أشهر الحضارات القديمة في الشرق الأدنى-أور وبلاد ما بين النهرين

أشهر الحضارات القديمة في الشرق الأدنى

يعد الشرق الادنى القديم مهدا لعدد من اقدم واعظم الحضارات التي عرفها التاريخ البشري. في هذه المنطقة الممتدة من بلاد الرافدين الى الهلال الخصيب، ظهرت مجتمعات متطورة أرست أسس الدولة والكتابة والقانون والدين المنظم. من بين هذه الحضارات تبرز الحضارة السومرية في جنوب بلاد ما بين النهرين، والتي انشأت اولى المدن مثل اور واريدو، واخترعت الكتابة المسمارية. تلتها الحضارة الاكدية التي اسسها سرجون الأكادي، وهي أول امبراطورية موحدة عرفها الانسان.

اما البابليون فقد عرفوا بتطورهم القانوني والمعماري، واشتهروا بشريعة حمورابي وحدائق بابل المعلقة. في الشمال كانت الحضارة الاشورية التي برعت في التنظيم العسكري وبناء امبراطورية واسعة بادارة مركزية قوية. الى جانب هذه الحضارات ظهرت ايضا حضارات مهمة مثل الكنعانيين والفينيقيين في بلاد الشام، والحثيين في الأناضول.

تظهر هذه الحضارات قدرة الإنسان القديم على الابتكار والتطور في مجالات السياسة والاقتصاد والدين والعلم. كما كان لها اثر كبير على الثقافات اللاحقة، بما في ذلك الحضارة الفارسية واليونانية وحتى الديانات الابراهيمية، مما يجعل الشرق الأدنى القديم منبعا للتراث الانساني العالمي.

1. مدخل تاريخي إلى حضارات الشرق الأدنى

يعد الشرق الادنى القديم من اقدم المناطق التي شهدت نشوء الحضارات البشرية، ويقع جغرافيا في المنطقة الممتدة بين شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، ويشمل بلاد الرافدين، وبلاد الشام، والأناضول، وبلاد فارس. هذا المجال الجغرافي الغني بالانهار والسهول والموارد الطبيعية شكل بيئة ملائمة لنشوء الاستقرار الزراعي، ومن ثم بروز انظمة سياسية وادارية معقدة، مما جعله مركزا محوريا في تطور البشرية.

زمنيا، تبدأ حضارات الشرق الادنى في البروز منذ الألف الرابع قبل الميلاد، مع قيام المراكز الحضرية الاولى في بلاد سومر، وتستمر تأثيراتها حتى القرن السادس قبل الميلاد، حين بدا النفوذ الفارسي والبابلي الجديد بالهيمنة على المشهد. في هذه الفترة، ظهرت العديد من الحضارات البارزة مثل السومريين، والاكديين، والبابليين، والآشوريين، والكلدانيين، كل منها ترك بصماته في مجالات الكتابة، والقانون، والتنظيم السياسي، والفكر الديني.

تكمن اهمية هذه الحضارات في كونها ساهمت في اختراع الكتابة، وتطوير اولى القوانين المكتوبة، وتقديم نماذج مبكرة للمدن والدول. لقد مثل الشرق الادنى القديم مختبرا تاريخيا للبشرية في سعيها لتنظيم الحياة، وتفسير الوجود، وتشييد صروح المعرفة والحكم، وهو ما يفسر استمرارية تأثيره حتى اليوم.

2. بلاد ما بين النهرين-مهد الحضارات

تعد بلاد ما بين النهرين من أقدم المناطق التي شهدت نشوء الحضارة البشرية، وتقع جغرافيا بين نهري دجلة والفرات، في المنطقة التي تعرف اليوم بالعراق وأجزاء من سوريا وتركيا. تميزت هذه المنطقة بخصوبة تربتها ووفرة مياهها، مما جعلها بيئة مثالية للاستقرار الزراعي وبناء المجتمعات الدائمة منذ الألف العاشر قبل الميلاد.

في هذه الارض الخصبة ظهرت أولى المدن في التاريخ مثل اور، واريـدو، واوروك، ونشأت فيها انظمة سياسية واجتماعية معقدة، وظهرت اولى اشكال الكتابة المعروفة بالكتابة المسمارية، كما وضعت الاسس الاولى للحياة القانونية والادارية من خلال قوانين مثل شريعة اورنمو ثم قانون حمورابي.

تعددت الحضارات التي ازدهرت في بلاد الرافدين، فبعد السومريين جاء الاكديون، ثم البابليون، والآشوريون، وكل حضارة منهم اضافت طبقة جديدة من الانجازات المعرفية والعمرانية والسياسية. اشتهرت هذه الحضارات بتقدمها في علوم الفلك والرياضيات والهندسة والطب، وبفن العمارة المتمثل في الزقورات والمعابد الضخمة.

لقد كانت بلاد ما بين النهرين مركزا للتبادل الثقافي والتجاري بين الشرق والغرب، ومصدر إلهام للفكر الديني والاسطوري في المنطقة. ومن هنا اكتسبت اهمية كبرى في التاريخ الانساني بوصفها مهد اولى الحضارات المنظمة التي وضعت اسس المجتمع الانساني الحديث.

3. حضارة السومريين-أسطورة أور ونشأة المدن

تعد حضارة السومريين من اقدم الحضارات التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين، وتركز وجودها في جنوب العراق الحالي، خاصة في مدن مثل اور، واوروك، واريـدو. وقد برز السومريون في الالف الرابع قبل الميلاد، وكانوا اول من اسس مدنا منظمة ذات حكومات محلية واقتصاد زراعي وتجاري متكامل.

مدينة اور كانت من ابرز مدنهم، وتعد نموذجا للحضارة السومرية المتقدمة، حيث جمعت بين السلطة الدينية والسياسية، وكان المعبد الكبير في قلب المدينة يمثل مركز الحكم والعبادة في آن واحد. لعبت اور دورا محوريا في ترسيخ سلطة الملوك الكهنة، وابتكار اساليب ادارية لتسيير شؤون المدينة والدولة.

من اهم اسهامات السومريين اختراع الكتابة المسمارية، وهي اول نظام كتابة معروف في تاريخ الانسان، وقد استخدموها لتسجيل المعاملات الاقتصادية والقوانين والاساطير والنصوص الدينية. وقد ساهم هذا الاختراع في بناء ذاكرة جماعية منظمة ومؤسساتية.

كما برع السومريون في العمارة وبنوا الزقورات، وهي معابد ضخمة تتوسط المدن وتعبر عن علاقتهم بالالهة، وتدل على التخصص والتنظيم الاجتماعي. وهكذا، فان حضارة السومريين ومدينة اور خاصة، مثلت بداية حقيقية لنشوء المدن والدولة والمؤسسات في تاريخ البشرية.

4. الأكديون والملك سرجون-أول إمبراطورية موحدة

برزت الدولة الاكادية في بلاد ما بين النهرين في اواخر الالف الثالث قبل الميلاد، بعد تراجع النفوذ السومري. وتعد الدولة الاكدية اول امبراطورية موحدة في التاريخ، حيث وحدت مدن جنوب ووسط العراق تحت سلطة مركزية واحدة. ويعود الفضل في ذلك الى الملك سرجون الاكدي، الذي يعد من اعظم القادة العسكريين والاداريين في العصور القديمة.

سرجون، الذي بدأ حياته من اصول متواضعة، تمكن من الاستيلاء على السلطة وتوسيع نفوذه ليشمل كامل بلاد الرافدين، واجزاء من الشام و الأناضول والخليج العربي. وقد اسس عاصمة امبراطوريته في مدينة اكاد، التي لم يتم اكتشافها بعد اثريا، لكنها كانت مركزا سياسيا وثقافيا بارزا.

تميزت الدولة الاكدية بنظام اداري متقدم، حيث عين سرجون الحكام في الولايات التابعة، وفرض لغة واحدة هي الاكدية كلغة رسمية للادارة والتواصل، ما ساعد على ترسيخ وحدة الدولة. كما اهتم الاكديون بالزراعة وتنظيم الري والتجارة البعيدة.

على المستوى الثقافي، لم يهمل الاكديون التراث السومري، بل اعادوا استخدام المعتقدات والرموز، وكتبوا بالكتابة المسمارية. وقد شكلت امبراطوريتهم نموذجا مبكرا للدولة المركزية القوية، التي تجمع بين القوة العسكرية والتنظيم الاداري والثقافي، وتفتح الطريق لقيام حضارات لاحقة مثل البابلية والاشورية.

5. البابليون-حمورابي وقانون العدالة

تعد حضارة البابليين من ابرز الحضارات التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين، وبلغت اوجها في عهد الملك حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. اسس البابليون عاصمتهم في مدينة بابل، التي سرعان ما تحولت الى مركز سياسي وثقافي وتجاري بارز في المنطقة. وقد اشتهرت هذه الحضارة بنظامها القانوني المتقدم، الذي تجسد في شريعة حمورابي، احد اقدم القوانين المكتوبة في تاريخ الانسان.

كان الملك حمورابي قائدا حازما ومصلحا بارعا، نجح في توحيد اغلب اجزاء بلاد الرافدين تحت حكمه، ثم ركز على تنظيم شؤون الحياة العامة من خلال تشريعات دقيقة، شملت جوانب متعددة مثل التجارة، والزراعة، والعقوبات، والاسرة، والديون. وقد تم نحت هذه القوانين على مسلة حجرية شهيرة بلغ ارتفاعها اكثر من مترين، وعرضت في الاماكن العامة ليعرفها الناس كافة.

امتاز قانون حمورابي بمبدأ "العين بالعين"، لكنه في الوقت نفسه سعى الى تحقيق نوع من العدالة النسبية في مجتمع غير متكافئ اجتماعيا. كما شكلت هذه القوانين خطوة متقدمة نحو ارساء مفاهيم المسؤولية القانونية والحقوق الفردية.

بفضل حمورابي، اصبحت بابل رمزا للنظام والاستقرار، ومثالا لدولة تسعى لتنظيم الحياة الانسانية بالقانون، وليس فقط بالقوة. وقد اثر هذا الارث في نظم الحكم والتشريع لقرون طويلة، داخل الشرق الادنى وخارجه، مما يجعل من شريعته علامة فارقة في تاريخ العدالة.

6. الآشوريون: قوة السيف وإدارة الإمبراطورية

رزت الدولة الاشورية في شمال بلاد ما بين النهرين، وخاصة في منطقة نينوى واشور، وبلغت ذروتها بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد. تميز الاشوريون ببراعتهم العسكرية والتنظيم الاداري، حتى اصبحوا قوة اقليمية عظمى امتد نفوذها من الخليج العربي حتى سواحل البحر المتوسط، ومن جبال ايران حتى وادي النيل.

اعتمد الاشوريون على جيش منظم وفعال، استخدم العربات الحربية، واقام طرقا عسكرية، وابتكر اساليب حصار متقدمة مكنتهم من السيطرة على مدن محصنة. وقد دعموا قوتهم العسكرية بجهاز استخبارات ومراسلات دقيق، ساعدهم على مراقبة المناطق الخاضعة لحكمهم.

اما اداريا، فقد قسموا امبراطوريتهم الى اقاليم يحكمها ولاة محليون يخضعون مباشرة للملك، وتم ربط تلك الاقاليم بشبكة اتصالات فاعلة. وادار الاشوريون الامبراطورية بعقلية مركزية صارمة، وفرضوا الضرائب، وشجعوا على نقل الشعوب داخل حدودهم لاضعاف المقاومة وتعزيز السيطرة.

من الناحية الثقافية، قام الاشوريون بنقل الكثير من الانجازات السومرية والبابلية، كما ازدهرت الفنون والعمارة في عهدهم، وبنوا قصورا ضخمة ونقشوا مشاهد الحروب والانتصارات على جدرانها. وتعد مكتبة اشور بانيبال من ابرز الشواهد على الاهتمام الاشوري بالمعرفة والتوثيق.

رغم انهم عرفوا بالقسوة في الحروب، الا انهم اسسوا واحدة من اقوى الامبراطوريات القديمة، والتي تركت اثرا واضحا في التاريخ السياسي والعسكري للشرق الادنى القديم.

7. الإنجازات الحضارية-الكتابة والرياضيات والفلك

قدمت حضارات ما بين النهرين اسهامات علمية وفكرية كان لها اثر بالغ في تطور الانسانية. فقد كانت هذه المنطقة، خصوصا في ظل الحضارات السومرية والبابلية والاشورية، مركزا للابتكار المعرفي في مجالات متعددة مثل الكتابة، والرياضيات، والفلك، والقانون، والادارة.

كان اختراع الكتابة المسمارية من قبل السومريين في اواخر الالف الرابع قبل الميلاد من اعظم الانجازات، حيث مكن الانسان لاول مرة من تسجيل افكاره وقوانينه ومعاملاته التجارية والدينية. وقد دونت على الالواح الطينية التي حفظت الاف النصوص التي شكلت الاساس للثقافة المكتوبة.

في مجال الرياضيات، طور البابليون نظاما عدديًا ستينيا (يعتمد على الرقم 60)، لا يزال يؤثر حتى اليوم في قياس الوقت (60 دقيقة، 60 ثانية) والزوايا. كما استخدموا الجبر والهندسة في حساب المساحات والاحجام، ووضعوا جداول لضرب الاعداد وحل المعادلات البسيطة.

اما في الفلك، فقد لاحظ الكهنة والباحثون حركات الكواكب والنجوم، ووثقوا الظواهر السماوية بدقة، واستنتجوا منها تقاويم زراعية ودينية. وقد وضعوا الجداول الفلكية، وتنبؤوا بالكسوف والخسوف، وحددوا شهور السنة بدقة مدهشة.

اضافة الى ذلك، اهتمت هذه الحضارات بالطب، والادوية النباتية، وتقنيات البناء، فابتكروا القوس والطوب المفخور، وشيدوا المعابد والزقورات بتصاميم معمارية متميزة.

جميع هذه الانجازات تدل على ان حضارات ما بين النهرين لم تكن فقط سياسية او عسكرية، بل كانت ايضا عقلانية ومبدعة، واسهمت في بناء اسس العلم والمعرفة التي انتقلت الى اليونان والرومان، ومن ثم الى العالم اجمع.

8. المعتقدات والأساطير-ملحمة جلجامش ونظرة العالم

لعبت المعتقدات الدينية والاساطير دورا محوريا في تشكيل الوعي الجمعي لحضارات ما بين النهرين، فقد كانت العلاقة بين الانسان والالهة مركزية في تفسير الحياة والموت والظواهر الطبيعية. اعتقد سكان بلاد الرافدين ان الكون تحكمه مجموعة من الالهة المتعددة، ولكل اله وظيفة محددة، مثل انليل اله الرياح، وانانا الهة الحب والخصب، ومردوخ اله بابل العظيم.

كانت هذه المعتقدات جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث نظمت الشعائر الدينية في المعابد، واعتبر الملوك وسطاء بين البشر والالهة. كما كانت الكهنة الطبقة العالمة التي تدير المعابد وتسجل الاحداث وتفسر الارادة الالهية.

ومن اهم ما وصل الينا من التراث الاسطوري لحضارات ما بين النهرين ملحمة جلجامش، التي تعتبر اقدم نص ادبي ملحمي معروف في التاريخ. تحكي الملحمة قصة الملك جلجامش، ورحلته في البحث عن الخلود بعد موت صديقه انكيدو، وهي رحلة تحمل دلالات انسانية عميقة عن الصداقة، والحزن، والمعرفة، ومحدودية الانسان.

تتجاوز ملحمة جلجامش البعد الادبي، لتجسد رؤية الرافدينيين للعالم، وفهمهم للقدر والخلود، وصراعهم مع الطبيعة والموت. وقد اثرت هذه الاساطير في الادب العالمي لاحقا، وظهرت صداها في النصوص الدينية والادبية الكبرى في حضارات اخرى.

تكشف المعتقدات والاساطير الرافديةعن عمق فكري وروحي كبير، وتعبر عن محاولات الانسان الاول لفهم الكون، ووضع نظام رمزي يعبر عن اسئلته الوجودية، مما يجعلها حجر اساس في تاريخ الفكر الانساني.

خاتمة

تمثل الحضارات القديمة في الشرق الأدنى ركيزة أساسية لفهم تطور الإنسانية، إذ إن ما شهدته هذه المنطقة من إنجازات فكرية، وعلمية، وسياسية، واجتماعية، لا يزال تأثيره ممتدًا إلى يومنا هذا. من سومر وأور في الجنوب، مرورًا بالأكديين والبابليين والآشوريين في وسط وشمال بلاد ما بين النهرين، وصولًا إلى تقاطعهم الثقافي والديني مع الفرس والأناضول، تشكلت منظومة حضارية فريدة قادرة على إنتاج مفاهيم الدولة، القانون، الكتابة، التنظيم الإداري، والفكر الميثولوجي.

لقد كانت هذه الحضارات سباقة في توثيق المعرفة عبر الكتابة المسمارية، وفي سنّ القوانين المنظمة للحياة الاجتماعية كما فعل حمورابي، وفي تطوير تقنيات الزراعة والري، والفلك، والرياضيات، مما يدل على نضج معرفي مبكر سبق عصورًا لاحقة بكثير. كما أن المؤسسات الدينية والمعابد مثل الزقورات لم تكن مجرد أبنية لعبادة الآلهة، بل مراكز للتعليم وإدارة شؤون الدولة. بل إن ملحمة جلجامش، وهي من أقدم النصوص الأدبية، لا تزال مرجعًا في دراسة الفكر الإنساني القديم وقلقه الوجودي.

كما لا يمكن تجاهل الدور العسكري والسياسي للآشوريين، الذين أسسوا أول نموذج لإدارة إمبراطورية واسعة متعددة الشعوب، وهو النموذج الذي ستتبناه الإمبراطوريات الكبرى لاحقًا مثل الفرس والرومان. أما التأثيرات الثقافية والدينية، فتتجلى في تسرب العديد من المفاهيم الرافدينية إلى النصوص التوراتية واليهودية، ومن ثم إلى الموروث الإبراهيمي.

إن دراسة حضارات الشرق الأدنى لا تعني الغوص في الماضي فقط، بل هي محاولة لفهم الحاضر، لأن هذه الحضارات أرست أسس المفاهيم التي لا تزال تشكّل جزءًا من النظم القانونية والدينية والمعرفية الحالية. فهي تمثل ذاكرة البشرية الأولى، وسجلًّا لصوت الإنسان وهو يحاول للمرة الأولى أن يكتب، وينظم، ويفكر، ويؤسس مجتمعًا إنسانيًا قائما على العقل والنظام، لا على العشوائية والفوضى.