- تعزيز استثمار موارد المكتبة الرقمية والمطبوعة.

 ث‌- أشكال الإحاطة الجارية:

1. نشرات الإحاطة الجارية (أسبوعية/شهرية).

2. العرض الدوري للجديد في قاعة المطالعة أو عبر البريد الإلكتروني.

3. التنبيهات الآلية من قواعد البيانات.

4. نشرات إلكترونية متخصصة موجهة حسب مجال التخصص.

 ج‌- الفرق بينها وبين خدمات أخرى:

- تختلف الإحاطة الجارية عن البحث الانتقائي للمعلومات في كونها غير مخصصة تمامًا لمستفيد بعينه، بل تخدم جمهورًا ذا اهتمام مشترك، بينما البحث الانتقائي يكون مفصلًا ومصممًا خصيصًا لحاجة مستخدم واحد في موضوع دقيق.

—> 2. مفهوم البحث الانتقائي للمعلومات  

يُعد البحث الانتقائي للمعلومات (Selective Dissemination of Information - SDI) من الخدمات الوثائقية المتقدمة التي تهدف إلى تلبية الحاجات المعلوماتية الخاصة لكل مستفيد على حدة، من خلال توفير معلومات محدثة ومنتقاة تتعلق باهتماماته البحثية أو العلمية أو المهنية، بناءً على ملف شخصي يتم إنشاؤه مسبقًا.

ويُصنف هذا النوع من الخدمات ضمن ما يُعرف بخدمات المعلومات المخصصة (Customized Information Services)، التي تركز على التخصيص والدقة في الإشباع المعلوماتي، من خلال متابعة دقيقة لمجالات اهتمام كل مستفيد، وتزويده بكل ما هو جديد وملائم لذلك الاهتمام بشكل دوري أو كلما توفر محتوى جديد.

 أ‌- تعريفات علمية:

- يُعرفه "H.P. Luhn" (أحد رواد علم المعلومات) بأنه:  

  > "عملية تنظيمية تهدف إلى انتقاء وتقديم المعلومات الحديثة إلى الأفراد الذين لديهم اهتمامات محددة مسبقًا، وفقًا لما هو مسجل في ملفاتهم الشخصية".

- كما يُعرف أيضًا بأنه:  

  > "خدمة تقوم على تتبع أحدث ما يُنشر في موضوعات معينة، ثم تصفية هذه المعلومات وتوزيعها بشكل موجه إلى أشخاص أو مؤسسات بناءً على اهتماماتهم الخاصة".

 ب‌- خصائص البحث الانتقائي للمعلومات:

1. تخصيص تام: يُوجّه إلى مستفيدين أفراد وفق ملفاتهم الشخصية.

2. استمرار التحديث: الخدمة مستمرة طالما ظل ملف المستفيد نشطًا.

3. استخدام الملفات الشخصية: تُبنى الخدمة على ملف يتضمن الاهتمامات الدقيقة، التخصصات، الكلمات المفتاحية، ونوع الوثائق المفضلة.

4. الدقة العالية: يتم انتقاء الوثائق والمحتوى بعناية لتناسب اهتمامات كل مستخدم.

5. اعتماد التكنولوجيا: تعتمد الخدمة غالبًا على قواعد بيانات متقدمة وأنظمة ذكاء اصطناعي في بيئات المعلومات الحديثة.

 ت‌- أهداف البحث الانتقائي للمعلومات:

- توفير المعلومات الأكثر صلة وملاءمة لاحتياجات المستفيد.

- دعم الإنتاج العلمي والبحثي الفردي.

- تقليل الوقت والجهد في البحث اليدوي.

- تعزيز التفاعل بين المستفيد والمؤسسة المعلوماتية.

- زيادة القيمة المضافة للخدمات المكتبية الرقمية.

 ث‌- خطوات تنفيذ خدمة البحث الانتقائي:

1. إنشاء ملف شخصي للمستفيد يحدد فيه:

   - التخصص الدقيق  

   - الكلمات المفتاحية  

   - نوع الوثائق المطلوبة  

   - تفضيلات اللغة أو الصيغة  

2. متابعة دورية للمصادر ذات الصلة.

3. استخراج وتحليل المعلومات المناسبة.

4. إرسال المحتوى المنتقى إلى المستفيد عبر الوسيلة المناسبة (بريد إلكتروني، لوحة حساب المستخدم، تطبيق مخصص...).

—> 3. الفرق بين الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي  

رغم أن خدمتي الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات تنتميان إلى فئة الخدمات الوثائقية الحديثة التي تهدف إلى تزويد المستفيدين بالمعلومات الحديثة، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بينهما تتعلق بطبيعة كل خدمة، وجمهورها المستهدف، وآليات التنفيذ، ومدى التخصيص.

1. من حيث الجمهور المستفيد  

- الإحاطة الجارية: تُوجَّه إلى جمهور واسع نسبيًا يشترك في اهتمام عام بموضوع معين؛ مثل أعضاء هيئة التدريس في قسم معين أو العاملين في مؤسسة بحثية.  

- البحث الانتقائي للمعلومات: يُقدَّم لمستفيد فردي محدد، وتُفصّل الخدمة وفقًا لملفه الشخصي واهتماماته الدقيقة.

2. من حيث طبيعة الخدمة  

- الإحاطة الجارية: تُعد خدمة عامة نوعًا ما، وتتمثل في عرض جماعي لما هو جديد وحديث في مجال معين.  

- البحث الانتقائي: يُعد خدمة موجهة ودقيقة، تُبنى على تحليل الاهتمامات الخاصة بكل مستفيد، وتقدم له محتوى مُنتقى بعناية.

3. من حيث مستوى التخصيص  

- الإحاطة الجارية: تتسم بمستوى تخصيص منخفض إلى متوسط، إذ تُعد نشراتها موحدة لمجموعة من المهتمين.  

- البحث الانتقائي: يتميز بمستوى تخصيص عالٍ للغاية، ويُبنى بالكامل على ملف شخصي فردي.

4. من حيث التوقيت والدورية  

- الإحاطة الجارية: غالبًا ما تكون دورية (أسبوعية، شهرية)، تُرسل أو تُعرض بانتظام.  

- البحث الانتقائي: غير مقيد بزمن محدد، ويُحدَّث كلما توفرت معلومات جديدة تُطابق ملف المستفيد.

5. من حيث الأهداف  

- الإحاطة الجارية: تهدف إلى إبقاء المستفيدين على اطلاع عام بأحدث الإصدارات والمنشورات في مجال اهتمامهم.  

- البحث الانتقائي: يهدف إلى تلبية احتياجات معلوماتية دقيقة وخاصة تدعم النشاط البحثي أو العملي لمستخدم معين.

 جدول توضيحي للفروق:

وجه المقارنة   

الإحاطة الجارية  

البحث الانتقائي للمعلومات  

الجمهور المستهدف  

مجموعة من المستفيدين 

مستفيد واحد     

مستوى التخصيص   

منخفض إلى متوسط       

عالٍ جدًا         

طبيعة المعلومات   

عامة وحديثة     

دقيقة ومحددة وحديثة      

توقيت الخدمة 

دوري (منتظم)   

غير دوري – حسب توفر المعلومات       

وسيلة التقديم    

نشرات أو تنبيهات عامة  

تقارير أو رسائل موجهة   

الهدف الأساسي    

الإحاطة بالجديد في المجال    

إشباع حاجة معلوماتية فردية محددة  

—> 4. الخلفية التاريخية لتطور المفهومين  

إن تطور خدمتي الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور مؤسسات المعلومات نفسها، وخاصة المكتبات ومراكز التوثيق خلال القرن العشرين، وبتزايد حجم الإنتاج الفكري الذي أصبح من الضروري السيطرة عليه وتنظيمه لتلبية الحاجات المتنامية للمستفيدين من مختلف التخصصات.

1. نشأة الإحاطة الجارية

ظهرت الإحاطة الجارية في النصف الأول من القرن العشرين، وخصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما بدأت المكتبات الأكاديمية والعلمية تواجه تضخمًا في مصادر المعلومات، وبات من الصعب على الباحثين تتبع كل جديد في مجالاتهم. وقد لعبت مؤسسات مثل مكتبة الكونغرس الأمريكية ومراكز البحوث الصناعية دورًا كبيرًا في تطوير أولى أشكال هذه الخدمة، من خلال إعداد نشرات دورية تحتوي على عناوين الكتب والمقالات الحديثة.

ومع بداية الستينيات، أصبح استخدام هذه الخدمة شائعًا في مراكز التوثيق الأوروبية والأمريكية، وقد تطورت لاحقًا مع إدخال تقنيات التصوير والتكشيف الببليوغرافي اليدوي، وصولًا إلى اعتمادها على النظم الآلية في نهاية القرن العشرين، ثم النظم الإلكترونية وخدمات البريد الإلكتروني والتنبيهات الرقمية مع دخول الألفية الجديدة.

2. ظهور البحث الانتقائي للمعلومات

أما البحث الانتقائي للمعلومات، فقد نشأ في وقت متقارب لكنه اتخذ مسارًا أكثر تخصصًا وتعقيدًا، وارتبط اسمه منذ البداية بأبحاث شركة IBM في الخمسينيات، وبالأخص بالباحث الأمريكي ه. ب. لوهن (H. P. Luhn)، الذي يُعد من الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية.  

وقد قام لُهن بتطوير نظام يقوم بتحديد اهتمامات المستفيد وتقديم المحتوى المنتقى له، مما شكل الأساس لما نعرفه اليوم بخدمة البحث الانتقائي.

ثم ظهرت نظم البحث الانتقائي في الستينيات والسبعينيات في المراكز العلمية الكبرى مثل:

- معهد المعلومات العلمية (ISI) في الولايات المتحدة.  

- مراكز التوثيق في ألمانيا وفرنسا.  

- الهيئة البريطانية للمواصفات (BSI).  

وقد بدأت هذه الخدمة أولاً يدويًا عبر ملفات ورقية، ثم تحولت إلى نظم ميكانيكية/حاسوبية، وصولًا إلى خدمات رقمية متقدمة في العصر الحديث، تستخدم قواعد البيانات، ومحركات البحث المتقدمة، والملفات الشخصية الإلكترونية.

3. تطور المفهومين في العصر الرقمي

مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، شهد المفهومان طفرة كبيرة بفضل التحول الرقمي، حيث أصبحت الإحاطة الجارية تعتمد على:

- الرسائل الإخبارية الإلكترونية (Newsletters).  

- التنبيهات الآلية من قواعد البيانات (Alerts).  

- خلاصات RSS وواجهات التطبيقات (APIs).

أما البحث الانتقائي، فبات جزءًا من خدمات الأنظمة الذكية للمعلومات، وأصبح يُبنى على:

- الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الشخصية.  

- خوارزميات الاقتراح الذكي.  

- الملفات التعريفية التفاعلية التي يتم تحديثها تلقائيًا.

4. العلاقة بالتطور المؤسساتي

يرتبط تطور المفهومين أيضًا بتطور مؤسسات المعلومات، لا سيما:

- المكتبات الجامعية.  

- مراكز التوثيق الحكومية.  

- مراكز المعلومات الصناعية والتجارية.  

- منصات النشر العلمي المفتوح.

فكلما زاد حجم المعلومات وصعوبة الوصول إليها، زادت الحاجة إلى هذه الخدمات كوسيلة لتنظيمها وتوجيهها بشكل فعّال.

—> 5. أهمية المفهومين في بيئة المعلومات الحديثة  

في ظل التحوّلات المتسارعة التي تشهدها بيئة المعلومات الحديثة، أصبح من الضروري اعتماد آليات فعّالة لضبط التدفق الهائل للمعلومات الرقمية وتنظيم سبل الوصول إليها، بما يلبي حاجات المستفيدين المختلفة. وفي هذا السياق، برزت خدمتا الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات كأداتين محوريتين في دعم البحث العلمي، وتعزيز إدارة المعرفة، وتقوية فعالية المؤسسات الأكاديمية والمهنية.

1. الإحاطة الجارية: ضرورة في ظل الانفجار المعرفي

تُعد الإحاطة الجارية وسيلة أساسية لمواجهة الانفجار المعلوماتي الذي يتمثل في الكم الهائل من الأبحاث والمنشورات التي تُصدر يوميًا في جميع المجالات. ومن أبرز أوجه أهميتها:

- إبقاء الباحثين على اطلاع دائم بما يستجد في ميادين اهتمامهم، دون الحاجة للبحث اليدوي المستمر.

- المساعدة في اتخاذ قرارات سريعة وواعية في ميادين تتطلب متابعة فورية، مثل الطب، الهندسة، والعلوم السياسية.

- تعزيز الإنتاجية البحثية من خلال تسهيل الوصول إلى مصادر حديثة تُستخدم كأساس للدراسات الجديدة.

- تحفيز روح التنافس العلمي عبر متابعة أحدث ما نُشر من أطروحات ومقالات وكتب.

- دعم دور المكتبات ومراكز المعلومات في محيطها المؤسساتي، وتحويلها من مخازن للكتب إلى مراكز إشعاع معرفي فاعل.

2. البحث الانتقائي للمعلومات: أداة تخصيص فعّالة

في بيئة تتسم بالتنوع الكبير في اهتمامات المستخدمين، يأتي البحث الانتقائي كخدمة متقدمة تمكّن المؤسسات من تقديم معلومات دقيقة ومُصممة وفق احتياجات فردية، ويظهر أثره الإيجابي في:

- تعزيز الكفاءة البحثية الفردية عبر توفير مصادر متخصصة دون عناء البحث عنها.

- توفير الوقت والجهد من خلال إمداد المستفيد بالمعلومة المناسبة في الوقت المناسب.

- دعم الباحثين والطلبة وذوي القرار بالمعلومات الحيوية لاتخاذ مواقف دقيقة.

- تمكين المؤسسات البحثية من بناء علاقة دائمة مع مستفيديها عبر خدمات ذات قيمة مضافة.

- تكامل الخدمة مع نظم المعلومات الذكية مثل أنظمة إدارة المعرفة، وقواعد البيانات التفاعلية.

3. الدور الاستراتيجي في البيئة الرقمية

مع تطور أدوات البحث واستعمال الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن أتمتة وتخصيص هاتين الخدمتين بشكل غير مسبوق، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير منظومة المعلومات داخل المؤسسات:

- الإحاطة الجارية تُستخدم اليوم في شكل نشرات إلكترونية آلية مرتبطة بكلمات مفتاحية وقواعد بيانات محدثة.

- البحث الانتقائي يعتمد على تحليل سلوك المستخدم في محركات البحث ومنصات الوصول المفتوح لتكييف المحتوى بحسب أنماط الاستخدام.

4. دعم التحول الرقمي للمؤسسات المعلوماتية

يساهم هذان المفهومان في تحقيق التحول الرقمي داخل المكتبات ومراكز التوثيق، عبر:

- تقديم خدمات تفاعلية.

- بناء قاعدة بيانات معرفية تراكمية لكل مستفيد.

- تقليل الفاقد المعلوماتي وتعزيز الاستفادة القصوى من الموارد الرقمية.

5. تحقيق رضا المستفيدين وبناء الثقة

تلعب هذه الخدمات دورًا حاسمًا في:

- رفع مستوى رضا المستخدم عن المؤسسة المعلوماتية.

- ترسيخ العلاقة التفاعلية بين المستفيد والمكتبة أو المركز التوثيقي.

- تعزيز مكانة المؤسسة كمصدر موثوق للمعلومة الدقيقة والحديثة.

الفصل الثاني: أدوات وتقنيات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي  

—> 1. مصادر المعلومات المستخدمة  

تعتمد كل من خدمتي الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات على مصادر متعددة ومتنوعة من المعلومات، تختلف بحسب طبيعة المؤسسة، واحتياجات المستفيدين، والتخصصات المستهدفة. ومن المهم أن تكون هذه المصادر موثوقة، حديثة، ومتاحة للاستخدام المستمر لضمان فعالية الخدمة وجودتها.

1. المصادر المستخدمة في الإحاطة الجارية

تركّز هذه الخدمة على تحديث المستفيدين بالجديد، لذلك تستند إلى مصادر دورية وحديثة، منها:

1. الدوريات العلمية والمجلات الأكاديمية  

   تُعد من أهم المصادر، لأنها تصدر بشكل منتظم وتحتوي على أحدث ما توصل إليه البحث العلمي في شتى المجالات.

2. الكتب الحديثة والمطبوعات الجديدة  

   سواء الورقية أو الرقمية، خاصة التي تصدرها دور النشر المتخصصة أو الجامعات.

3. قواعد البيانات الإلكترونية  

   مثل: Scopus، Web of Science، ScienceDirect، JSTOR، SpringerLink وغيرها، حيث تحتوي على محتوى حديث محدث باستمرار.

4. الأدلة الببليوغرافية والنشرات الفنية  

   تصدر عن مؤسسات بحثية أو مراكز توثيق، وتعرض محتويات جديدة بطريقة منظمة.

5. الوثائق الرسمية والتقارير الحكومية  

   خاصة تلك المتعلقة بالسياسات العامة، أو بالاقتصاد، أو بالتكنولوجيا، والتي تصدر بشكل دوري.

6. مواقع المؤسسات البحثية والمراكز العلمية  

   تُنشر فيها أحدث المشاريع، المؤتمرات، والإصدارات.

2. المصادر المستخدمة في البحث الانتقائي للمعلومات

بما أن هذه الخدمة موجهة ومخصصة لفرد معين، فإنها تتطلب مصادر ذات عمق وتخصص، منها:

1. قواعد البيانات التخصصية  

   مثل: PubMed للعلوم الطبية، IEEE Xplore للهندسة والتكنولوجيا، ERIC للتربية، وغيرها.

2. أطروحات ورسائل جامعية  

   وخاصة تلك التي لم تُنشر في دوريات، وتعد مصدراً هاماً للبحث المتخصص.

3. تقارير الأبحاث والتقارير الفنية (Technical Reports)  

   تصدرها الجامعات، مراكز البحوث، والشركات، وتحتوي على معلومات تطبيقية متخصصة.

4. المؤتمرات العلمية والعروض التقديمية  

   تقدم نظرة فورية على أحدث ما يجري في مجالات محددة.

5. الكتب المرجعية المتخصصة  

   مثل الموسوعات، المعاجم العلمية، الكشافات الموضوعية.

6. مواقع الويب المتخصصة والمجلات الإلكترونية  

   المعتمدة علميًا وتلك الصادرة عن جهات بحثية، شرط توثيق مصدرها.

7. الاشتراك في خدمات التنبيه المخصصة (Alert Services)  

   التي تقدم تحديثات أوتوماتيكية بحسب ملف المستخدم واهتماماته.

3. معايير اختيار المصادر

تعتمد فعالية خدمتي الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي على اختيار المصادر وفق المعايير التالية:

- الحداثة والتحديث المستمر.  

- الموثوقية العلمية ومكانة الجهة الناشرة.  

- التغطية الموضوعية الدقيقة.  

- سهولة الوصول والاستخدام، خاصة في البيئة الرقمية.  

- قابلية التكامل مع نظم الاسترجاع الآلي.

—> 2. أدوات الإحاطة الجارية (نشرات، قواعد بيانات، خدمات إلكترونية)  

تُعد أدوات الإحاطة الجارية بمثابة الوسائط التي تعتمد عليها مؤسسات المعلومات – كمراكز التوثيق والمكتبات – لإيصال أحدث ما نُشر من معلومات للمستفيدين في الوقت المناسب وبالأسلوب الأنسب. وتتنوع هذه الأدوات بين الوسائط التقليدية والرقمية الحديثة، حسب طبيعة البيئة المعلوماتية ووسائل التواصل المعتمدة.

1. النشرات Current Awareness Bulletins

النشرات هي من أقدم وأبسط وسائل الإحاطة الجارية، وتصدر بشكل دوري (يومي، أسبوعي، شهري...) بهدف إعلام المستفيدين بالجديد في مجال معين.

- أنواع النشرات:

  - النشرات الببليوغرافية: تتضمن قوائم بالكتب والمقالات والوثائق الجديدة.

  - النشرات الموضوعية: تركز على مجال محدد (مثل: القانون، الاقتصاد، الطب).

  - النشرات الإخبارية الرقمية: ترسل عبر البريد الإلكتروني وتجمع بين النصوص والروابط.

- مزاياها:

  - سهلة التوزيع.

  - يمكن تخصيصها لفئات معينة.

  - تعزز التواصل بين المؤسسة والمستفيد.

2. قواعد البيانات الإلكترونية

تُعد قواعد البيانات من الأدوات الأساسية لخدمة الإحاطة الجارية في العصر الرقمي، حيث تتيح البحث في محتوى حديث ومتجدد بشكل مستمر.

- أنواع قواعد البيانات:

  - قواعد النصوص الكاملة (مثل: ScienceDirect، SpringerLink).

  - قواعد الملخصات والاستشهادات (مثل: Scopus، Web of Science).

  - قواعد متخصصة حسب المجال (مثل: PubMed، ERIC، IEEE Xplore).

- وظائف الإحاطة داخل قواعد البيانات:

  - تنبيهات أوتوماتيكية (Alerts) ترسل للمستخدم بناءً على كلمات مفتاحية أو مؤلفين محددين.

  - خدمات RSS تُمكِّن من متابعة جديد المنشورات بشكل لحظي.

  - حفظ استراتيجيات البحث لاستخدامها دورياً في استرجاع الحديث.

3. الخدمات الإلكترونية والأنظمة الذكية

توفّر التقنيات الرقمية المتطورة إمكانات جديدة للإحاطة الجارية:

- أنظمة إدارة المعرفة والمحتوى (مثل: SharePoint، DSpace): تستخدمها المؤسسات لربط المستجدات مباشرة بالمستخدمين.

- خدمات البريد الإلكتروني الذكي: مثل Mailchimp أو Google Alerts، والتي تُستخدم لإرسال تحديثات مخصصة بحسب ملف المستخدم.

- التطبيقات الذكية والمنصات السحابية:

  - مثل: Zotero، Mendeley، ResearchGate، حيث يمكن للمستخدم الاشتراك في صفحات مجلات أو باحثين وتلقي التحديثات.

  - خدمات مثل Academia.edu ترسل تنبيهات حسب الاهتمام العلمي.

- وسائل التواصل الاجتماعي العلمية:

  - حسابات رسمية للمجلات أو مراكز الأبحاث على تويتر، لينكدإن، فيسبوك.

  - مجموعات واتساب أو تيليغرام تُستخدم لترويج أحدث المواد.

4. مقارنة بين الأدوات التقليدية والإلكترونية

العنصر 

الأدوات التقليدية

الأدوات الإلكترونية 

السرعة 

بطيئة نسبيًا 

لحظية وفورية

التخصيص 

محدود 

عالي التخصيص 

التفاعلية 

منخفضة 

تفاعلية وشخصية 

الوصول 

يتطلب تواجدًا فعليًا 

متاح في أي مكان وزمان

5. التحديات المرتبطة باستخدام هذه الأدوات

- الحاجة إلى تدريب المستخدمين على التعامل مع الخدمات الرقمية.

- ضمان جودة المحتوى المقدم للمستفيد.

- تكييف الأدوات حسب احتياجات كل فئة مستفيدة.

- قضايا الخصوصية عند استخدام خدمات إلكترونية تابعة لطرف ثالث.

—> 3. تقنيات البحث الانتقائي (الملفات الشخصية، الكلمات المفتاحية، التنبيهات)  

يعتمد البحث الانتقائي للمعلومات على مجموعة من التقنيات التي تتيح تقديم خدمة معلومات مخصصة حسب اهتمامات المستفيد، وذلك بشكل دقيق ومحدث باستمرار. وتقوم هذه التقنيات على الدمج بين التحليل الموضوعي لحاجات المستفيد وأدوات الاسترجاع الإلكتروني المتقدمة.

1. الملف الشخصي للمستفيد (User Profile)

يُعد الملف الشخصي حجر الأساس في تقنية البحث الانتقائي، إذ يمثل صورة شاملة عن حاجات واهتمامات المستفيد من المعلومات.

- محتويات الملف الشخصي:

  - اسم المستفيد ومجال تخصصه.

  - الموضوعات الدقيقة التي تهمه.

  - نوع الوثائق المفضلة (كتب، مقالات، تقارير...).

  - اللغات المفضلة، ودرجة التغطية الزمنية المطلوبة.

  - وتيرة التحديث المرغوبة (يوميًا، أسبوعيًا...).

- طرق إنشاء الملف الشخصي:

  - تعبئة استمارة رقمية أو ورقية من قبل المستفيد.

  - المقابلة الشخصية مع أخصائي المعلومات.

  - التحليل الآلي لسلوك المستفيد على قواعد البيانات (عبر نظم الذكاء الاصطناعي).

2. استخدام الكلمات المفتاحية (Keywords)

تُعد الكلمات المفتاحية أداة أساسية لتوجيه البحث الانتقائي وضمان دقة النتائج.

- مصادر توليد الكلمات المفتاحية:

  - من الملف الشخصي للمستفيد.

  - من قوائم رؤوس الموضوعات مثل: Library of Congress Subject Headings (LCSH).

  - من التحليل الببليوغرافي لموضوعات سابقة.

- تقنيات تحسين فعالية الكلمات المفتاحية:

  - استخدام المرادفات والمصطلحات المكافئة.

  - الربط المنطقي (AND – OR – NOT).

  - استخدام الرموز (، ?) في البحث عن جذور الكلمات.

  - الاستفادة من البحث الموجه (Boolean Search) وحقول البحث المتقدمة.

3. خدمات التنبيه (Alert Services)

توفر العديد من قواعد البيانات وخدمات المعلومات أدوات للتنبيه الآلي حين يتوفر محتوى جديد يتوافق مع الملف الشخصي للمستفيد.

- أنواع التنبيهات:

  - تنبيهات البريد الإلكتروني: ترسل تلقائيًا عند صدور مقال أو كتاب جديد يطابق الاهتمامات.

  - خلاصات RSS: تمكن المستفيد من تتبع التحديثات حسب موضوع معين.

  - إشعارات التطبيقات والمنصات البحثية (مثل: ResearchGate، Mendeley، Google Scholar).

- مزايا خدمات التنبيه:

  - توفر الوقت والجهد على المستفيد.

  - تضمن وصول المحتوى الجديد لحظة صدوره.

  - تعزز التفاعل المستمر مع البيئة البحثية.

4. أدوات رقمية داعمة

إلى جانب الأدوات الأساسية، توجد تقنيات حديثة داعمة للبحث الانتقائي:

- أنظمة إدارة المراجع: مثل EndNote، Zotero، وMendeley، التي تتيح تتبع الوثائق وتنظيمها حسب الموضوع.

- منصات البحث التخصصي: كـ PubMed، ERIC، IEEE Xplore.

- خدمات التوصية الذكية: تقدمها بعض المنصات استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي (مثل: "المقالات المقترحة" في Google Scholar).

5. التحديات التي تواجه تطبيق هذه التقنيات

- صعوبة تحديد الاهتمامات الدقيقة للمستفيد بشكل دائم.

- الحاجة لتحديث الملف الشخصي باستمرار مع تغير التخصصات.

- إمكانية التكرار أو الإشباع المعلوماتي عند استخدام تنبيهات غير مفلترة جيدًا.

- محدودية بعض قواعد البيانات في تخصيص التنبيهات.

—> 4. استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى  

يشهد قطاع خدمات المعلومات تحوّلًا نوعيًا بفضل التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، الذي أصبح أداة حيوية لتقديم محتوى مخصص بدقة وسرعة تفوق الطرق التقليدية. لقد أتاحت تقنيات الذكاء الاصطناعي إعادة تعريف طريقة توفير المعلومات للمستفيدين، سواء من خلال تنبؤ احتياجاتهم أو أتمتة عمليات التصفية والاقتراحات.

1. مفهوم تخصيص المحتوى بالذكاء الاصطناعي

يشير تخصيص المحتوى إلى القدرة على تقديم معلومات تتناسب تمامًا مع تفضيلات واحتياجات كل مستفيد على حدة. وبالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يمكن لأنظمة المعلومات أن تتعلّم من تفاعل المستخدم وتطوّر المحتوى الذي تقدمه له بمرور الوقت.

- أمثلة على التخصيص:

  - اقتراح مقالات حديثة بناءً على سجل القراءة أو البحث.

  - تنبيهات ذكية تُرسل تلقائيًا دون طلب صريح من المستخدم.

  - تنظيم نتائج البحث حسب الأولوية العلمية للمستخدم.

2. تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة

- خوارزميات التعلم الآلي (Machine Learning):

  - تُحلل سلوك المستخدم وتتكيف مع اهتماماته.

  - تُستخدم في تصنيف المحتوى وتقديمه حسب الأهمية المرجحة لكل مستفيد.

- معالجة اللغة الطبيعية (NLP):

  - تُستخدم لفهم المصطلحات التي يستخدمها المستفيد وتفسير نواياه البحثية.

  - تسمح بترشيح محتوى يتطابق مع سياق الاهتمام، وليس فقط مع الكلمات المفتاحية.

- أنظمة التوصية (Recommendation Systems):

  - تعتمد على التصفية التعاونية أو الترشيح القائم على المحتوى لتقديم مصادر مشابهة لما اطلع عليه المستفيد سابقًا.

- التحليل الدلالي للبيانات:

  - يتيح فهم العلاقات بين المواضيع، وبالتالي اقتراح محتويات ذات صلة غير مباشرة ولكن مهمة.

3. تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي

- أنظمة تنبيه ذكية:

  - مثل Google Scholar Alerts وElsevier's Mendeley Suggest، التي ترسل مقالات ذات صلة بشكل شخصي دون تدخل يدوي.

- منصات البحث العلمي:

  - Semantic Scholar: تقدم ملخصات ذكية واقتراحات بحث دقيقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

  - ResearchRabbit وConnected Papers: تعتمد على الذكاء الاصطناعي في استكشاف الأبحاث ذات العلاقة.

- الروبوتات النصية (Chatbots):

  - تساعد في التفاعل الفوري مع المستفيد لتحديد اهتمامه وتقديم نتائج مخصصة.

- أنظمة إدارة المعرفة في المؤسسات:

  - تُستخدم لربط الموظفين أو الباحثين بالمعلومات ذات الصلة بتخصصاتهم ومهامهم العملية.

4. مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي

الميزة 

التوضيح 

الدقة 

ترشيح المحتوى بناءً على سلوك المستخدم، وليس مجرد مطابقة كلمات

التحديث الفوري

تقديم معلومات جديدة في اللحظة المناسبة دون تأخير

التكيف 

يتطور النظام مع تغيّر اهتمامات المستفيد بمرور الوقت

خفض الجهد 

يقلل من الوقت والجهد المبذولين في البحث اليدوي

5. التحديات والمخاطر المحتملة

- الخصوصية: الاعتماد على تحليل بيانات المستخدم يتطلب التوازن مع الحفاظ على السرية.

- التحيز الخوارزمي: يمكن أن تؤدي الخوارزميات إلى تضييق نطاق الاطلاع عند الاعتماد الزائد على الاهتمامات السابقة فقط.

- الحاجة إلى رقابة بشرية: لا تزال تدخلات أخصائي المعلومات ضرورية لضبط مخرجات النظام وضمان الجودة.

—> 5. دور المكتبي وأخصائي المعلومات في تنفيذ هذه الخدمات  

يُعد المكتبي وأخصائي المعلومات من العناصر الأساسية في بيئة المعلومات الحديثة، حيث يسهمون في تنظيم وتقديم المعلومات بشكل فعال، مع ضمان تلبيتها لاحتياجات المستفيدين. وفيما يتعلق بخدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات، يكتسب دورهم أهمية متزايدة، لا سيما في ظل تزايد حجم المعلومات المتاحة واستخدام التقنيات الحديثة.

1. الدور التقليدي للمكتبي وأخصائي المعلومات

قبل انتشار الأدوات الرقمية، كان دور المكتبي وأخصائي المعلومات محوريًا في توفير خدمات البحث الانتقائي والإحاطة الجارية، وكان ذلك يتم من خلال الوسائل التقليدية مثل الفهارس الورقية والمراجعات الببليوغرافية.

- الأنشطة الأساسية:

  - اختيار مصادر المعلومات: يتمثل دور المكتبي في اختيار مصادر المعلومات الموثوقة مثل المجلات، الدوريات، والكتب لتضمينها في الخدمات.

  - إعداد النشرات والمراجعات: كان يتم إعداد النشرات الببليوغرافية يدويًا أو باستخدام أدوات بسيطة لتنبيه المستخدمين حول المراجع الحديثة.

2. التكيف مع الأدوات الرقمية

مع تقدم تكنولوجيا المعلومات، أصبح المكتبي وأخصائي المعلومات في حاجة لتطوير مهاراتهم وتوسيع أدوارهم لتلبية احتياجات المستفيدين في بيئة رقمية.

- إدارة قواعد البيانات الإلكترونية: يقوم أخصائي المعلومات بإعداد وتحديث قواعد البيانات الإلكترونية بما يتماشى مع احتياجات المستفيدين. مثل: إدارة اشتراكات قواعد البيانات، وإنشاء تنبيهات بحث مخصصة.

- إعداد محتوى مخصص باستخدام الذكاء الاصطناعي: من خلال التعاون مع الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للمكتبي وأخصائي المعلومات تقديم محتوى أكثر تخصيصًا بناءً على تفضيلات المستفيد.

- التدريب والإرشاد: يُعد التدريب جزءًا من دور المكتبي وأخصائي المعلومات، حيث يقومون بتوجيه المستفيدين حول كيفية الاستفادة من الأدوات الرقمية الحديثة، مثل الاشتراك في التنبيهات الذكية أو إنشاء ملفات شخصية على منصات البحث.

3. تنسيق وتنظيم خدمات الإحاطة الجارية

تتمثل إحدى المهام الرئيسية للمكتبي وأخصائي المعلومات في التنسيق بين مختلف المصادر الرقمية والتقليدية لتقديم أفضل خدمة للمستفيدين.

- إعداد النشرات الذكية: بالإضافة إلى النشرات التقليدية، يتم الآن تصميم النشرات الذكية التي تعتمد على قواعد البيانات الرقمية ومصادر الإنترنت لتوفير المعلومات الأكثر حداثة.

- تنظيم ورش العمل والندوات: تنظيم ورش عمل وندوات توعوية حول كيفية استخدام أدوات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي من خلال أدوات وتقنيات مختلفة.

4. الإشراف على الجودة وضمان الدقة

يتطلب دور أخصائي المعلومات ضمان دقة وكفاءة عملية تقديم المعلومات.

- مراجعة المحتوى: يقوم أخصائي المعلومات بمراجعة المحتوى الذي يتم اختياره لتوزيعه ضمن خدمات الإحاطة الجارية لضمان موثوقيته وتوافقه مع اهتمامات المستفيدين.

- تحليل فاعلية الأدوات: يلتزم أخصائي المعلومات بتحليل الأدوات المتاحة (مثل التنبيهات التلقائية) لضمان فعاليتها وتحديثها بشكل مستمر.

5. التحديات التي يواجهها المكتبي وأخصائي المعلومات

رغم التطور التكنولوجي، يواجه المكتبي وأخصائي المعلومات عدة تحديات في تقديم خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي:

- إدارة المعلومات الضخمة: مع تزايد كميات البيانات والمحتوى، قد يكون من الصعب إدارة الكم الهائل من المعلومات وتقديم خدمة متميزة.

- التقنيات المتطورة: ضرورة متابعة التطورات التكنولوجية والتمكن من أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقديم أفضل تجربة للمستفيد.

- التحديات في ضمان الخصوصية: الحفاظ على خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية للمستفيدين في ظل استخدام الأدوات الرقمية المترابطة.

6. دور المكتبي في تعزيز الوصول المفتوح

يعد المكتبي وأخصائي المعلومات من أهم الداعمين لمفهوم الوصول المفتوح (Open Access)، حيث يساعدون المستفيدين في الوصول إلى المواد البحثية والعلمية عبر منصات الوصول المفتوح والمجلات العلمية الحرة.

- التشجيع على المشاركة في الوصول المفتوح: من خلال التعاون مع الباحثين والمؤسسات العلمية لتوسيع نطاق البحث المنشور ضمن بيئة الوصول المفتوح.

- تقديم الدعم التقني: بتوفير المعرفة حول أدوات البحث والمراجعة التي تساعد في الوصول إلى الأبحاث التي لا تحتاج إلى اشتراكات باهظة.

الفصل الثالث: تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مؤسسات المعلومات  

—> 1. التطبيقات في مؤسسات المعلومات في المكتبات الجامعية  

تُعد المكتبات الجامعية من المؤسسات الحيوية التي تقدم خدمات معلوماتية متخصصة للباحثين، الطلاب، وأعضاء الهيئة التدريسية. ولتحقيق ذلك بشكل فعال، تعتمد المكتبات الجامعية على الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات لتوفير المعلومات الدقيقة والمحدثة وفقًا لاحتياجات المستفيدين. في هذا الفصل، سنتناول تطبيقات هاتين الخدمتين في بيئة المكتبات الجامعية ودور التقنيات الحديثة في تطوير هذه الخدمات.

1. الإحاطة الجارية في المكتبات الجامعية

الإحاطة الجارية هي خدمة تهدف إلى تقديم معلومات محدثة باستمرار للمستفيدين حسب اهتماماتهم، بحيث يتم إعلامهم بأي مصادر جديدة ذات صلة بمجال دراستهم أو بحثهم.

1.1. أدوات وتقنيات الإحاطة الجارية في المكتبات الجامعية

- النشرات الببليوغرافية الإلكترونية: تستخدم المكتبات الجامعية لتوزيع نشرات تحتوي على معلومات محدثة حول الكتب والمقالات العلمية الجديدة في مجالات مختلفة.

- قواعد البيانات الأكاديمية: مثل JSTOR، PubMed، وIEEE Xplore، حيث يتم تفعيل خدمة التنبيهات التلقائية لمواكبة الأبحاث الحديثة في مجالات محددة.

- خدمات RSS: تُستخدم خدمات الـRSS لتوفير التحديثات المستمرة على المواقع الإلكترونية الخاصة بالمكتبات الأكاديمية، مما يتيح للمستفيدين الاطلاع على المقالات الجديدة تلقائيًا.

- التنبيهات عبر البريد الإلكتروني: تُرسل المكتبات الجامعية تنبيهات بالبريد الإلكتروني للمستفيدين حول المواد الجديدة المتاحة في المكتبة، مثل الكتب الجديدة أو المقالات المنشورة في المجلات.

2.1. دور المكتبي في تنظيم الإحاطة الجارية

- تصميم خدمات الإحاطة الجارية: يحدد المكتبيون مجالات اهتمام المستفيدين، مثل تخصيص التنبيهات حول مجال دراسي أو بحثي معين، ثم يعملون على إعداد قاعدة بيانات محدثة لهذا الغرض.

- إعداد مواد تعليمية: يقوم المكتبيون بتوفير مواد تعليمية ودورات تدريبية حول كيفية الاشتراك في خدمات الإحاطة الجارية واستخدام الأدوات المختلفة.

- التحليل المستمر لاحتياجات المستفيدين: من خلال التواصل مع الباحثين والطلاب، يعمل المكتبيون على تقييم فعالية خدمات الإحاطة الجارية وتعديلها بناءً على احتياجاتهم.

2. البحث الانتقائي للمعلومات في المكتبات الجامعية

البحث الانتقائي هو عملية استرجاع معلومات مخصصة تلبي احتياجات المستفيد بشكل دقيق، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة لفلترة المعلومات.

1.2. أدوات وتقنيات البحث الانتقائي في المكتبات الجامعية

- أنظمة البحث في قواعد البيانات: تعتمد المكتبات الجامعية على محركات البحث المتقدمة في قواعد البيانات الإلكترونية التي توفر نتائج بحث دقيقة استنادًا إلى المعايير المخصصة، مثل الكلمات المفتاحية أو المؤلفين أو الدوريات.

- خوارزميات التعلم الآلي: تستخدم المكتبات الجامعية الذكاء الاصطناعي لخدمة البحث الانتقائي، من خلال تحليل سجل بحث المستفيد وتقديم اقتراحات تلقائية لمقالات أو كتب ذات صلة.

- الملفات الشخصية للمستفيدين: تتيح المكتبات الجامعية للمستفيدين إنشاء ملفات شخصية تتضمن اهتماماتهم البحثية وتفضيلاتهم في البحث. بناءً على ذلك، يتم تخصيص البحث بشكل دقيق، مما يسمح بتوفير محتوى موجه يتوافق مع اهتماماتهم.

- أنظمة التوصية الذكية: مثل تلك التي توجد في منصات مثل Google Scholar وResearchGate، حيث يمكن للمكتبات الجامعية تكامل هذه الأنظمة في مواقعها الإلكترونية لتوفير توصيات محدثة للمستفيدين.

2.2. دور المكتبي في تنظيم البحث الانتقائي

- تصميم ملفات شخصية للمستفيدين: يمكن للمكتبيين مساعدة المستفيدين في بناء ملفات بحثية مخصصة تحتوي على اهتماماتهم الأكاديمية، مع توفير التوصيات المناسبة لكل مستفيد بناءً على هذه الملفات.

- تدريب المستفيدين على استخدام أدوات البحث المتقدم: ينظم المكتبيون دورات تدريبية حول كيفية استخدام محركات البحث المتقدم في قواعد البيانات الجامعية، وتحديد الكلمات المفتاحية المناسبة للحصول على أفضل النتائج.

- مراجعة وتقييم نتائج البحث: يساعد المكتبيون المستفيدين في تحليل وتقييم نتائج البحث، مع توجيههم إلى المصادر الأكثر موثوقية وذات الجودة العالية.

 3. التحديات التي تواجه تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في المكتبات الجامعية

- زيادة حجم المعلومات: مع تزايد حجم البيانات والمصادر الإلكترونية، يصبح من الصعب تقديم خدمة متميزة دون أدوات وتقنيات متقدمة لتصفية المعلومات ذات الصلة.

- تحديد اهتمامات المستفيدين: من الصعب دائمًا تحديد اهتمامات المستفيدين بشكل دقيق، خصوصًا مع التغير المستمر في مجالات الدراسة والأبحاث.

- التدريب المستمر: على المكتبيين تدريب المستفيدين بانتظام على استخدام الأدوات الجديدة وتقنيات البحث المتقدم، بما في ذلك تلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

- التحديات التقنية: قد تواجه المكتبات الجامعية تحديات في تكنولوجيا المعلومات، مثل صعوبة تكامل الأنظمة المختلفة أو نقص في البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لدعم هذه الخدمات.

 4. الفرص المستقبلية لتحسين تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في المكتبات الجامعية

- الاستفادة من الذكاء الاصطناعي: يمكن للمكتبات الجامعية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا لتقديم محتوى مخصص وتوصيات دقيقة للمستفيدين بناءً على سلوكهم وتفضيلاتهم.

- التكامل بين الأنظمة: يمكن تحسين التكامل بين مختلف أنظمة المكتبات الجامعية، مثل قواعد البيانات الإلكترونية، أنظمة التوصية، والخدمات الإخبارية، لتوفير تجربة متكاملة للمستفيدين.

- التوسع في الوصول المفتوح: مع دعم مفهوم الوصول المفتوح، يمكن للمكتبات الجامعية تعزيز استخدام المصادر المفتوحة وتقديم خدمة الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي عبر هذه المصادر.

—> 2. التطبيقات في مراكز التوثيق والمعلومات  

تُعتبر مراكز التوثيق والمعلومات من المؤسسات الحيوية التي تقدم خدمات بحثية وإدارية مهمة للمستفيدين من مختلف القطاعات، سواء كانوا باحثين، موظفين حكوميين، أو مهنيين من مختلف المجالات. تُسهم هذه المراكز في توفير الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات بشكل متميز، حيث يتم جمع وتنظيم وتوزيع المعلومات المتخصصة وفقًا للاحتياجات المحددة. في هذا الفصل، سيتم استعراض التطبيقات المتقدمة لهذه الخدمات في مراكز التوثيق والمعلومات.

1. الإحاطة الجارية في مراكز التوثيق والمعلومات

الإحاطة الجارية في مراكز التوثيق والمعلومات تتسم بالمرونة، حيث يتم تقديم المعلومات المتجددة بشكل مخصص للمستفيدين وفقًا لاحتياجاتهم وأهدافهم البحثية. تهدف هذه الخدمة إلى ضمان وصول المستفيدين إلى المعلومات الحديثة ذات الصلة بمجالاتهم المتخصصة.

أ. أدوات وتقنيات الإحاطة الجارية في مراكز التوثيق والمعلومات

- قواعد البيانات المتخصصة: تعتمد مراكز التوثيق على قواعد بيانات متعددة تخصصية تتعلق بكل مجال، مثل قواعد بيانات الاقتصاد، العلوم الاجتماعية، الأدب، أو الهندسة، حيث يتم تقديم تحديثات مستمرة للمستفيدين.

- التنبيهات البريدية: مثلما يتم في المكتبات الجامعية، توفر مراكز التوثيق خدمات التنبيهات عبر البريد الإلكتروني للمستفيدين، تتضمن معلومات حول الأوراق البحثية، التقارير، والأبحاث الجديدة في مجالات محددة. 

- النشرات الإلكترونية الدورية: تُعد هذه النشرات أحد الوسائل الأساسية في مراكز التوثيق لتقديم المعلومات الحديثة عبر قنوات متعددة، بما في ذلك البريد الإلكتروني أو عبر منصات الإنترنت الخاصة بالمراكز.

- البوابات الإلكترونية المتكاملة: تتيح المراكز للمستفيدين الوصول إلى مجموعة من الموارد الرقمية من خلال بوابات إلكترونية متكاملة، التي تجمع الأخبار، الأبحاث، التقارير الحكومية، والمعلومات العلمية من مختلف المصادر.

ب. دور أخصائي التوثيق والمعلومات في الإحاطة الجارية

- تحليل احتياجات المستفيدين: يعتمد أخصائي التوثيق والمعلومات في مراكز التوثيق على تحليل دقيق لاحتياجات المستفيدين من خلال التواصل المستمر معهم، مما يساعد في تخصيص خدمات الإحاطة الجارية.

- إعداد المحتوى المخصص: يتم تنظيم المحتوى بناءً على متطلبات المستفيدين، من خلال فحص مصادر المعلومات المتاحة والتأكد من تحديث المحتوى بشكل دوري.

- تقديم التدريب والإرشاد: يقدم أخصائيو المعلومات دورات تدريبية للمستفيدين حول كيفية الاشتراك في خدمات الإحاطة الجارية، واستخدام الأدوات الرقمية بشكل فعال.

ج. البحث الانتقائي في مراكز التوثيق والمعلومات

البحث الانتقائي في مراكز التوثيق يشمل تحديد المعلومات ذات الصلة وتقديمها للمستفيدين بناءً على معايير دقيقة، مثل الكلمات المفتاحية أو الموضوعات.

د. أدوات وتقنيات البحث الانتقائي في مراكز التوثيق والمعلومات

- محركات البحث المتخصصة: يتم استخدام محركات البحث المتخصصة التي تدير قواعد البيانات المتعددة في مجالات مختلفة لتقديم أفضل النتائج البحثية للمستفيدين.

- خدمات التوصية الذكية: تعتمد مراكز التوثيق على الذكاء الاصطناعي في توفير توصيات مخصصة للمستفيدين بناءً على ملفاتهم الشخصية، واهتماماتهم البحثية، وسجلات البحث السابقة.

- الملفات الشخصية للمستفيدين: تساعد هذه الملفات المكتوبة يدويًا أو رقميًا في تخصيص البحث بشكل أكثر دقة، مما يتيح الوصول إلى المعلومات الأكثر صلة بكل مستفيد.

و. دور أخصائي التوثيق والمعلومات في البحث الانتقائي

- إعداد البحث المخصص: أخصائيو المعلومات في مراكز التوثيق يعملون على إعداد تقارير بحثية مخصصة للمستفيدين بناءً على طلباتهم المحددة.  

- مراجعة وتصفية النتائج: يقوم الأخصائيون بمراجعة النتائج المسترجعة من أدوات البحث المتخصص، ويقومون بتصفية المحتوى لضمان تقديم أفضل النتائج التي تلبي احتياجات المستفيدين.

- تقديم المشورة والإرشاد: يوفر أخصائيو التوثيق والمعلومات الدعم المستمر في إجراء عمليات البحث المعقدة باستخدام الكلمات المفتاحية أو فلاتر البحث المختلفة، وكذلك يوفرون التدريب للمستفيدين على استخدام الأنظمة المتقدمة.

2. التحديات التي تواجه تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مراكز التوثيق والمعلومات

- زيادة حجم المعلومات: مع تزايد حجم البيانات الرقمية وتنوعها، يصبح من الصعب على مراكز التوثيق تقديم خدمات متميزة باستمرار دون تقنيات متقدمة لتصفية وتحليل المحتوى.

- تحقيق التوازن بين التخصيص والدقة: من التحديات المهمة التي تواجهها مراكز التوثيق ضمان دقة المعلومات وتخصيصها بشكل يتناسب مع احتياجات المستفيدين المتنوعة. 

- التكامل بين الأنظمة: في بعض الأحيان، قد تواجه المراكز صعوبة في تكامل أنظمة إدارة المعلومات المختلفة (قواعد البيانات، الأنظمة الإلكترونية، منصات التوصية)، مما قد يؤدي إلى حدوث تعقيدات في تقديم الخدمة بشكل سلس.

3. الفرص المستقبلية لتطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مراكز التوثيق والمعلومات

- الاستفادة من الذكاء الاصطناعي: يمكن مراكز التوثيق دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر لتقديم توصيات ذكية وتحسين دقة البحث الانتقائي للمستفيدين، مثل استخدام الخوارزميات للتعرف على اهتمامات المستفيدين.  

- التوسع في استخدام منصات الوصول المفتوح: توسيع استخدام منصات الوصول المفتوح سيتيح للمراكز تقديم محتوى محدث ومجاني، مما يعزز الوصول للمعلومات وتوسيع نطاق الخدمات.  

- تحسين التدريب والمشاركة المجتمعية: من خلال تحسين برامج التدريب والإرشاد، يمكن لمراكز التوثيق تعزيز مشاركة المستفيدين في اختيار المصادر الموثوقة والمفيدة بناءً على احتياجاتهم البحثية.

—> 3. التطبيقات في مراكز البحث العلمي  

تعتبر مراكز البحث العلمي من الركائز الأساسية في تعزيز التقدم العلمي والتقني، حيث تعمل على توفير بيئة ملائمة للباحثين لتطوير أفكارهم، ومشاركة نتائج أبحاثهم، وتبادل المعرفة. في هذه المراكز، تُعتبر خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات من الأدوات الحيوية التي تساهم في تحسين الإنتاج العلمي وضمان الوصول إلى المعلومات الحديثة والموثوقة. في هذا الفصل، سنتناول التطبيقات الخاصة بهاتين الخدمتين في مراكز البحث العلمي وكيفية تعزيزها باستخدام التقنيات الحديثة.

 5.3.1. الإحاطة الجارية في مراكز البحث العلمي

الإحاطة الجارية في مراكز البحث العلمي تُركز على تقديم تحديثات مستمرة للمستفيدين حول أحدث الأبحاث، الأوراق العلمية، والمؤتمرات التي تتعلق بتخصصاتهم البحثية. تهدف هذه الخدمة إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات العلمية الحديثة التي تدعم البحث العلمي والابتكار.

أ. أدوات وتقنيات الإحاطة الجارية في مراكز البحث العلمي

- قواعد البيانات العلمية المتخصصة: تستخدم مراكز البحث العلمي قواعد بيانات مثل Google Scholar، Scopus، Web of Science لتقديم تنبيهات بشأن الأبحاث الحديثة في مجالات محددة. هذه القواعد تحتوي على مصادر علمية متنوعة تشمل مقالات بحثية، تقارير علمية، وأوراق بحثية.  

- المنصات الرقمية: مثل منصات ResearchGate وAcademia.edu، حيث تتيح هذه المنصات للباحثين مشاركة أبحاثهم، وتبادل الملاحظات، والحصول على تحديثات بشأن أبحاث أخرى ضمن نفس المجال.

- الخدمات الإلكترونية المخصصة: تقدم المراكز خدمات التنبيهات الإلكترونية، التي تتضمن إرسال رسائل بريدية أو رسائل نصية قصيرة للباحثين حول الأبحاث أو المقالات العلمية التي تتوافق مع اهتماماتهم.

- النشرات البحثية الدورية: يتم في هذه المراكز إرسال نشرات بحثية تحتوي على ملخصات أو معلومات حول أحدث التطورات في المجال البحثي لكل مستفيد، وفقًا لتخصصاته.

ب. دور أخصائي المعلومات في الإحاطة الجارية

- تصميم برامج الإحاطة الجارية: يتعاون أخصائيو المعلومات في مراكز البحث العلمي مع الباحثين لتحديد احتياجاتهم المعلوماتية، ويتم بناء برامج مخصصة تتضمن إرسال تنبيهات دورية لهم.

- مراقبة وتقييم فاعلية الخدمات: يقوم أخصائيو المعلومات بتقييم مدى فعالية خدمة الإحاطة الجارية من خلال جمع الملاحظات من المستفيدين وتحليل النتائج للتأكد من توفير محتوى محدث وذا صلة.

- إعداد تقارير مخصصة: يساعد أخصائيو المعلومات في إعداد تقارير مخصصة تحتوي على أبحاث جديدة، بيانات علمية، أو تطورات في مجالات بحثية معينة، مما يسهم في توجيه الباحثين نحو معلومات هامة في تخصصاتهم.

2. البحث الانتقائي في مراكز البحث العلمي

البحث الانتقائي في مراكز البحث العلمي يعنى بتحديد المصادر الأكثر صلة وتقديمها للمستفيدين بناءً على اهتماماتهم البحثية وموضوعاتهم المتخصصة.

أ. أدوات وتقنيات البحث الانتقائي في مراكز البحث العلمي

- محركات البحث المتقدمة: مثل PubMed وIEEE Xplore، حيث يتمكن الباحثون من استخدام هذه الأدوات لتحديد الأبحاث أو الأوراق العلمية ذات الصلة من خلال استخدام فلاتر متعددة مثل الكلمات المفتاحية، المؤلفين، أو تاريخ النشر.

- الأنظمة المتقدمة للتحليل النصي: تستخدم مراكز البحث العلمي تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل النصي لاستخراج المعلومات من المقالات العلمية الكبيرة واختيار الأبحاث التي تتوافق مع اهتمامات الباحث.

- أنظمة التوصية الذكية: مثل أنظمة التوصية التي تعتمد على تعلم الآلة، التي تقترح للباحثين الأبحاث ذات الصلة بناءً على تفاعلاتهم السابقة مع قواعد البيانات أو استفساراتهم البحثية.

- ملفات تعريف الباحثين: في مراكز البحث العلمي، يُشجع الباحثون على إعداد ملفات شخصية تحتوي على اهتماماتهم البحثية، مما يسمح بتخصيص البحث الانتقائي بطريقة أفضل.

ب. دور أخصائي المعلومات في البحث الانتقائي

- تحليل احتياجات البحث: يعمل أخصائيو المعلومات على مساعدة الباحثين في تحديد موضوعات البحث الأكثر صلة، ومن ثم تخصيص عمليات البحث وفقًا لتلك الاحتياجات.

- مراجعة وتنقية النتائج: يقوم أخصائيو المعلومات بمراجعة النتائج المسترجعة باستخدام الأدوات الرقمية، وتنقيح المحتوى لضمان تقديم الأبحاث التي تتناسب مع معايير الجودة والمصداقية.

- تقديم المشورة والدعم المستمر: يُعنى أخصائيو المعلومات في مراكز البحث العلمي بتقديم المشورة المستمرة للباحثين حول كيفية تحسين بحثهم الانتقائي باستخدام الأدوات المتاحة مثل قواعد البيانات المتخصصة والأنظمة الذكية.

3. التحديات التي تواجه تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مراكز البحث العلمي

- الازدحام المعلوماتي: تواجه مراكز البحث العلمي تحديًا في تصفية الكم الكبير من المعلومات المتاحة، وضمان وصول الباحثين إلى المعلومات الأكثر دقة وموثوقية.

- تعقيد تقنيات البحث: مع تطور تقنيات البحث وانتشارها، قد يواجه الباحثون صعوبة في استخدام الأدوات الجديدة أو في دمج الأنظمة المتعددة، مما يؤثر على فعالية البحث الانتقائي.

- حاجة إلى تحديث مستمر: تتطلب مراكز البحث العلمي تحديث مستمر لبرامج الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي لضمان توفير المعلومات الحديثة والمحدثة للمستفيدين.

4. الفرص المستقبلية لتطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مراكز البحث العلمي

- استفادة أكبر من الذكاء الاصطناعي: يمكن تحسين كفاءة البحث الانتقائي والإحاطة الجارية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق، مثل تخصيص التنبيهات والتوصيات بناءً على أنماط البحث الفردية.

- التكامل بين الأنظمة المختلفة: يعد تحسين التكامل بين الأنظمة المختلفة في مراكز البحث العلمي خطوة مهمة لتوفير خدمات أكثر دقة وسلاسة، من خلال توحيد مصادر البيانات المتعددة والأنظمة الرقمية.

- توسيع الوصول إلى البيانات المفتوحة: من خلال تعزيز الوصول إلى قواعد البيانات المفتوحة والبحث المفتوح، يمكن للمراكز تحسين مستوى الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي بما يتناسب مع احتياجات البحث الحديثة.

—> 4. التطبيقات في المؤسسات الحكومية والخاصة  

تعد المؤسسات الحكومية والخاصة من الأطر الأساسية التي تعتمد على الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات لضمان اتخاذ قرارات مدروسة ودقيقة، وتعزيز فعالية العمليات التشغيلية والبحثية. في هذا الفصل، سوف نستعرض كيفية استخدام هاتين الخدمتين في المؤسسات الحكومية و المؤسسات الخاصة وكيفية تكامل التقنيات الحديثة لتحسين الأداء داخل هذه المؤسسات.

1. الإحاطة الجارية في المؤسسات الحكومية والخاصة

في المؤسسات الحكومية والخاصة، تعتبر الإحاطة الجارية أداة حيوية لتحسين اتخاذ القرارات، حيث تساعد على إبقاء الموظفين والمستفيدين على اطلاع بأحدث المعلومات والتطورات في مجالات متنوعة. تشمل هذه الخدمات توفير معلومات حول اللوائح الحكومية، التطورات الاقتصادية، والتغيرات في القوانين والسياسات، بالإضافة إلى المتغيرات في الأسواق والمنافسة.

ا. أدوات وتقنيات الإحاطة الجارية في المؤسسات الحكومية والخاصة

- النشرات الإخبارية المؤسسية: تُستخدم النشرات الإخبارية المخصصة لنقل التحديثات واللوائح الجديدة التي تؤثر على أعمال المؤسسات أو موظفيها، مما يساعد على توفير إشعارات بشأن التغيرات التي قد تؤثر في استراتيجيات الأعمال أو السياسات الحكومية.

- التنبيهات الذكية: باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي و التحليل البياني، يتم إرسال تنبيهات فورية إلى المسؤولين والمستفيدين بشأن القضايا الهامة أو التحديثات التي تؤثر في مجالات تخصصهم، مثل التغيرات في التشريعات أو التطورات الاقتصادية.

- البوابات الإلكترونية الحكومية والخاصة: تُعتبر البوابات الإلكترونية منصات تفاعلية تسهم في تسهيل عملية الحصول على المعلومات من قواعد البيانات المختلفة. هذه البوابات توفر طرقًا متعددة للحصول على تحديثات إخبارية وتنظيمية تتعلق بالقوانين، المناقصات، الأحداث الاقتصادية، وغيرها.

- التقارير المتخصصة: تقوم المؤسسات بإعداد تقارير دورية تشمل ملخصات للأحداث الهامة في القطاع الحكومي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، مما يوفر للمستفيدين معلومات حديثة تساهم في اتخاذ قرارات مدروسة.

ب. دور أخصائي المعلومات في الإحاطة الجارية

- إعداد وتخصيص التقارير: يعمل أخصائيو المعلومات على جمع المعلومات الحديثة وتخصيص التقارير وفقًا لاحتياجات المستفيدين في المؤسسات، سواء كانوا مسؤولين حكوميين أو موظفين في القطاع الخاص.

- تحليل احتياجات المؤسسات: يقوم الأخصائيون بتحليل احتياجات المؤسسة من خلال فهم طبيعة أعمالها، وبالتالي تحديد أنواع المعلومات التي يجب تضمينها في خدمة الإحاطة الجارية.

- مراجعة وتحليل المحتوى: أخصائيو المعلومات في المؤسسات يتابعون التحديثات المستمرة على مصادر البيانات المختلفة، ويقومون بمراجعتها لضمان دقتها وموثوقيتها، ثم يقدمون ملخصات ومراجعات للمستفيدين.

2. البحث الانتقائي في المؤسسات الحكومية والخاصة

البحث الانتقائي في المؤسسات يركز على توفير المعلومات الأكثر صلة وصحة للمستفيدين، مما يساعد في تحسين قرارات العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة، سواء كان ذلك في مجال الاقتصاد، السياسة، القانون، أو المجالات الأخرى.

ا. أدوات وتقنيات البحث الانتقائي في المؤسسات الحكومية والخاصة

- قواعد بيانات حكومية ومتخصصة: في المؤسسات الحكومية، تُستخدم قواعد البيانات مثل الأنظمة القضائية، وقواعد بيانات التشريعات الحكومية، ومحركات البحث الاقتصادية للوصول إلى أحدث القوانين أو البيانات الحكومية الخاصة بمختلف القطاعات.

- أنظمة البحث المتقدم: تستخدم المؤسسات أنظمة البحث المتقدم لتحديد الموضوعات ذات الصلة باستخدام الكلمات المفتاحية، الفلاتر الزمنية، والمجالات المحددة لضمان الوصول إلى أبحاث ودراسات متخصصة.

- محركات البحث القانونية والاقتصادية: مثل LexisNexis أو EBSCOhost التي تُستخدم في المؤسسات الخاصة لتوفير أبحاث قانونية أو تجارية، مما يساعد في دعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

- أنظمة توصية الذكاء الاصطناعي: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البحثية وتقديم نتائج مخصصة بناءً على سلوك البحث السابق أو المعلومات المحفوظة في ملفات المستفيدين.

ب. دور أخصائي المعلومات في البحث الانتقائي

- إعداد البحث المتخصص: يقوم أخصائيو المعلومات بتخصيص أبحاث دقيقة بناءً على احتياجات المستفيدين داخل المؤسسة، مثل البحث عن قوانين جديدة أو السياسات التي تؤثر على نشاط المؤسسة.

- مراجعة وتصفية البيانات: بعد جمع البيانات من مصادر متعددة، يتم تصفيتها بعناية للتأكد من تقديم المعلومات الأكثر صلة ودقة، بما في ذلك تفادي المعلومات غير الموثوقة أو المضللة.

- إدارة البيانات وحفظها: يسهم أخصائي المعلومات في تنظيم وتخزين البيانات بشكل يسهل الوصول إليها، وضمان استخدامها الفعّال من قبل المستفيدين في المؤسسة.

3. التحديات التي تواجه تطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في المؤسسات الحكومية والخاصة

- التضخم المعلوماتي: مع تزايد الكم الهائل من البيانات والمعلومات، قد تكون عملية تصفية المعلومات المناسبة تحديًا كبيرًا، مما يتطلب تقنيات متقدمة لتصفية المحتوى الأكثر دقة وملائمة.

- مشكلات في تكامل الأنظمة: قد تواجه المؤسسات صعوبة في دمج أنظمة البحث المختلفة، مثل قواعد البيانات الخاصة أو الأنظمة الإدارية داخل المؤسسة، مما يؤثر على فعالية الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي.

- الأمن وحماية البيانات: في المؤسسات الحكومية والخاصة، يشكل الحفاظ على أمان البيانات والتأكد من عدم تسرب المعلومات الحساسة تحديًا مستمرًا.

4. الفرص المستقبلية لتطبيقات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في المؤسسات الحكومية والخاصة

- استفادة أكبر من الذكاء الاصطناعي: يمكن للمؤسسات الحكومية والخاصة استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق لتحسين تخصيص المحتوى، وتحليل سلوكيات المستخدمين لتقديم محتوى مناسب في الوقت الفعلي.

- التوسع في استخدام البيانات المفتوحة: يشهد العالم الآن توسعًا كبيرًا في الوصول إلى البيانات المفتوحة، مما يوفر للمؤسسات فرصة لتحسين الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي من خلال مصادر معلومات متنوعة ومتاحة للجميع.

- التكامل بين الأنظمة الحديثة: من خلال تحسين التكامل بين الأنظمة المختلفة داخل المؤسسات، مثل منصات البحث الإلكترونية والأنظمة الإدارية الداخلية، يمكن توفير تجربة مستخدم متكاملة وسهلة.

—> 5. التطبيقات حالات دراسية لتطبيقات ناجحة  

في هذا الفصل، سنستعرض بعض الحالات الدراسية التي تُظهر تطبيقات ناجحة لخدمات الإحاطة الجارية و البحث الانتقائي للمعلومات في المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص. تسلط هذه الحالات الضوء على كيفية استفادة هذه المؤسسات من هذه الخدمات لتحسين اتخاذ القرارات، تعزيز الكفاءة، وتقديم معلومات دقيقة ومتجددة لموظفيها ومستخدميها.

1. دراسة حالة: تطبيق الإحاطة الجارية في وزارة التجارة والصناعة

ا. التحديات

واجهت وزارة التجارة والصناعة تحديًا في متابعة التغيرات السريعة في القوانين والتشريعات المتعلقة بالأسواق، مما أثر على قدرتها في تقديم استشارات وتوجيهات دقيقة للقطاع التجاري والصناعي.

ب. الحل

تم تطبيق نظام الإحاطة الجارية من خلال خدمة التنبيهات الذكية التي توفر إشعارات فورية للتغيرات القانونية والاقتصادية في أسواق الدولة والدول الشريكة. استخدمت الوزارة قواعد بيانات قانونية متخصصة وشبكة متكاملة من التنبيهات لتسريع اطلاع الموظفين على أي تعديلات جديدة.

ج. النتائج

ساهم النظام في تحسين الاستجابة للتغيرات القانونية، حيث أصبح بإمكان المسؤولين في الوزارة اتخاذ قرارات سريعة بناءً على معلومات محدثة. كما تحسن التواصل بين القطاعات المختلفة في الوزارة حول التعديلات التشريعية والسياسات الجديدة.

2. دراسة حالة: تطبيق البحث الانتقائي في شركة تكنولوجيا كبرى

ا. التحديات

شركة تكنولوجيا كبرى تواجه تحديات في تتبع الأبحاث التقنية الجديدة وابتكارات المنتجات المنافسة، مما أثر على قدرتها على البقاء في طليعة الابتكار.

ب. الحل

تم تطوير نظام البحث الانتقائي باستخدام محركات البحث المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتصفية المعلومات المتعلقة بالتقنيات الجديدة والاتجاهات الصناعية. تم دمج أدوات مثل الملفات الشخصية للمستفيدين و الكلمات المفتاحية المتخصصة لضمان وصول الفرق البحثية إلى أحدث المقالات والابتكارات التكنولوجية.

ج. النتائج

حققت الشركة تحسنًا ملحوظًا في الابتكار من خلال الوصول السريع إلى الأبحاث التقنية، مما ساعدها على تطوير منتجات جديدة والتفاعل مع التغيرات السريعة في السوق. كما شهدت زيادة في التعاون بين الأقسام البحثية المختلفة بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات المتجددة.

3. دراسة حالة: تطبيق الإحاطة الجارية في إحدى الجامعات الكبرى

ا. التحديات

الجامعة الكبرى كانت تعاني من صعوبة في توزيع المعلومات المتعلقة بالأبحاث الجديدة والفرص الأكاديمية بين مختلف الكليات والأقسام، مما أدى إلى تأخر في اكتشاف الفرص البحثية والتعاون الأكاديمي.

ب. الحل

تم تطبيق خدمة الإحاطة الجارية باستخدام قواعد البيانات الأكاديمية والمجلات العلمية ذات العلاقة. تم إرسال تقارير محدثة بانتظام حول المقالات والبحوث الجديدة في مجالات مختلفة إلى الأكاديميين والباحثين داخل الجامعة.

ج. النتائج

ساهمت هذه الخدمة في تعزيز التعاون البحثي بين الكليات، كما تم تحسين التفاعل بين الأكاديميين من خلال تبادل المقالات الحديثة التي لها علاقة بمجالاتهم. الجامعة استفادت أيضًا من تحفيز تقديم طلبات المنح البحثية المبكرة بسبب الاطلاع المستمر على الفرص الجديدة.

4. دراسة حالة: تطبيق البحث الانتقائي في مؤسسة إعلامية كبرى

ا. التحديات

المؤسسة الإعلامية الكبرى كانت تواجه تحديات في متابعة التطورات الإعلامية السريعة والأخبار العاجلة، خاصة فيما يتعلق بالاتجاهات العالمية والمواضيع الساخنة التي تؤثر على جمهورها.

ب. الحل

تم تطبيق نظام البحث الانتقائي للمعلومات من خلال محركات البحث المتقدمة وتخصيص التنبيهات الذكية التي تتيح للمؤسسة الحصول على الأخبار العاجلة والأحداث العالمية فور وقوعها. كما تم استخدام ملفات شخصية مخصصة للصحفيين لتحديد مجالات اهتمامهم بشكل دقيق.

ج. النتائج

تمكنت المؤسسة الإعلامية من تحسين سرعة نشر الأخبار الهامة، مما جعلها أكثر قدرة على الاستجابة للأحداث الجارية بسرعة أكبر من منافسيها. كما ساعدت هذه الأدوات في تحسين التنسيق بين الفرق الصحفية المتنوعة داخل المؤسسة، مما أدى إلى تقارير أكثر تنوعًا وشمولًا.

 5.5.5. دراسة حالة: تطبيق الإحاطة الجارية في منظمة دولية غير حكومية

ا. التحديات

المنظمة الدولية غير الحكومية كانت تواجه صعوبة في متابعة الوضع السياسي والاقتصادي في الدول النامية التي تعمل فيها، مما أثر على قدرتها في اتخاذ قرارات حول المشاريع التنموية.

ب. الحل

تم تطبيق نظام الإحاطة الجارية باستخدام التنبيهات الإلكترونية التي توفر تقارير محدثة عن السياسات الدولية، التغيرات الاقتصادية، ومشكلات البيئة في البلدان المستهدفة. تم تخصيص النظام لتلبية احتياجات فرق العمل في الميدان.

ج. النتائج

تحسنت استجابة المنظمة للتغيرات في الوضع السياسي والاقتصادي في المناطق النامية. كما تم تعزيز التعاون بين الفروع المختلفة للمنظمة بفضل تدفق المعلومات السريع والمتجدد حول القضايا ذات الصلة، مما أسهم في تحسين فعالية مشاريعها التنموية.

توضح هذه الحالات الدراسية كيفية استفادة المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص من تقنيات الإحاطة الجارية و البحث الانتقائي للمعلومات لتحسين استجابتهم للأحداث المتجددة، وتعزيز التعاون بين فرق العمل، وتسهيل اتخاذ القرارات المدروسة. كما تسلط الضوء على أهمية التنبيهات الذكية و محركات البحث المتقدمة في تحقيق هذه الأهداف.

الفصل الرابع: التحديات والآفاق المستقبلية  

—> 1. التحديات التقنية والمهنية  

يشهد مجال الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات تطورًا متسارعًا بفعل الثورة الرقمية، إلا أن هذا التطور يصاحبه عدد من التحديات التقنية والمهنية التي تؤثر على فعالية تقديم هذه الخدمات، خصوصًا في مؤسسات المعلومات مثل المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات. يمكن تقسيم هذه التحديات إلى قسمين رئيسيين: تحديات تقنية وتحديات مهنية.

 أولًا: التحديات التقنية

1. تعدد وتنوع مصادر المعلومات الرقمية  

   أصبحت المعلومات متاحة عبر آلاف المواقع الإلكترونية، وقواعد البيانات المفتوحة والمغلقة، والمنصات الاجتماعية، مما يصعب من مهمة تصفية واختيار المعلومات الأكثر موثوقية وملاءمة لاحتياجات المستخدم.

2. صعوبة التكامل بين الأنظمة  

   كثير من المؤسسات تعاني من عدم قدرة أنظمتها الداخلية على التكامل مع قواعد البيانات العالمية أو أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للإحاطة والبحث الانتقائي، مما يحد من الاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية.

3. ضعف البنية التحتية الرقمية  

   تفتقر بعض المكتبات ومراكز التوثيق، خاصة في البلدان النامية، إلى التجهيزات التقنية اللازمة (شبكات، خوادم، برمجيات حديثة) لتقديم خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي بشكل فعال.

4. الأمن السيبراني وحماية البيانات  

   تشكل مسألة حماية خصوصية المستخدمين وسرية المعلومات المتداولة تحديًا حقيقيًا، خصوصًا في المؤسسات التي تعتمد على ملفات شخصية أو تحليلات سلوكية للمستفيدين.

 ثانيًا: التحديات المهنية

1. نقص الكفاءات المتخصصة  

   لا يزال هناك نقص في أخصائيي المعلومات المدربين على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وأدوات البحث المتقدمة التي تدخل في تقديم خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي.

2. ضعف ثقافة المعلومات لدى بعض المستفيدين  

   قد يجهل بعض المستفيدين أهمية هذه الخدمات أو طريقة استخدامها بفعالية، ما يضع عبئًا إضافيًا على أخصائيي المعلومات لتدريبهم وتوعيتهم.

3. المقاومة للتغيير التقني والإداري  

   بعض العاملين في مؤسسات المعلومات يعارضون إدخال الأنظمة الحديثة إما لافتقارهم للمهارات أو خوفًا من فقدان وظائفهم نتيجة الأتمتة، مما يعيق تطوير الخدمات.

4. الاعتماد المفرط على الوسائل التقليدية  

   رغم التحول الرقمي، لا تزال بعض المؤسسات تعتمد بشكل كبير على النشرات الورقية أو البحث اليدوي، مما يضعف من قدرة المؤسسة على تقديم خدمات فورية وفعالة.

 ثالثًا: التحديات المرتبطة بجودة المعلومات

1. التحقق من المصداقية والمصدر  

   مع كثرة المحتوى المتداول، يصبح من الصعب التحقق من صحة المعلومات ومصداقية مصادرها، لا سيما مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكنه إنتاج معلومات مضللة بأسلوب احترافي.

2. تحديث المحتوى باستمرار  

   تتطلب الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي تحديثًا لحظيًا أو دوريًا للمعلومات، وهو ما يتطلب أنظمة متابعة دقيقة وجهودًا بشرية متواصلة.

إن التغلب على التحديات التقنية والمهنية يتطلب رؤية استراتيجية لتطوير بيئة المعلومات، تعتمد على تحديث البنية التحتية، وتدريب الكوادر البشرية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بحذر واحترافية. كما يجب العمل على بناء وعي معلوماتي لدى المستفيدين وتعزيز ثقافة الاستخدام الذكي للمعلومة داخل المؤسسات.

—> 2. التحديات المتعلقة بالمستفيدين  

إلى جانب التحديات التقنية والمهنية التي تواجه خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي، توجد تحديات تتعلق بالمستفيدين أنفسهم، وهي تحديات تؤثر على مدى فعالية هذه الخدمات وتحقيقها لأهدافها داخل مؤسسات المعلومات. وتتمثل أبرز هذه التحديات في ما يلي:

 أولًا: ضعف الوعي المعلوماتي

1. غياب ثقافة الاستفادة من خدمات المعلومات الحديثة  

   لا يزال كثير من المستفيدين، خصوصًا في المجتمعات الأكاديمية والمؤسسية التقليدية، يجهلون وجود أو طبيعة خدمات مثل الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي، مما يؤدي إلى ضعف الإقبال عليها.

2. صعوبة تحديد الاحتياجات المعلوماتية بدقة  

   يواجه بعض المستفيدين صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم المعلوماتية بشكل واضح، مما يجعل عملية تخصيص المحتوى أو تنفيذ البحث الانتقائي غير دقيقة.

 ثانيًا: الفروق الفردية في الاستخدام

1. تفاوت المهارات التقنية  

   تختلف مستويات الإلمام بالتكنولوجيا بين المستفيدين، حيث يتقن البعض استخدام قواعد البيانات ومحركات البحث العلمية، بينما يعاني آخرون من صعوبات في تنفيذ أبسط عمليات التصفح أو البحث.

2. الفجوة بين الأجيال  

   تمثل الفجوة بين المستفيدين من أجيال مختلفة (كالطلبة الجدد مقابل الأساتذة القدامى) تحديًا في توحيد مستوى الخدمات المقدمة، إذ تختلف توقعاتهم وطريقتهم في التفاعل مع المعلومات.

 ثالثًا: مقاومة التغيير

1. التمسك بالطرق التقليدية للحصول على المعلومات  

   يفضل بعض المستفيدين، خاصة في البيئات الجامعية، الاعتماد على البحث اليدوي أو زيارة قاعات المطالعة بدل استخدام النظم الرقمية للإحاطة والبحث.

2. عدم الثقة في الأنظمة الآلية والذكاء الاصطناعي  

   هناك تخوّف لدى فئة من المستفيدين من الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، خشية تلقي معلومات خاطئة أو غير موثوقة.

 رابعًا: التحديات المرتبطة بالخصوصية والبيانات الشخصية

1. التحفظ من تقديم معلومات شخصية  

   يتردد بعض المستفيدين في تزويد المؤسسات بملفات تعريفية دقيقة (كاهتماماتهم أو تخصصاتهم) خوفًا على خصوصيتهم، مما يحدّ من قدرة أنظمة البحث الانتقائي على تخصيص المحتوى.

2. القلق من تتبع الاستخدام  

   قد يعارض المستفيدون تتبع سلوكياتهم البحثية ضمن أنظمة المؤسسة، حتى وإن كان ذلك بغرض تحسين الخدمات المقدمة لهم.

 خامسًا: اللغة وحواجز الوصول

1. صعوبة الوصول للمحتوى بلغات متعددة  

   لا يجد بعض المستفيدين المحتوى بلغاتهم الأم، مما يعيق استفادتهم الكاملة من خدمات الإحاطة والبحث الانتقائي، خصوصًا في البيئات متعددة اللغات أو لدى غير المتخصصين.

2. الافتقار إلى الواجهات البسيطة والموجهة  

   قد تكون الواجهات التقنية لبعض الأنظمة معقدة، أو غير موجهة لغير المختصين، مما يخلق حاجزًا نفسيًا وتقنيًا أمام الاستخدام الفعال.

تشكل التحديات المتعلقة بالمستفيدين عنصرًا حاسمًا في نجاح أو فشل خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي. وللتغلب عليها، لا بد من اعتماد برامج توعية وتدريب منتظمة، إلى جانب تصميم خدمات مرنة وسهلة الاستخدام تراعي اختلاف الاحتياجات والمهارات، وتوفر خيارات متعددة لحماية الخصوصية.

—> 3. أخلاقيات الاستخدام وانتقاء المعلومات  

تعد الأخلاقيات جزءًا لا يتجزأ من ممارسة خدمات المعلومات، وخصوصًا فيما يتعلق بالإحاطة الجارية والبحث الانتقائي. فهذه الخدمات لا تقتصر على جمع المعلومات وتقديمها فحسب، بل تشمل أيضًا الالتزام بضوابط مهنية وأخلاقية تحكم كيفية التعامل مع البيانات، والمصادر، والمستفيدين.

 أولًا: أخلاقيات استخدام المعلومات

1. احترام حقوق الملكية الفكرية  

   يجب على أخصائيي المعلومات التأكد من أن المواد المقدمة للمستفيدين من خلال خدمات الإحاطة أو البحث الانتقائي لا تنتهك حقوق النشر، ويُفضل الاعتماد على مصادر مرخصة أو مفتوحة.

2. الامتناع عن تقديم معلومات مغلوطة أو منحازة  

   يتعين تقديم معلومات موضوعية ودقيقة، مع الحرص على تجنب التوجيه أو التحيّز، خصوصًا في المجالات العلمية أو السياسية أو الدينية.

3. الشفافية في اختيار المصادر  

   من المهم أن يعرف المستفيدون مصدر المعلومات، وطبيعة قاعدة البيانات أو الجهة الموفّرة لها، لضمان الثقة والموثوقية.

 ثانيًا: أخلاقيات التعامل مع المستفيدين

1. الحفاظ على خصوصية المستفيدين  

   لا يجوز استخدام البيانات الشخصية أو البحثية للمستفيدين في أي أغراض غير معلنة، ويجب احترام رغبة المستفيد في عدم تتبع اهتماماته أو نشاطاته إن رغب بذلك.

2. العدالة في تقديم الخدمة  

   يجب ضمان حصول جميع المستفيدين على فرص متكافئة للوصول إلى الخدمات، بغض النظر عن خلفياتهم الأكاديمية أو الوظيفية.

3. الامتناع عن التحيّز في تخصيص المعلومات  

   ينبغي ألا تُفصّل خدمات الإحاطة والبحث الانتقائي بناءً على اعتبارات شخصية أو أيديولوجية تؤثر في حيادية المحتوى المقدم.

 ثالثًا: أخلاقيات انتقاء المعلومات

1. الموضوعية في اختيار المحتوى  

   يجب انتقاء المعلومات بناءً على معايير الجودة، والملاءمة، والحداثة، وليس بناءً على الآراء الشخصية لأخصائي المعلومات أو ضغط المؤسسة.

2. تحقيق التوازن بين الكم والنوع  

   لا يُفترض أن يقتصر الانتقاء على مجرد توفير أكبر عدد من الوثائق، بل ينبغي التركيز على القيمة المعرفية والأكاديمية لكل وثيقة.

3. عدم تكرار أو إعادة تدوير المحتوى بشكل غير ملائم  

   ينبغي تقديم محتوى متجدد وغير مكرر بغير داعٍ، ما يعكس احترامًا لوقت المستفيدين واحتياجاتهم المتغيرة.

 رابعًا: أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي

1. توضيح دور الخوارزميات في تخصيص المعلومات  

   يجب إبلاغ المستفيدين عندما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد تفضيلاتهم أو توصية محتوى معين، مع إتاحة إمكانية التعديل أو التعطيل.

2. تجنب التحيّز الخوارزمي  

   على المؤسسات أن تراقب خوارزميات التوصية لضمان أنها لا تكرر الأنماط المنحازة أو تحد من تنوع المحتوى المقدم للمستفيد.

3. حماية البيانات التي تغذّي أنظمة الذكاء الاصطناعي  

   يجب ضمان أن البيانات المستخدمة لتخصيص المحتوى أو التوصية به لا تُجمع أو تُخزن بطريقة تنتهك خصوصية الأفراد أو تعرضهم للخطر.

إنّ أخلاقيات استخدام وانتقاء المعلومات تشكّل الركيزة الأخلاقية الأساسية لتقديم خدمات معلومات فعالة ومسؤولة. فهي تضمن ليس فقط حماية حقوق المؤلف والمستفيد، بل أيضًا تعزيز الثقة المتبادلة بين أخصائي المعلومات والمستفيدين، وتضمن استدامة هذه الخدمات في بيئة معرفية تزداد تعقيدًا وتطورًا.

—> 4. آفاق تطوير الخدمة في ظل الرقمنة والذكاء الاصطناعي  

تفتح الرقمنة والتحولات التكنولوجية السريعة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي (AI)، آفاقًا واسعة لتطوير خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات، بما يعزز من فاعليتها وسرعة استجابتها لاحتياجات المستفيدين. وقد أصبحت المؤسسات المعلوماتية مطالبة بتبني حلول ذكية تُمكّنها من الانتقال من الأساليب التقليدية إلى خدمات أكثر تخصيصًا وديناميكية.

 أولًا: التحول إلى خدمات رقمية متكاملة

1. رقمنة المحتوى وتكامل قواعد البيانات  

   أدى الرقمنة إلى إتاحة عدد هائل من المصادر الرقمية التي يمكن الوصول إليها فورًا، مما سمح لأخصائيي المعلومات بدمج قواعد بيانات متعددة في وقت واحد لإجراء عمليات إحاطة أو بحث انتقائي شاملة ودقيقة.

2. التحديث التلقائي لمصادر المعلومات  

   لم تعد الإحاطة الجارية تعتمد على النشرات الدورية الورقية، بل أصبحت تتم بشكل فوري بفضل التغذية الراجعة من مصادر المعلومات الرقمية عبر خوارزميات تتبع التحديثات والموضوعات المستجدة.

 ثانيًا: توظيف الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى

1. أنظمة توصية ذكية (Recommendation Systems)  

   تعتمد هذه الأنظمة على تحليل سلوك المستفيدين واهتماماتهم السابقة لتقديم محتوى مخصص بشكل آلي، وهو ما يطوّر أساليب البحث الانتقائي لتصبح أكثر دقة وفردانية.

2. تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics)  

   يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات ضخمة من البيانات الوصفية والنصية لتحديد توجهات بحثية أو مواضيع ناشئة وإدراجها ضمن تقارير الإحاطة الجارية.

3. الروبوتات والمساعدات الافتراضية  

   بدأت بعض المؤسسات في استخدام روبوتات محادثة ذكية (chatbots) للتفاعل مع المستفيدين وتوجيههم إلى المصادر الأنسب حسب احتياجاتهم، مما يوفر وقتًا وجهدًا كبيرين لأخصائي المعلومات.

 ثالثًا: التطوير في طرق الوصول والتفاعل

1. واجهات استخدام تفاعلية ومتعددة اللغات  

   أصبحت الخدمات الحديثة تتيح للمستفيدين التفاعل مع أنظمة البحث والإحاطة من خلال واجهات مرئية مريحة، وتدعم لغات متعددة لتوسيع شريحة المستخدمين.

2. إتاحة الخدمة عبر تطبيقات الهاتف المحمول  

   وفّرت تطبيقات الهواتف الذكية بيئة مرنة للوصول إلى المعلومات، سواء عبر إشعارات تنبيهات الإحاطة أو عبر تخصيص ملفات المستخدم الشخصية للبحث الانتقائي.

 رابعًا: التكامل مع تقنيات أخرى

1. الواقع المعزز والافتراضي (AR/VR)  

   يمكن استخدام هذه التقنيات في تقديم محتوى إحاطي بصري تفاعلي، خاصة في المجالات التخصصية مثل الطب أو الهندسة أو التراث الثقافي.

2. إنترنت الأشياء (IoT)  

   يفتح التكامل مع أجهزة إنترنت الأشياء إمكانية لتوفير الإحاطة بالمعلومات في الوقت الفعلي ضمن بيئات ذكية كالمختبرات أو مراكز البحوث.

 خامسًا: تطوير الأدوار المهنية للمكتبيين

1. من منفّذ إلى محلل معلومات  

   لم يعد دور أخصائي المعلومات يقتصر على تجميع الوثائق، بل تطور إلى دور استراتيجي يشمل تحليل البيانات وتفسير الاتجاهات المعلوماتية وتقديم حلول بحثية ذكية.

2. التدريب المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي  

   أصبح من الضروري إكساب المكتبيين مهارات التعامل مع البرمجيات الذكية، وأنظمة تحليل البيانات، وتعلم الآلة لتقديم خدمات معلوماتية مواكبة للعصر.

إن الرقمنة والذكاء الاصطناعي لا يمثلان مجرد أدوات تقنية، بل يشكلان ثورة نوعية في طريقة تقديم خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي. ومن خلال الاستثمار في هذه التقنيات وتطوير المهارات المهنية، يمكن لمؤسسات المعلومات أن تواكب حاجات المستخدمين المتغيرة، وتوفر خدمات أكثر دقة، وفاعلية، وابتكارًا في بيئة معلوماتية متسارعة.

—> 5. التوصيات المستقبلية لتفعيل الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي  

في ضوء ما سبق عرضه من مفاهيم، وتطبيقات، وتحديات، وفرص تكنولوجية، بات من الضروري وضع مجموعة من التوصيات المستقبلية لتفعيل خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات، بما يضمن مواكبتها للتغيرات التقنية وارتفاع توقعات المستفيدين في بيئة المعلومات المعاصرة.

 أولًا: على مستوى البنية التحتية والتقنيات

1. تحديث البنى التحتية الرقمية في المؤسسات المعلوماتية  

   من الضروري توفير أنظمة معلومات حديثة وقواعد بيانات مرنة تتيح التكامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وخدمات التخصيص المتقدمة.

2. دعم استخدام أنظمة إدارة المعرفة وأنظمة التوصية  

   لتوفير خدمات إحاطة وبحث انتقائي مبنية على تحليل اهتمامات المستفيدين ومجالات تخصصهم، مما يزيد من فعالية الخدمة واستجابتها الفورية.

3. تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر  

   للحد من التكاليف وتحقيق استدامة تقنية، خاصة في المؤسسات ذات الميزانيات المحدودة مثل بعض المكتبات الجامعية أو مراكز التوثيق الصغيرة.

 ثانيًا: على مستوى الكادر البشري والتكوين المهني

1. تدريب المكتبيين وأخصائيي المعلومات على تقنيات التخصيص والتحليل  

   ينبغي تنظيم دورات تدريبية مستمرة في مجالات: التنقيب عن البيانات، الذكاء الاصطناعي، إدارة قواعد البيانات، تصميم واجهات الاستخدام، وغيرها.

2. تعزيز المهارات التشاركية والتواصلية  

   بما يضمن فهمًا أعمق لاحتياجات المستفيدين، ويُسهم في تصميم خدمات معلوماتية أكثر ملاءمة وتخصيصًا.

3. تبنّي سياسة تطوير مهني مستدام  

   من خلال شراكات مع الجامعات ومعاهد التكنولوجيا لتجديد كفاءة العاملين في مجال المعلومات.

 ثالثًا: على مستوى السياسات والإدارة

1. وضع سياسات وطنية ومحلية لدعم خدمات الإحاطة والبحث الانتقائي  

   يُستحسن إدراج هذه الخدمات ضمن استراتيجيات التحول الرقمي في التعليم، والثقافة، والبحث العلمي، باعتبارها أدوات لدعم المعرفة المتخصصة.

2. تشجيع الشراكات مع شركات التقنية ومطوري المحتوى  

   لابتكار أدوات إحاطة وبحث قابلة للتطوير حسب السياقات الثقافية والتخصصية.

3. دعم البحوث العلمية في مجال علوم المعلومات  

   بهدف تطوير نماذج نظرية وعملية جديدة لخدمات الإحاطة والبحث الانتقائي تراعي الخصوصيات المحلية والعالمية.

 رابعًا: على مستوى المستخدمين

1. نشر الوعي بخدمات الإحاطة والبحث الانتقائي  

   كثير من المستفيدين يجهلون وجود هذه الخدمات أو يفتقرون لمهارات استخدامها. لذلك، يجب تطوير برامج توعية وتدريب تفاعلي داخل المؤسسات.

2. إشراك المستفيدين في تصميم الخدمات  

   من خلال استبيانات واستشارات دورية تساعد في تكييف الخدمة مع متغيرات اهتماماتهم وسلوكياتهم المعلوماتية.

3. تشجيع التغذية الراجعة لتحسين الخدمة  

   كأداة تقييم دائمة تُمكن من تحديث آليات الإحاطة والبحث بصورة مستمرة ومبنية على احتياجات فعلية.

إن تطوير خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي لا يقتصر على إدخال أدوات تقنية جديدة، بل يستلزم تغييرًا منهجيًّا شاملًا في ثقافة العمل المعلوماتي. إن التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، والتكامل بين التخصص والذكاء الاصطناعي، هو ما يضمن بقاء هذه الخدمات حيوية، وفعّالة، ومواكبة للتحولات المستقبلية في بيئة المعرفة.

الخاتمة  

 لقد تبيّن من خلال هذا البحث أن خدمتي الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي للمعلومات تشكلان ركيزتين أساسيتين ضمن منظومة خدمات المعلومات الحديثة، حيث تسهمان في تزويد المستفيدين بالمعلومات الدقيقة والحديثة ذات الصلة باهتماماتهم، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى المعلومة المتخصصة والموثوقة في ظل انفجار كمّي ونوعي للمصادر الرقمية. وقد عكست هذه الدراسة الأهمية المتنامية لهذين المفهومين في بيئات المعلومات المتطورة، لا سيّما مع تداخل التقنيات الذكية واعتماد المستفيدين على أدوات تكنولوجية في البحث والوصول إلى البيانات والمعارف.

استعرض البحث في فصوله الأولى المفاهيم الأساسية للإحاطة الجارية باعتبارها خدمة إعلامية تهدف إلى إبقاء المستفيدين على اطلاع دائم ومستمر بأحدث المنشورات والوثائق والمعلومات في مجالات اهتماماتهم. في حين أن البحث الانتقائي يُعد خدمة أكثر تخصصًا وخصوصية، إذ يُبنى على احتياجات معرفية دقيقة لمستفيد محدد أو مجموعة محددة. وقد تم توضيح الفروق الجوهرية بين المفهومين من حيث الطبيعة، والوظيفة، وآليات التنفيذ.

كما سلّط البحث الضوء على الخلفية التاريخية لتطور هاتين الخدمتين، منذ ظهورهما في سياق المكتبات التقليدية ومراكز المعلومات الورقية، وصولًا إلى التطورات الرقمية الهائلة التي غيّرت شكل تقديمهما وسرّعت من وتيرتهما. وبالخصوص، فإن التحول الرقمي، إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فتح آفاقًا جديدة لأساليب الإحاطة والبحث الانتقائي، مكنّت من تخصيص المحتوى وتحسين تجربة المستفيد.

تناول البحث كذلك الأدوات والتقنيات المستخدمة في تنفيذ هذه الخدمات، مثل النشرات الإلكترونية، وقواعد البيانات الرقمية، والكلمات المفتاحية، والتنبيهات الذكية، وملفات الاهتمامات الشخصية. كما تم التطرق إلى الأدوار الجديدة التي باتت تسند إلى أخصائي المعلومات والمكتبيين في ظل هذا التحول الرقمي، حيث لم يعودوا مجرد وسطاء لنقل المعلومات، بل أصبحوا محللين ومنسقين للمعرفة، ومطوّرين لحلول معلوماتية متقدمة.

وفي جانب آخر، عالج البحث التطبيقات العملية لهذه الخدمات داخل المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث والمكتبات الجامعية، إضافة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث ظهر أن هذه الخدمات لا تقتصر على الوسط الأكاديمي، بل تمتد إلى المجالات المهنية والصناعية والتجارية. وقد أُبرزت نماذج دراسية ناجحة شكّلت دليلًا على فعالية هذه الخدمات إذا ما تم تفعيلها وفق رؤية استراتيجية متكاملة.

كما لم يغفل البحث التحديات المهنية والتقنية التي تواجه تفعيل هذه الخدمات، خاصة ما يتعلق بالتحولات السريعة في أدوات التكنولوجيا، وارتفاع توقعات المستخدمين، وأخلاقيات استخدام المعلومات. وفي المقابل، تم تقديم مجموعة من التوصيات المستقبلية الرامية إلى تعزيز هذه الخدمات من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتأهيل الكوادر البشرية، وتطوير سياسات وطنية ومؤسساتية تدمج هذه الخدمات ضمن خطط التحول الرقمي والمعرفي.

إن هذا البحث لا يدّعي الإحاطة التامة بكل جوانب الموضوع، غير أنه يقدّم إطارًا نظريًا وتحليليًا متينًا يمكن البناء عليه لتوسيع الفهم حول خدمات الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي، والمساهمة في تطويرها بما يتلاءم مع احتياجات المستفيدين في العصر الرقمي. ويمكن القول في الختام إن مستقبل هذه الخدمات واعد، شريطة مواكبة التطورات التقنية، وترسيخ ثقافة معلوماتية قائمة على التخصيص، والدقة، والابتكار في الوصول إلى المعرفة.

المراجع

1. وجدي حسن سواحل  

   خدمات المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات  

   — عمان: دار الشروق، 2009.  

   ➤ يتناول الكتاب الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي ضمن الخدمات المرجعية، ويشرح آليات تطبيقها عمليًا.

2. فتحي عبد الحفيظ ملكاوي  

   خدمات المعلومات في عصر الرقمنة  

   — القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 2011.  

   ➤ يناقش الخدمات المستحدثة للمعلومات في ظل التطورات الرقمية، ومنها الإحاطة الجارية والبحث الانتقائي.

3. نبيل علي ورفعت جاد الله  

   المعلومات والمعرفة: الأبعاد الجديدة في البيئة الرقمية  

   — الكويت: عالم المعرفة، 2000.  

   ➤ يركز على البنية المعرفية وتقنيات الوصول للمعلومة في البيئات الحديثة.

4. محمد فتحي عبد الهادي  

   خدمات المعلومات: النظرية والتطبيق  

   — القاهرة: دار غريب، 2004.  

   ➤ مرجع أكاديمي شامل يعالج مختلف خدمات المعلومات بما فيها البحث الانتقائي والإحاطة الجارية.

5. خالد عبد التواب  

   خدمات المعلومات الرقمية في المكتبات ومراكز المعلومات  

   — الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2016.  

   ➤ يسلط الضوء على استخدام التكنولوجيا في تقديم خدمات الإحاطة والبحث الانتقائي.

6. حسن السريحي  

   المستفيدون وخدمات المعلومات  

   — الرياض: مكتبة العبيكان، 2008.  

   ➤ يناقش العلاقة بين حاجات المستفيدين وتقنيات تقديم الخدمة المخصصة.

7. عبير حسن مرسي  

   البحث عن المعلومات في البيئة الرقمية  

   — القاهرة: دار الفكر العربي، 2013.  

   ➤ يتناول أساليب البحث الانتقائي عبر الإنترنت، والكلمات المفتاحية، والتنبيهات الإلكترونية.

8. مجدي عبد المجيد عبد الجواد  

   نظم المعلومات والمكتبات في العصر الرقمي  

   — عمان: دار المسيرة، 2015.  

   ➤ يشرح أدوات إدارة المعرفة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تنظيم واسترجاع المعلومات.

9. علي عبد الحليم علي  

   دور أخصائي المعلومات في ظل التغيرات التكنولوجية  

   — الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 2014.  

   ➤ يناقش وظائف ومسؤوليات الأخصائي في تقديم خدمات مخصصة للمستفيدين.

10. عبد العزيز محمد الشامي  

   الاتجاهات الحديثة في خدمات المعلومات  

   — القاهرة: دار الكتب العلمية، 2018.  

   ➤ مرجع حديث يتناول تقنيات البحث والإحاطة الإلكترونية في بيئة متغيرة.

مواقع الكرتونية 

1.الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)
يحتوي على تقارير ومبادئ توجيهية حول خدمات المعلومات ومنها الإحاطة الجارية.
https://www.ifla.org

2.مكتبة الكونغرس الأمريكية (Library of Congress)
تشمل نماذج لخدمات الإحاطة الجارية والانتقاء المعلوماتي المتقدم.
https://www.loc.gov

3.المكتبة الرقمية العالمية (World Digital Library)
يمكن الاستفادة من أدواتها في تكوين ملف مستفيد للبحث الانتقائي.
https://www.wdl.org

4.المكتبة الرقمية السعودية (SDL)
توفر مصادر أكاديمية رقمية ومجلات إلكترونية تخدم البحث في المفهومين.
https://sdl.edu.sa

5.موقع Sciencedirect
يحتوي على أبحاث ودراسات حديثة حول إدارة المعلومات وخدماتها في المكتبات.
https://www.sciencedirect.com

6.بوابة المعرفة للمكتبات (Knowledge4All)
تهتم بالممارسات المهنية للمكتبيين، بما في ذلك الإحاطة الجارية.
https://www.knowledge4all.com

7.الموسوعة العربية للمعلومات والمكتبات (ALIS)
مصدر متخصص في المعلومات والمكتبات باللغة العربية.
https://alis.maktabat-online.org

8.موقع Cybrarians Journal (المجلة الإلكترونية لعلم المعلومات)
يصدر من مصر ويحتوي على بحوث ومقالات متخصصة في الإحاطة الجارية والانتقاء.
https://journal.cybrarians.org

9.موقع SpringerLink
ينشر دراسات حديثة حول خدمات المكتبات والتقنيات الذكية للبحث الانتقائي.
https://link.springer.com

Google Scholar.10 (جوجل سكولار)
محرك بحث أكاديمي ممتاز للعثور على أبحاث عربية وأجنبية حول المفهومين.
https://scholar.google.com


تعليقات