القائمة الرئيسية

الصفحات

الخديوي إسماعيل الحكم سياساته و إصلاحاته وتأثيرات الإصلاحات على مصر

  الخديوي إسماعيل الحكم سياساته و إصلاحاته وتأثيرات الإصلاحات على مصر

الخديوي إسماعيل الحكم سياساته و إصلاحاته وتأثيرات الإصلاحات على مصر

مقدمة

  • في فترة الخديوية، تميزت حكم الخديوي إسماعيل بالعديد من السياسات والإصلاحات التي شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ مصر. عند توليه الحكم في عام 1863، واجه مصر تحديات كبيرة اقتصادية وسياسية، ولكنه استطاع تنفيذ سلسلة من الإصلاحات التي أثرت بشكل كبير على البلاد.

  • سياسات الخديوي إسماعيل تركزت على تحديث البنية التحتية وتطوير الاقتصاد، حيث قام بإنشاء العديد من المشاريع الكبيرة مثل قناة السويس وتحديث البنية التحتية للنقل والاتصالات. كما سعى لتحسين العلاقات الخارجية وتوسيع نفوذ مصر على الساحة الدولية.

  • أحد أبرز إصلاحات الخديوي إسماعيل كانت في مجال الإدارة والتنظيم، حيث قام بتطوير النظام الإداري وتحسين إدارة الحكومة، وكذلك تحديث القضاء وتطوير القوانين. كما قام بإصلاحات في القطاع الزراعي والصناعي لتحفيز الاقتصاد وتعزيز التنمية الاقتصادية.

  • تأثيرات هذه الإصلاحات كانت واضحة على مصر، حيث شهدت البلاد نمواً اقتصادياً وتحسناً في البنية التحتية وزيادة في الاستثمارات والتجارة. كما زادت شعبية الخديوي إسماعيل ونفوذه على الساحة الداخلية والخارجية.

  • بهذه الطريقة، يمكن القول إن تولي الخديوي إسماعيل الحكم وتنفيذه لسياسات وإصلاحاته قد أثر بشكل كبير على مصر، وساهم في تحولها إلى دولة متقدمة اقتصادياً وسياسياً في العالم العربي والإسلامي.

1 -  تولي الخديوي إسماعيل الحكم وسياساته

تولي الخديوي إسماعيل الحكم:

في عام 1863، تولى إسماعيل باشا (1830-1895) حكم مصر خلفاً لعمه سعيد باشا. كان إسماعيل ابن إبراهيم باشا وحفيد محمد علي باشا، مؤسس الدولة العلوية الحديثة في مصر. منذ توليه الحكم، كان إسماعيل يملك رؤية طموحة لتحديث مصر وتحويلها إلى دولة حديثة على الطراز الأوروبي. أعلن هدفه قائلاً: "أريد أن تكون مصر قطعة من أوروبا".

السياسات الداخلية:

1. التعليم:

  •  أسس إسماعيل العديد من المدارس الحديثة والمعاهد الفنية.

  •  أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتلقي التعليم في مختلف المجالات، خاصة في الهندسة والطب والقانون.

  •  أنشأ دار العلوم عام 1872 لتدريب المعلمين.

2. الإدارة:

  •  قام بتحديث الجهاز الإداري للدولة عبر تنظيم الوزارات وتوزيع الصلاحيات بشكل أكثر كفاءة.

  •  أسس مجلس شورى النواب عام 1866، وهو أول برلمان مصري.

3. الزراعة:

  •  أدخل تحسينات كبيرة على نظام الري، مثل بناء قناطر وسدود جديدة.

  •  قام بتوسيع شبكة الترع والقنوات لتحسين الزراعة وزيادة الإنتاج.

  •  شجع زراعة القطن ليصبح المحصول الرئيسي للتصدير، مما ساهم في زيادة الدخل القومي.

4. الصناعة:

  •  دعم إنشاء المصانع والمشاريع الصناعية الحديثة.

  •  شجع الصناعات الصغيرة والحرف التقليدية.

السياسات الاقتصادية:

1. الديون والمشاريع الطموحة:

  •  بسبب مشاريعه الطموحة، لجأ إسماعيل إلى الاستدانة من البنوك الأوروبية.

  •  قام بإنشاء العديد من المشروعات البنية التحتية مثل الجسور، السكك الحديدية، والموانئ.

  •  تكلف مشروع قناة السويس، الذي افتتح في عام 1869، مبالغ طائلة وسبب في زيادة الديون بشكل كبير.

2. التجارة:

  •  حاول زيادة التبادل التجاري مع الدول الأوروبية.

  •  شجع إنشاء البنوك والمؤسسات المالية لتسهيل التجارة.

السياسة الخارجية:

1. التوسعات الإقليمية:

  •  سعى إسماعيل إلى توسيع نفوذ مصر في إفريقيا.

  •  قام بحملات عسكرية إلى السودان وضم مناطق جديدة إلى السيادة المصرية.

  •  سعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية الكبرى كفرنسا وبريطانيا لضمان دعمها لمشاريعه الطموحة.

2. العلاقات الدولية:

  •  اعتمد إسماعيل سياسة التحالفات الدولية لضمان حماية مصالح مصر.

  •  سعى للحصول على اعتراف دولي بألقابه الملكية، مما أدى إلى إقناع السلطان العثماني بمنحه لقب "خديوي" بدلاً من "والي" في 1867، مما منحه استقلالية أكبر في إدارة شؤون البلاد.

التحديات والنتائج:

1. الأزمة المالية:

  •  تراكمت الديون على مصر بشكل كبير نتيجة الإنفاق الضخم على مشاريع البنية التحتية.

  •  اضطرت مصر لبيع حصتها في قناة السويس لبريطانيا في عام 1875 لتسديد جزء من ديونها.

2. التدخل الأجنبي:

  •  أدى الإفلاس المالي إلى تدخل الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، في الشؤون المالية والإدارية لمصر.

  •  تأسست لجنة المراقبة الثنائية لإدارة الديون المصرية.

3. نهاية حكم إسماعيل:

  •  نتيجة للضغوط الأوروبية والتدهور الاقتصادي، أُجبر إسماعيل على التنازل عن العرش في عام 1879 لصالح ابنه توفيق.

  •  نُفي إسماعيل إلى إيطاليا ثم إلى الأستانة (إسطنبول) حيث قضى بقية حياته حتى وفاته في عام 1895.

  •  تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر في فترة حرجة من تاريخها، وسعى جاهداً لتحويلها إلى دولة حديثة ومتقدمة على الطراز الأوروبي. برغم نجاحاته في العديد من مجالات الإصلاح والتحديث، إلا أن سياساته الطموحة والإنفاق الكبير أديا إلى تراكم الديون والتدخل الأجنبي، مما أثر على سيادته وأدى في النهاية إلى نهاية حكمه. تظل فترة حكم إسماعيل مثالاً على الطموح الكبير والتحديات الكبيرة التي يمكن أن تواجهها الدول في مسار التحديث والتطوير.

2 -  إصلاحات الخديوي إسماعيل وتأثيرها على مصر

تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر عام 1863، وكان لديه رؤية طموحة لتحويل مصر إلى دولة حديثة ومزدهرة على الطراز الأوروبي. سعى إسماعيل لتحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة واسعة من الإصلاحات في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم، الإدارة، الزراعة، الصناعة، البنية التحتية، والسياسة الخارجية. ورغم النجاحات العديدة التي حققها، إلا أن هذه الإصلاحات كانت لها أيضًا تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري والسيادة الوطنية.

الإصلاحات التعليمية

- التوسع في التعليم:

  -  أنشأ الخديوي إسماعيل العديد من المدارس الحديثة والمعاهد الفنية، مما ساعد في نشر التعليم بين مختلف طبقات المجتمع.

  -  أسس دار العلوم عام 1872 لتدريب المعلمين.

  -  أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا، حيث تعلم الشباب المصريون الهندسة والطب والقانون.

الإصلاحات الإدارية

- تنظيم الإدارة:

  -  أعاد تنظيم الجهاز الإداري للدولة عبر إنشاء وزارات متخصصة وتوزيع الصلاحيات بشكل أكثر كفاءة.

  -  أسس مجلس شورى النواب عام 1866، وهو أول برلمان مصري، مما شكل خطوة نحو تحقيق نوع من التمثيل الشعبي في الحكم.

الإصلاحات الزراعية

- تحسين نظام الري:

  -  بنى إسماعيل قناطر وسدود جديدة، مما ساهم في تحسين نظام الري وزيادة الإنتاج الزراعي.

  -  وسع شبكة الترع والقنوات، مما ساهم في زيادة المساحات الزراعية واستقرار الري.

- زراعة القطن:

  -  شجع على زراعة القطن كمحصول رئيسي للتصدير، مما أدى إلى زيادة الدخل القومي وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.

الإصلاحات الصناعية

- دعم الصناعة:

  -  دعم إنشاء المصانع والمشاريع الصناعية الحديثة، مثل مصانع الغزل والنسيج ومصانع السكر.

  -  شجع الصناعات الصغيرة والحرف التقليدية، مما ساهم في تنويع الاقتصاد المصري.

الإصلاحات في البنية التحتية

- مشاريع البناء:

  - قام إسماعيل بإنشاء العديد من مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل الجسور والسكك الحديدية والموانئ.

  - افتتح قناة السويس في عام 1869، وهو مشروع ضخم ساهم في تعزيز مكانة مصر الاقتصادية والتجارية عالمياً.

الإصلاحات في السياسة الخارجية

- توسيع النفوذ:

  - سعى إسماعيل إلى توسيع نفوذ مصر في إفريقيا، وخاصة في السودان.

  - أقام علاقات دبلوماسية قوية مع الدول الأوروبية الكبرى، مما ساهم في تعزيز مكانة مصر الدولية.

التأثيرات السلبية للإصلاحات

- الأزمة المالية:

  - نتيجة للإنفاق الكبير على مشاريع البنية التحتية والإصلاحات المختلفة، تراكمت الديون الخارجية على مصر بشكل كبير.

  - اضطرت الحكومة المصرية لبيع حصتها في قناة السويس إلى بريطانيا عام 1875 لتسديد جزء من الديون، مما أثر سلبًا على السيادة الوطنية.

- التدخل الأجنبي:

  - بسبب الأزمة المالية، تدخلت الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وفرنسا، في الشؤون المالية والإدارية لمصر.

  - تأسست لجنة المراقبة الثنائية لإدارة الديون المصرية، مما أدى إلى فقدان مصر جزءًا كبيرًا من استقلالها الاقتصادي.

- كانت إصلاحات الخديوي إسماعيل جوهرية في تحديث مصر وتحويلها إلى دولة حديثة، حيث شملت التعليم، الإدارة، الزراعة، الصناعة، والبنية التحتية. وعلى الرغم من أن هذه الإصلاحات أسفرت عن نجاحات كبيرة وساهمت في تقدم البلاد، إلا أن التكلفة المالية الباهظة أدت إلى تراكم الديون والتدخل الأجنبي، مما أثر بشكل كبير على سيادة مصر واستقلالها. تظل فترة حكم إسماعيل محطة هامة في تاريخ مصر، حيث شهدت محاولات جادة للتحديث والإصلاح، رغم التحديات والعواقب التي صاحبتها.

خاتمة

  • في ختام هذه الرحلة التاريخية إلى عهد الخديوي إسماعيل، نجد أن حكمه شكل فترة هامة في تاريخ مصر، حيث قام بتنفيذ سياسات وإصلاحات طموحة أثرت بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد والسياسة في البلاد.

  • بتركيزه على تحديث البنية التحتية، تطوير الاقتصاد، وتحسين الإدارة، نجح الخديوي إسماعيل في إعادة بناء مصر وتحويلها إلى دولة تنافسية على الساحة الدولية. تأثيرات إصلاحاته كانت واضحة في جميع جوانب الحياة في مصر، حيث شهدت البلاد تحسناً في البنية التحتية، ونمواً اقتصادياً، وتحسناً في الإدارة والقضاء.

  • ومع ذلك، فإن حكم الخديوي إسماعيل لم يخلو من التحديات والمشاكل، وكانت إصلاحاته قد واجهت معارضة داخلية وضغوطاً خارجية. وبالرغم من ذلك، فإن إرثه يظل حاضراً في تاريخ مصر، حيث ترك أثراً عميقاً ودوّن اسمه في سجل الزمن.

  • بهذه الطريقة، يمكن القول إن حكم الخديوي إسماعيل وإصلاحاته قد أثرت بشكل كبير على مصر، وساهمت في تشكيل مسارها التاريخي وتطورها المستقبلي.

إقرأ أيضا مقال تكميلي

    • الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للفترة (1848-1952) في مصر.رابط
    • الحملة الفرنسية على مصر وملابساتها-الشرق الأوسط . رابطرابط
    • أسباب ودوافع ثورة يوليو ونهاية الخديوية في مصر . رابط
    • الخديوية والاحتلال البريطاني (1848-1952) في مصر . رابط
    • أسباب الاحتلال البريطاني على تاريخ مصر . رابطرابط
    • الحركات الوطنية والاستقلالية في مصر في الفترة الخديوية .رابط
    • السياسة البريطانية في مصر و إدارة المستعمرات وتأثيرها .رابط
    • القادة الوطنيون ودورهم في النضال من أجل الاستقلال . رابط
    • الحملة الفرنسية على مصر وملابساتها-الشرق الأوسط .رابط
    • نبذة حول محمد علي باشا وبناء الدولة الحديثة في مصر . رابط
    • الشرق الأوسط . رابط

    مراجع

    1. Shaw, Ian. "Ismail Pasha, Muhammad." The Oxford Encyclopedia of Islam and Politics. Oxford University Press, 2014.

    2. محمد رشيد رضا، "مصر في العصر الخديوي." القاهرة: دار القلم للطباعة والنشر، 1985.

    3. Daly, M. W. The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century. Cambridge University Press, 1998.

    4. Hourani, Albert. A History of the Arab Peoples. Harvard University Press, 2002.

    5. الشريف، محمد عبد الغني. "الخديوي إسماعيل والثورة الأوروبية 1860-1882." القاهرة: دار الفكر العربي، 1995.

    6. Reimer, Michael J. "Egypt and the British Empire." The International History Review, vol. 39, no. 2, 2017, pp. 305-325.

    7. سيد، أحمد محمد. "الخديوي إسماعيل والحركة الوطنية في مصر 1863-1879." القاهرة: دار الشعب للنشر والتوزيع، 2009.

    8. Podeh, Elie. The Politics of National Celebrations in the Arab Middle East. Cambridge University Press, 2011.

    9. إدريس، محمد عبد العال. "الخديوي إسماعيل والحركة السياسية في مصر 1863-1879." القاهرة


    تعليقات

    محتوى المقال