📁 آخرالمقالات

على من تقع مسؤولية حماية التراث ولماذا؟

على من تقع مسؤولية حماية التراث ولماذا؟

على من تقع مسؤولية حماية التراث ولماذا؟

التراث، بما يحمله من قيم رمزية وتاريخية وثقافية، يمثل ذاكرة الشعوب وصلة وصلها بالماضي، كما أنه يؤسس لهويتها ويغذي وجدانها الجمعي. غير أن هذا التراث، المادي منه وغير المادي، بات مهددًا اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب الحروب، الإهمال، التطور العمراني العشوائي، والتغيرات المناخية. وهنا يثور التساؤل الجوهري: على من تقع مسؤولية حماية التراث؟ وهل هي مسؤولية الدولة فقط، أم أنها مسؤولية جماعية تتقاسمها عدة أطراف؟ ولماذا تعتبر هذه المسؤولية أمرًا لا يقبل التهاون؟

 1. الدولة-الحارس الأول للتراث

تلعب الدولة دورًا محوريًا في حماية التراث، فهي الكيان الرسمي الذي يتحمل مسؤولية تنظيم الحياة العامة، وصيانة ما يمثل مقومات الأمة، وفي مقدمتها التراث. وينبع هذا الدور من اعتبارات قانونية وسياسية وثقافية تجعل الدولة "الحارس الأول" للذاكرة الجماعية. ويظهر ذلك من خلال:

1. التشريعات الوطنية: 

تضع الدولة قوانين واضحة تنظم عمليات التنقيب، وتحظر التعدي على المواقع الأثرية، أو الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية. فمثلاً، تسن معظم الدول قوانين تفرض عقوبات صارمة على من يهدم أو يشوّه معلمًا تاريخيًا، أو يخرّب مخطوطة نادرة.

2. المؤسسات المتخصصة: 

تنشئ الدولة أجهزة مختصة مثل وزارات الثقافة أو هيئات الآثار والمتاحف، تكون مهمتها حصر وتوثيق وتقييم التراث الوطني، وكذلك الإشراف على أعمال الصيانة والترميم. هذه المؤسسات تكون مؤهلة علميًا وإداريًا للتعامل مع المواقع الأثرية والتحف التاريخية وفقًا للمعايير الدولية.

3. الإرادة السياسية: 

إن التزام الدولة بحماية التراث لا يقتصر على اللوائح، بل يتجلى في رصد الميزانيات الكافية، ودمج التراث في السياسات التنموية، وتشجيع الصناعات الثقافية، وتكريم القائمين على حماية الذاكرة الوطنية. في كثير من الأحيان، تبرز الدول تراثها في الفعاليات الدولية لتأكيد حضورها الحضاري.

4. الأمن ومكافحة التهريب: 

تمتلك الدولة القدرة على ضبط الحدود وملاحقة شبكات تهريب الآثار، والتعاون مع الإنتربول والمنظمات الدولية لإعادة ما سُرق من تراثها. كما تتحمل مسؤولية حماية المواقع التراثية من النهب أثناء النزاعات أو الكوارث الطبيعية.

5. الالتزام بالاتفاقيات الدولية: 

الدولة هي الطرف الموقّع على الاتفاقيات والمعاهدات العالمية، مثل اتفاقية اليونسكو لعام 1972 واتفاقية لاهاي لعام 1954. وبموجب هذه الاتفاقيات، تلتزم الدول بحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، سواء في زمن السلم أو الحرب.

في المجمل، تعتبر الدولة الضامن القانوني والمؤسسي لتراث الأمة، فهي الجهة التي تملك الموارد والسلطة لإنشاء منظومة حماية شاملة ودائمة، توازن بين التنمية الحديثة وصيانة التراث التاريخي والثقافي. وبدون دور الدولة، تصبح حماية التراث عملاً فوضويًا أو موسميًا يفتقر إلى الاستمرارية والصرامة.

 2. المجتمع-شريك فعّال لا غنى عنه

إذا كانت الدولة هي الحارس المؤسسي للتراث، فإن المجتمع هو الروح الحية التي تمنحه الاستمرارية والارتباط الشعبي. فمهما أصدرت الدولة من قوانين ووضعت من خطط، لن يكتب لها النجاح ما لم تجد صداها في الوعي الجمعي والضمير الشعبي. إن دور المجتمع في حماية التراث يتجاوز مجرد الاستهلاك الثقافي إلى المشاركة الفعلية في الحماية والتوثيق والدفاع.

1. الوعي الثقافي والتراثي: 

إن أول خطوط الحماية تبدأ عندما يدرك أفراد المجتمع أن التراث ليس فقط إرثًا ماديًا جامدًا، بل هو جزء من كيانهم وهويتهم. فحين يعلم المواطن أن معلمًا أثريًا في قريته أو حيّه هو شاهد على حضارة عاشها أجداده، يصبح ذلك الموقع جزءًا من وجدانه، فيدافع عنه كما يدافع عن بيته.

2. التعليم غير الرسمي والتربية المنزلية:

 تلعب الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام دورًا في غرس قيمة التراث في وجدان الأفراد منذ الصغر. فعندما يُربّى الطفل على احترام التاريخ المحلي، وعلى زيارة المتاحف، وعلى فهم معاني الرموز الثقافية، يكبر وهو يرى التراث عنصرًا من عناصر انتمائه.

3. المجتمع المحلي كحارس مباشر: 

في العديد من الدول، أثبتت المجتمعات المحلية أنها الأقدر على حماية المواقع التاريخية التي تقع في محيطها، بفضل المعرفة المحلية الدقيقة، والعلاقات الاجتماعية التي تتيح المراقبة الدائمة. وقد بادر سكان بعض القرى بإنقاذ معالم أثرية من الهدم أو التخريب، حتى قبل وصول السلطات.

4. المنظمات والمبادرات الأهلية: 

تنشط جمعيات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، في مجالات التوعية والتوثيق والصيانة الطوعية. ومن خلال حملات التنظيف، أو ورش الحرف التقليدية، أو المبادرات الشبابية، تسهم هذه الكيانات في إبقاء التراث حيًا ومتجددًا.

5. دور المواطن الرقيب: 

في عصر وسائل التواصل، أصبح بمقدور المواطن أن يُبلغ عن تجاوزات ضد التراث، وأن يوثق الانتهاكات بالصوت والصورة، مما يُسهّل تحرّك الجهات المختصة. كما أصبح بوسعه المشاركة في أرشفة التراث الشفهي والعادات المحلية قبل اندثارها.

إن إشراك المجتمع في حماية التراث يضفي طابعًا ديمقراطيًا على العملية، ويمنحها بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا. فالمواطن لا يعود مجرد مستهلك لتراث محفوظ خلف زجاج المتاحف، بل يصبح جزءًا من عملية إنتاج الحماية، وصيانة الذاكرة، وصياغة الحاضر.

ولذلك، فإن أي سياسة تراثية ناجحة لا بد أن تقوم على شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع، إذ لا يمكن صون الهوية إلا عندما تصبح مسؤولية الجميع، لا مجرد مهمة تقنية أو إدارية.

 3. المجتمع الدولي-مسؤولية مشتركة لحماية التراث الإنساني

في عصر العولمة، لم يعد التراث شأناً محلياً محصوراً في نطاق دولة أو أمة، بل بات يُنظر إليه باعتباره إرثاً مشتركاً للإنسانية، يتجاوز الحدود السياسية والجغرافية. ومن هنا، يبرز دور المجتمع الدولي كمظلة داعمة وموجهة لحماية التراث الثقافي في كل بقاع العالم، خاصة في حالات النزاع، والكوارث الطبيعية، أو عند ضعف قدرات الدول الوطنية.

1. الاتفاقيات والمعاهدات الدولية:

 تعد الاتفاقيات العالمية الإطار القانوني الأساسي الذي تستند إليه جهود حماية التراث على مستوى دولي. من أبرزها "اتفاقية لاهاي 1954" لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، و"اتفاقية اليونسكو 1972" بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، التي أرست مفهوم "التراث العالمي" وحددت معايير إدراج المواقع في قائمة التراث. كما جاءت اتفاقية 2003 الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لتؤكد أهمية حماية التقاليد الشفوية والمعارف الشعبية.

2. الدور الحيوي لليونسكو والمنظمات المتخصصة:

 تضطلع منظمة اليونسكو، ومعها منظمات كـ"الإيكوموس" و"الإيكروم"، بمسؤوليات استراتيجية في صون التراث العالمي. فهي تتابع أوضاع المواقع المُدرجة، توفّر الدعم الفني والمالي للدول، وتصدر تقارير دورية، وتطلق حملات طوارئ في حالات الخطر، مثل تلك التي أطلقتها لإنقاذ آثار النوبة، أو مواقع تدمر، أو الموصل.

3. المسؤولية الأخلاقية للدول الكبرى:

 إن الدول المتقدمة، التي غالبًا ما تمتلك موارد مالية وتقنية متقدمة، تتحمل مسؤولية أخلاقية في دعم جهود الحماية العالمية، سواء عبر تمويل مشاريع الترميم، أو المساعدة في مكافحة تهريب الآثار، أو عبر برامج التدريب وبناء القدرات في الدول النامية. كما يقع على عاتقها التعاون في استعادة القطع المسروقة، والامتناع عن شراء الآثار المنهوبة.

4. المجتمع الأكاديمي والدولي الثقافي:

 تسهم الجامعات ومراكز البحث والمتاحف الدولية في توثيق التراث وتطوير تقنيات ترميمه وحفظه، فضلاً عن تنظيم المعارض المتنقلة والتبادلات الثقافية التي تُبرز غنى التراث الإنساني وتُشجّع على احترام التنوع الحضاري.

5. التحرك الدولي في الأزمات:

 أثبتت التجارب أن المجتمع الدولي قد يلعب دورًا حاسمًا في حماية التراث عند فشل الأنظمة المحلية، كما حدث في تدخلات لحماية مواقع مهددة بالحرب أو الإرهاب الثقافي. كما أن الدعم الدولي كان سببًا في إعادة إعمار معالم تاريخية دُمّرت أو تضرّرت، سواء في البوسنة أو العراق أو سوريا.

خلاصة القول، إن التراث ليس ملكًا لجيل دون آخر، ولا لأمة دون سواها، بل هو مرآة للإنسانية كلها. ولذلك، فإن مسؤولية المجتمع الدولي لا تقتصر على النصوص القانونية، بل هي مسؤولية أخلاقية وحضارية تقتضي التعاون العابر للحدود لحماية ما تبقّى من ذاكرة البشر المشتركة.

 4. لماذا حماية التراث مسؤولية الجميع؟

إن حماية التراث ليست ترفاً ثقافياً أو عبئاً على مؤسسات الدولة فحسب، بل هي واجب جماعي نابع من الإيمان بأن الهوية الثقافية أساس الوجود الإنساني، وركيزة من ركائز التنمية الشاملة والمستدامة. وعندما نقول إن "التراث مسؤولية الجميع"، فإننا لا نطلق شعاراً عاطفياً، بل نُعبّر عن حقيقة راسخة تؤكد أن حماية التراث تتطلب تضافر جهود الدولة، والمجتمع، والمجتمع الدولي، بل وحتى الفرد.

1. التراث هوية وهو انتماء: 

ما يربط الأفراد بماضيهم ليس مجرد سرديات تاريخية، بل رموز ملموسة وممارسات حية تشكّل الشخصية الجماعية. فالأغاني الشعبية، والحرف التقليدية، والمعالم الأثرية، تشكّل جميعها خيوط النسيج الذي يربط الأجيال ببعضها، وغياب هذا التراث يُفضي إلى فراغ هووي وفقدان الانتماء.

2. التراث مورد اقتصادي:

 في عصر السياحة الثقافية، أصبح التراث مصدر دخل للدول والمجتمعات، ومورداً اقتصادياً يخلق فرص عمل، وينعش الصناعات الإبداعية. ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية ثقافية فقط، بل هو أيضاً استثمار في المستقبل، يدر أرباحاً مادية ومعنوية.

3. التراث في خطر دائم: 

التغيرات المناخية، الزحف العمراني، النزاعات المسلحة، والاتجار غير المشروع كلها تهديدات تتربص بالتراث يومياً. ولذلك، فإن ترك مسؤولية الحماية لحكومة فقط، أو لمنظمة دولية وحيدة، يُعد قصورًا فادحًا. لا بد من خلق وعي جمعي، وسلوك يومي لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء بأن أي ضرر يُصيب التراث هو خسارة لا يمكن تعويضها.

4. المعرفة حق مشترك: 

كثير من مظاهر التراث تتخطى البعد المحلي لتدخل ضمن الذاكرة الكونية، لذا فإن الحفاظ عليها هو واجب أخلاقي لكل إنسان يقدّر التنوع الثقافي ويرى فيه ثراءً للإنسانية. إن إنقاذ معلم أثري في بلد ما، أو توثيق رقصة شعبية في مجتمع صغير، قد يبدو تفصيلاً بسيطًا، لكنه في جوهره إسهام في الدفاع عن الكرامة الثقافية للبشر جميعاً.

5. من التنظير إلى الفعل: 

لا تتحقق حماية التراث عبر الخطب أو اللوائح فقط، بل عبر الممارسة اليومية. حين يرفض مواطن شراء قطعة أثرية مسروقة، أو يُبلغ عن تعدٍ على موقع تاريخي، أو يعلّم أبناءه احترام الذاكرة الجماعية، فإنه يشارك فعليًا في بناء منظومة الحماية.

إن حماية التراث هي اختبار حقيقي لمدى نضج المجتمعات، وتقديرها لجذورها، واحترامها لحق الأجيال القادمة في المعرفة والاعتزاز. وهي مسؤولية لا يمكن أن تنجح إذا بقيت حبيسة المكاتب والمؤتمرات، بل لا بد أن تُصبح قضية شعبية وإنسانية يعيشها الناس في تفاصيلهم اليومية.

خاتمة

إن حماية التراث ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي أمانة جماعية بين الدولة والمجتمع المحلي والمجتمع الدولي. فالدولة توفّر الإطار القانوني والمؤسسي، والمجتمع المحلي يُجسّد الحماية الفعلية من خلال الوعي والمشاركة، بينما المجتمع الدولي يدعم عند الحاجة ويضمن حماية ما يخص التراث الإنساني المشترك.

في نهاية المطاف، التراث ليس مجرّد حجارة أو طقوس من الماضي، بل هو حياة نابضة تمكّن الإنسان من فهم ذاته، وتساعده على صياغة مستقبله بوعي وتوازن. وحمايته ليست ترفًا ثقافيًا، بل هي واجب حضاري وأخلاقي يمس وجودنا الإنساني في جوهره.

مراجع  

1. التراث الثقافي وحمايته في القانون الدولي والداخلي

    المؤلف: د. عبد القادر فيصل

    الوصف: يتناول الكتاب الأطر القانونية الدولية والوطنية لحماية التراث، ويوضح مسؤولية الدولة والمؤسسات في حمايته زمن السلم والحرب.

2. حماية التراث الثقافي في ضوء القانون الدولي الإنساني

    المؤلف: د. نجلاء حسين الطاهر

    الوصف: يناقش دور المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مثل اليونسكو في حماية التراث العالمي، مع تحليل قانوني لاتفاقية لاهاي.

3. الثقافة والتراث والتنمية: قراءة في المفاهيم والسياسات

    المؤلف: د. عبد الله العروي

    الوصف: يعالج العلاقة بين التراث والتنمية، ويطرح مسؤولية الأفراد والمجتمعات في حفظ التراث ضمن التحولات المعاصرة.

4. صون التراث الثقافي اللامادي: مسؤولية مشتركة

    المؤلف: مجموعة من الباحثين بإشراف اليونسكو

    الوصف: يتناول كيفية إشراك المجتمعات المحلية في حماية التراث غير المادي، ويوضح دور الدولة والمجتمع الدولي.

5. التراث بين الأصالة والمعاصرة

    المؤلف: د. حسن حنفي

    الوصف: يناقش البعد الفكري والثقافي للتراث، ويحاجج بأن مسؤولية حفظه تبدأ من وعي المجتمع بأهميته.

6. التراث الثقافي في العالم العربي: تحديات الحماية وآفاق المستقبل

    المؤلف: د. محمد عبد الجليل الباشا

    الوصف: يرصد أوضاع التراث في عدة دول عربية، ويحلل أسباب التهديدات الموجهة إليه، ويقترح دورًا تكامليًا للدولة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.

مواقع الكترونية  

1.منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) – قسم التراث الثقافي

 يعرض الموقع السياسات الدولية لحماية التراث، واتفاقيات مثل 1972 و2003، ويبرز مسؤوليات الدول والمجتمعات في حماية التراث المادي وغير المادي. unesco.org/en/culture/heritage

2.المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) – إدارة الثقافة

 يقدم معلومات عن مشاريع حماية التراث في الدول العربية، ودور المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي.
alecso.org/nsite/ar/culture

3.إيكروم – المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية

 يعرض دور المجتمع الدولي في حماية التراث، ويقدم برامج تدريبية وتقارير توثيقية عن مسؤوليات الحماية المشتركة. iccrom.org/ar

4.المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS)

 منظمة دولية تركز على الحفاظ على المعالم والمواقع الأثرية، وتناقش عبر تقاريرها من يتحمل مسؤولية الحماية والتوثيق. icomos.org/en

5.المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم الشارقة)

 يحتوي على مقالات وموارد باللغة العربية توضح دور الأفراد والمؤسسات في حماية التراث، وخاصة في الدول العربية. iccromsharjah.org/ar

6.الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني – السعودية (أرشيف)

 يوضح الموقع الأدوار الوطنية في حماية التراث بالمملكة، ويبرز أهمية التكامل بين الدولة والمجتمع في حماية الآثار والتراث الشعبي. heritage.scth.gov.sa


تعليقات