القائمة الرئيسية

الصفحات

 استكشاف طرق تأريخ الآثار

طرق تأريخ الآثار
طرق تأريخ الآثار

مقدمة

إن تأريخ الآثار والتحف والمواقع القديمة هو مسعى رائع يقع في قلب علم الآثار. ومن خلال التحديد الدقيق لعمر هذه الآثار، يمكن لعلماء الآثار تجميع الجدول الزمني لتاريخ البشرية، وتسليط الضوء على الحضارات التي انتهت منذ زمن طويل، وكشف أسرار ماضينا الجماعي. في هذه المقالة، سوف نتعمق في الأساليب المختلفة التي يستخدمها علماء الآثار لتأريخ الآثار، بدءًا من التقنيات التقليدية إلى التطورات العلمية المتطورة.

1.تعريف  تأريخ الآثار

تعريف  تأريخ الآثار
تعريف  تأريخ الآثار

يشير مصطلح "تاريخ الآثار" إلى دراسة وتوثيق القطع الأثرية والآثار والهياكل وغيرها من بقايا المواد من الحضارات الماضية. ويشمل استكشاف الأهمية التاريخية والثقافية والأثرية لهذه الآثار، فضلاً عن الحفاظ عليها وتفسيرها ونشرها للجمهور.

يتضمن تاريخ الآثار التحقيق في أصول وتطور وسياق القطع الأثرية والمواقع القديمة، غالبًا من خلال أبحاث متعددة التخصصات تجمع بين علم الآثار وتاريخ الفن والأنثروبولوجيا والمجالات الأخرى ذات الصلة. يسعى الباحثون في تاريخ الآثار إلى فهم الثقافة المادية للمجتمعات القديمة، بما في ذلك تقنياتها وبنيتها الاجتماعية وأنظمة معتقداتها وممارسات الحياة اليومية.

تشمل الجوانب الرئيسية لتاريخ الآثار ما يلي:

1. الاكتشاف والتنقيب: تتضمن عملية التنقيب عن الآثار والتنقيب عنها العمل الميداني والمسح لتحديد المواقع الأثرية، يليها التنقيب المنهجي لكشف وتوثيق القطع الأثرية والهياكل المدفونة تحت الأرض.

2. التوثيق والتحليل: يقوم مؤرخو الآثار بتوثيق وتحليل القطع الأثرية والسياقات التي توجد فيها بعناية، باستخدام أساليب مثل التصوير الفوتوغرافي والرسم و رسم الخرائط والتحليل الطبقي لإعادة بناء السياق الأثري وتفسير أهمية النتائج.

3. التأريخ والتسلسل الزمني: تحديد التسلسل الزمني للآثار أمر بالغ الأهمية لفهم سياقها التاريخي وأهميتها الثقافية. تُستخدم طرق التأريخ مثل التأريخ بالكربون المشع، وعلم التأريخ الشجري، وعلم الطبقات لتحديد عمر القطع الأثرية والطبقات الأثرية.

4. التفسير والسياق: يفسر مؤرخو الآثار أهمية القطع الأثرية القديمة ضمن سياقاتها الثقافية والتاريخية والجغرافية الأوسع. إنهم يأخذون في الاعتبار عوامل مثل المعتقدات الدينية والهياكل السياسية والأنظمة الاقتصادية والممارسات الاجتماعية لإعادة بناء أنماط حياة المجتمعات القديمة.

5. الحفظ والصيانة: الحفاظ على الآثار للأجيال القادمة أمر ضروري للحفاظ على تراثنا الثقافي. يعمل مؤرخو الآثار مع دعاة الحفاظ على البيئة والمتخصصين في التراث لتطوير استراتيجيات للحفاظ على القطع الأثرية والمواقع القديمة وحمايتها من الانحلال الطبيعي والأضرار البيئية والنهب والتخريب.

6. المشاركة العامة والتعليم: يلعب تاريخ الآثار دورًا حيويًا في تثقيف الجمهور حول الماضي وتعزيز تقدير الثقافات القديمة. تساعد المتاحف والمعارض والمطبوعات والبرامج التعليمية على نشر المعرفة حول الآثار وتعزيز التفاهم الثقافي والحفاظ على التراث.

بشكل عام، يوفر تاريخ الآثار رؤى قيمة حول النسيج الغني للتاريخ البشري والثقافة، ويقدم لمحات عن حياة وإنجازات وتراث الحضارات الماضية. ومن خلال دراسة القطع الأثرية والآثار القديمة والحفاظ عليها، يمكننا أن نقدر بشكل أفضل تنوع وتعقيد التجربة الإنسانية عبر الزمان والمكان.

2.أصل مصطلح التأريخ 

أصل مصطلح التأريخ
أصل مصطلح التأريخ 

يشير مصطلح "التاريخ الأثري" عادةً إلى الجانب التاريخي من علم الآثار، مع التركيز على دراسة المجتمعات والثقافات البشرية الماضية من خلال تحليل البقايا المادية. يمكن إرجاع أصل هذا المصطلح إلى تطور علم الآثار كفرع من فروع المعرفة في القرن التاسع عشر.

خلال هذا الوقت، ظهر علم الآثار كمجال دراسة متميز منفصل عن التاريخ الكلاسيكي وعلم الآثار. في حين كان الأثريون مهتمين منذ فترة طويلة بجمع وفهرسة القطع الأثرية القديمة، لم يبدأ علماء الآثار في تطبيق أساليب منهجية للتنقيب والتحليل والتفسير لهذه المواد حتى القرن التاسع عشر.

مع تطور علم الآثار إلى تخصص علمي، أدرك العلماء أهمية دمج الأدلة الأثرية مع المصادر التاريخية لإعادة بناء الماضي. وأدى ذلك إلى ظهور مصطلح "التاريخ الأثري" لوصف دراسة المجتمعات الماضية بناءً على الأدلة الأثرية والتاريخية.

يؤكد مصطلح "التاريخ الأثري" على الطبيعة المتعددة التخصصات للبحث الأثري، الذي يعتمد على أساليب ونظريات من مجالات مثل الأنثروبولوجيا، وتاريخ الفن، وعلم الاجتماع، والعلوم البيئية. ويؤكد فكرة أن البحث الأثري لا يقتصر على التنقيب عن القطع الأثرية وتحليلها، بل يشمل أيضًا تفسير هذه المواد ضمن سياقاتها التاريخية والثقافية الأوسع.

اليوم، يشمل التاريخ الأثري مجموعة واسعة من موضوعات ومنهجيات البحث، بما في ذلك التحقيق في المستوطنات القديمة، وممارسات الدفن، والفن والهندسة المعمارية، وشبكات التجارة، والتنظيم الاجتماعي، والابتكارات التكنولوجية. من خلال الجمع بين الأدلة الأثرية والسجلات التاريخية، يمكن لعلماء الآثار إعادة بناء أنماط الحياة في المجتمعات الماضية والمساهمة في فهمنا للتاريخ البشري والتطور الثقافي.

3.الهدف من التأريخ 

الهدف من التأريخ
الهدف من التأريخ

التعارف في علم الآثار يخدم عدة أغراض مهمة:

1. تحديد التسلسل الزمني: أحد الأسباب الرئيسية للتأريخ في علم الآثار هو تحديد التسلسل الزمني للمواقع الأثرية والتحف والمواد الثقافية. ومن خلال تحديد عمر البقايا الأثرية، يمكن للباحثين إنشاء جداول زمنية لتاريخ البشرية، وتتبع تطور الحضارات، وفهم التغيرات الثقافية مع مرور الوقت.

2. تفسير التسلسل الثقافي: تتيح التأريخ لعلماء الآثار تسلسل وتفسير الطبقات الثقافية داخل الموقع، مما يكشف الترتيب الذي حدثت به المهن أو الأنشطة أو الأحداث المختلفة. ويساعد ذلك في إعادة بناء أنماط الحياة في المجتمعات الماضية، وفهم التفاعلات الثقافية، وتحديد أنماط الاستمرارية والتغيير.

3. وضع القطع الأثرية والميزات في سياقها: توفر التأريخ سياقًا للقطع الأثرية والمعالم الأثرية من خلال وضعها ضمن إطار زمني. تتيح معرفة عمر القطع الأثرية للباحثين تفسير وظيفتها وأهميتها وعلاقتها بالمواد أو الميزات أو الهياكل الأخرى الموجودة في الموقع.

4. التحليل المقارن: تتيح التأريخ إجراء تحليل مقارن عبر مواقع ومناطق وفترات زمنية مختلفة. من خلال تأريخ المواد الأثرية من مواقع متعددة، يمكن للباحثين تحديد أوجه التشابه والاختلاف والأنماط في الممارسات الثقافية والتكنولوجيا والتنظيم الاجتماعي، وتسليط الضوء على الاتجاهات الثقافية والتاريخية الأوسع.

5. اختبار الفرضيات: تتيح التأريخ لعلماء الآثار اختبار الفرضيات المتعلقة بالسلوك البشري في الماضي، والتغير البيئي، والتطور الثقافي. ومن خلال ربط البيانات الأثرية بالسجلات التاريخية، أو البيانات البيئية، أو غيرها من الأدلة، يمكن للباحثين تقييم النظريات المتنافسة وتحسين فهمهم للماضي.

6. الحفظ: تساعد التأريخ في تحديد أولويات جهود الحفظ وتوجيهها من خلال تحديد عمر وأهمية المواقع والمواد الأثرية. يمكن أن تساعد معرفة عمر القطع الأثرية في اتخاذ القرارات المتعلقة باستراتيجيات الحفظ والترميم والإدارة لحماية التراث الثقافي للأجيال القادمة.

7. المشاركة العامة والتعليم: التأريخ في علم الآثار تساهم في المشاركة العامة والتعليم من خلال تقديم نظرة ثاقبة لثراء التاريخ البشري وتنوعه. يساعد فهم عصر الاكتشافات الأثرية في جعل الماضي ملموسًا ومرتبطًا، مما يعزز تقدير التراث الثقافي ويعزز الوعي الأثري وجهود الحفاظ عليه.

بشكل عام، يعد التأريخ في علم الآثار أمرًا ضروريًا لإعادة بناء الماضي، وتفسير الظواهر الثقافية، وتعزيز فهمنا للمجتمعات البشرية وتفاعلاتها مع البيئة. ومن خلال تطبيق مجموعة من أساليب وتقنيات التأريخ، يستطيع علماء الآثار الكشف عن تعقيدات الماضي البشري ومشاركة نتائجهم مع جماهير أوسع.

4.طرق التأريخ 

  
طرق التأريخ
طرق التأريخ 

 1.طرق التأريخ النسبية:غير مؤكدة النتائج 

طرق التأريخ وفقًا لعلم طبقات الأرض هي تقنيات تستخدم لتحديد الأعمار النسبية للقطع الأثرية والتكوينات الجيولوجية بناءً على مواقعها داخل الطبقات أو الطبقات الرسوبية. يعتمد علم طبقات الأرض على مبدأ التراكب، الذي ينص على أنه في الطبقات غير المضطربة من الصخور الرسوبية، توجد الطبقات الأقدم في الأسفل، وتوجد الطبقات الأحدث في الأعلى. فيما يلي بعض طرق التأريخ شائعة الاستخدام مع علم طبقات الأرض:

1. قانون التراكب - Law of Superposition : ينص هذا المبدأ الأساسي على أنه في أي تسلسل للصخور الرسوبية غير المضطربة، تكون الطبقات الأحدث في الأعلى، والطبقات الأقدم في الأسفل. ولذلك، فإن القطع الأثرية الموجودة في الطبقات العميقة تكون عمومًا أقدم من تلك الموجودة في الطبقات الضحلة.

2. مبدأ الأفقية الأصلية - Principle of Original Horizontality : ينص هذا المبدأ على أن الطبقات الرسوبية تترسب في الأصل بشكل أفقي. ويشير أي انحراف عن الطبقات الأفقية إلى نشاط جيولوجي لاحق، مثل الطي أو الإمالة.

3. مبدأ الاستمرارية الجانبية - Principle of Lateral Continuity : يؤكد هذا المبدأ على أن الطبقات الرسوبية تمتد أفقيًا في جميع الاتجاهات حتى تضعف في النهاية أو تنتهي عند حافة الحوض. لذلك، من المحتمل أن تكون الطبقات المستمرة أفقيًا قد تشكلت في نفس الوقت.

4. العلاقات الشاملة - Cross-Cutting Relationships : يساعد هذا المبدأ في تحديد الأعمار النسبية للسمات الجيولوجية من خلال فحص تفاعلاتها. على سبيل المثال، يجب أن يكون الصدع الذي يقطع الطبقات الرسوبية أصغر سنًا من الطبقات التي يمزقها.

5. الحفريات الدليلية - Index Fossils : الحفريات الدليلية هي حفريات مميزة منتشرة جغرافيًا وظلت موجودة لفترة قصيرة نسبيًا. من خلال تحديد الحفريات الدليلية داخل الطبقات الرسوبية، يمكن لعلماء الآثار ربط أعمار الطبقات المختلفة وتحديد الأعمار النسبية للقطع الأثرية المرتبطة بها.

6. دراسة الطبقات الحيوية - Biostratigraphy : تتضمن دراسة الطبقات الحيوية ربط الطبقات الرسوبية بناءً على وجود تجمعات أحفورية محددة. توجد بعض الكائنات الحية فقط خلال فترات زمنية محددة، وبالتالي فإن وجود حفريات معينة يمكن أن يساعد في تحديد الأعمار النسبية للطبقات.

7. التوقيت الزمني - Tephrochronology : يستخدم علم التوقيت الزمني طبقات من الرماد البركاني (تيفرا) لتأريخ الرواسب الرسوبية. تحتوي طبقات الرماد البركاني على تركيبات مميزة ويمكن ربطها عبر مسافات كبيرة، مما يسمح لعلماء الآثار بتحديد الأعمار النسبية للطبقات التي تحتوي على هذه الطبقات.

8. التأريخ التسلسلي - Sequence Dating : يتضمن التأريخ التسلسلي ترتيب القطع الأثرية أو المواقع بترتيب زمني بناءً على موقعها ضمن تسلسل الطبقات. تسمح هذه الطريقة لعلماء الآثار بتحديد الأعمار النسبية للقطع الأثرية حتى في حالة عدم توفر تقنيات التأريخ المطلق.

من خلال استخدام طرق التأريخ هذه جنبًا إلى جنب مع مبادئ علم طبقات الأرض، يمكن لعلماء الآثار إنشاء تسلسلات زمنية نسبية للمواقع الأثرية وفهم التسلسل الزمني للنشاط البشري بمرور الوقت بشكل أفضل.

   2.طرق التأريخ المطلقة:مؤكدة النتائج 

1. التأريخ بالكربون المشع: ربما يكون التأريخ بالكربون المشع، المعروف أيضًا باسم التأريخ بالكربون 14، هو أكثر طرق التأريخ المطلق شهرة. ويعتمد على قياس تحلل نظائر الكربون المشعة في المواد العضوية، مثل العظام أو الفحم، لتحديد عمرها.

2. علم تأريخ الأشجار: يستخدم علم تأريخ الأشجار، أو تأريخ حلقات الأشجار، حلقات النمو السنوية في جذوع الأشجار لإنشاء تسلسل زمني دقيق. ومن خلال مقارنة أنماط حلقات الأشجار المتداخلة من عينات مختلفة، يمكن لعلماء الآثار تأريخ القطع الأثرية والهياكل الخشبية بدقة ملحوظة.

3. التأريخ بالتألق الحراري: يقيس التأريخ بالتألق الحراري جرعة الإشعاع المتراكمة في المواد البلورية، مثل الأدوات الفخارية أو الحجرية، منذ آخر تعرض لها للحرارة أو ضوء الشمس. ومن خلال تسخين العينة في بيئة خاضعة للرقابة وقياس الضوء المنبعث، يمكن لعلماء الآثار تقدير الوقت المنقضي منذ آخر مرة تم فيها تسخين المادة.

4. التأريخ بالتلألؤ المحفز بصريًا (OSL): التأريخ بالتلألؤ المحفز بصريًا (OSL): يشبه التأريخ بالتألق الحراري ولكنه يستخدم خصيصًا لتأريخ الرواسب، مثل الرمل أو التربة. ومن خلال تعريض العينة للضوء وقياس التألق الناتج، يمكن لعلماء الآثار تحديد متى تعرضت الرواسب لأشعة الشمس آخر مرة.

5. تأريخ البوتاسيوم-الأرجون: يتم استخدام تأريخ البوتاسيوم-الأرجون لتأريخ الصخور والمعادن البركانية، مثل الفلسبار والميكا. ويعتمد على تحلل نظائر البوتاسيوم المشعة إلى غاز الأرجون داخل البلورات المعدنية، مما يوفر تقديرات عمرية للتكوينات الجيولوجية والتحف المرتبطة بها.

   3.طرق التحقق من تاريخ الأثار

توفر طرق التأريخ المطلق تواريخ رقمية أو تقويمية للقطع الأثرية أو التكوينات الجيولوجية، مما يسمح للباحثين بتحديد عمرها الدقيق. تعتبر هذه الأساليب ضرورية لإنشاء تسلسلات زمنية دقيقة في علم الآثار والجيولوجيا. يتم تأكيد نتائج طرق التأريخ المطلق من خلال وسائل مختلفة لضمان دقتها وموثوقيتها. تتضمن بعض الطرق الشائعة لتأكيد نتائج طرق التأريخ المطلقة ما يلي:

1. التحقق المتبادل: إحدى الطرق الأكثر فعالية للتأكد من نتائج طرق التأريخ المطلقة هي من خلال التحقق المتبادل مع تقنيات التأريخ الأخرى. إذا أدت طرق التأريخ المستقلة المتعددة إلى نتائج مماثلة لنفس القطعة الأثرية أو التكوين الجيولوجي، فهذا يزيد من الثقة في دقة التواريخ التي تم الحصول عليها.

2. المعايرة: تعتمد العديد من طرق التأريخ المطلق، مثل التأريخ بالكربون المشع، على قياس النظائر المشعة ومنتجات اضمحلالها. تتضمن المعايرة مقارنة نسب النظائر المقاسة بالمعايير المعروفة أو منحنيات المعايرة لمراعاة التقلبات في تكوين النظائر مع مرور الوقت. ومن خلال معايرة نتائج التأريخ، يمكن للباحثين التأكد من دقتها وتصحيح أي أخطاء منهجية.

3. التكرار: يعد تكرار تجارب أو تحليلات التأريخ طريقة أخرى للتأكد من دقة نتائج التأريخ المطلقة. يمكن للباحثين تكرار عملية التأريخ باستخدام عينات مختلفة من نفس السياق أو عن طريق توظيف مختبرات مستقلة للتحقق من اتساق النتائج.

4. التحليل السياقي: غالبًا ما يتم تفسير نتائج التأريخ المطلقة بالتزامن مع المعلومات السياقية من الموقع الأثري أو التكوين الجيولوجي. من خلال النظر في عوامل مثل طبقات الأرض، والتحف المرتبطة بها، والأدلة الثقافية أو البيئية، يمكن للباحثين تقييم مدى معقولية نتائج التأريخ وتحديد أي تناقضات أو حالات شاذة.

5. التحليل الإحصائي: يمكن استخدام الأساليب الإحصائية لتقييم دقة وموثوقية نتائج التأريخ المطلقة. يمكن أن تساعد مقاييس مثل الانحرافات المعيارية وفترات الثقة والاختبارات الإحصائية في تقييم تباين وأهمية التواريخ التي تم الحصول عليها من عينات مختلفة أو تقنيات التأريخ.

6. المقارنة مع السجلات التاريخية: في بعض الحالات، يمكن مقارنة نتائج التأريخ المطلق مع السجلات التاريخية أو العلامات الزمنية المعروفة للتحقق من دقتها. وهذا مفيد بشكل خاص في تحديد تاريخ القطع الأثرية أو الأحداث الموثقة في المصادر التاريخية أو النقوش.

7. التعاون متعدد التخصصات: يمكن أن يوفر التعاون مع خبراء من تخصصات أخرى، مثل الجيولوجيا أو الكيمياء أو الفيزياء، رؤى وخبرات إضافية لتأكيد نتائج التأريخ المطلقة. ويضمن التعاون متعدد التخصصات تطبيق أساليب التأريخ بشكل مناسب وتفسير النتائج بشكل صحيح ضمن سياقها العلمي.

ومن خلال استخدام طرق التأكيد هذه، يمكن للباحثين التحقق من صحة نتائج تقنيات التأريخ المطلق وإنشاء تسلسلات زمنية قوية للدراسات الأثرية والجيولوجية. وهذا يضمن أن تفسيرات الماضي تستند إلى أطر زمنية دقيقة وموثوقة.

5.تحديات تأريخ الآثار

تطرح عملية تحديد تاريخ القطع الأثرية والمواقع العديد من التحديات بسبب تعقيد السجل الأثري والقيود المفروضة على طرق التأريخ المتاحة. وتشمل بعض التحديات الرئيسية ما يلي:

1. شروط الحفظ: يمكن أن تختلف عملية الحفاظ على القطع الأثرية والمواقع الأثرية بشكل كبير اعتمادًا على العوامل البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة وتركيبة التربة والتعرض للعناصر الطبيعية. يمكن أن تؤدي ظروف الحفظ السيئة إلى تدهور المواد العضوية وتجعل التأريخ أكثر صعوبة أو غير دقيقة.

2. التلوث: يمكن أن تتلوث العينات الأثرية بمرور الوقت من خلال التعامل معها أو تعرضها للمواد الحديثة أو العمليات الكيميائية في البيئة. يمكن أن يؤدي التلوث إلى تحريف نتائج التأريخ ويؤدي إلى عدم الدقة إذا لم يتم أخذها في الاعتبار بشكل صحيح أثناء التحليل.

3. حجم العينة المحدود: تتطلب العديد من تقنيات التأريخ حجم عينة كبيرًا نسبيًا لإجراء تحليل دقيق. ومع ذلك، غالبًا ما تكون العينات الأثرية محدودة الكمية وقد لا توفر دائمًا ما يكفي من المواد لإجراءات تأريخ قوية.

4. سياقات مختلطة: غالبًا ما تتكون المواقع الأثرية من طبقات من الرواسب المتراكمة مع مرور الوقت، مع اختلاط القطع الأثرية من فترات زمنية مختلفة. هذا الخلط بين السياقات يمكن أن يجعل من الصعب تحديد تاريخ دقيق لقطع أثرية أو طبقات معينة داخل الموقع.

5. تقنيات التأريخ: كل طريقة للمواعدة لها حدودها ومصادر الخطأ الخاصة بها. على سبيل المثال، يقتصر التأريخ بالكربون المشع على المواد العضوية ويكون عرضة لقضايا التلوث والمعايرة. وبالمثل، يعتمد التأريخ بالتألق الحراري على افتراض التعرض المستمر للإشعاع، وهو ما قد لا يكون صحيحًا دائمًا.

6. الافتقار إلى المعايرة: تعتمد العديد من تقنيات التأريخ على المعايرة مقابل الأحداث التاريخية أو الجيولوجية المعروفة لإنشاء تسلسلات زمنية دقيقة. ومع ذلك، يمكن أن يكون توافر بيانات المعايرة محدودًا، خاصة بالنسبة للمناطق أو الفترات الزمنية ذات السجلات الأثرية المتناثرة.

7. التحيز الثقافي: يمكن أن تتأثر تفسيرات التأريخ الأثرية بالتحيزات الثقافية والمفاهيم المسبقة حول الماضي. يمكن أن يؤدي هذا إلى الاستخدام الانتقائي لطرق التأريخ أو سوء تفسير نتائج التأريخ بناءً على معايير ذاتية.

8. التعاون متعدد التخصصات: غالبًا ما يتطلب تأريخ المواد الأثرية التعاون بين علماء الآثار والمتخصصين في مجالات أخرى مثل الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء. يعد التواصل والتعاون الفعال بين التخصصات أمرًا ضروريًا للتأريخ الدقيق للبيانات الأثرية وتفسيرها.

9. الفجوات الزمنية: في بعض المناطق والفترات الزمنية، قد تكون هناك فجوات زمنية كبيرة في السجل الأثري، مما يجعل من الصعب إنشاء تسلسلات زمنية مستمرة أو فهم التطورات الثقافية مع مرور الوقت.

6.أشهر مؤسسات ومراكز تأريخ الآثار في العالم  

أشهر مؤسسات ومراكز تأريخ الآثار في العالم
أشهر مؤسسات ومراكز تأريخ الآثار في العالم  

تشتهر العديد من المؤسسات والمراكز حول العالم بمساهماتها في التاريخ الأثري والبحث والتعليم والمحافظة عليها. وتلعب هذه المؤسسات دوراً حيوياً في النهوض بمجال الآثار والحفاظ على التراث الثقافي للإنسانية. بعض من أشهرها ما يلي:

1. المتحف البريطاني (المملكة المتحدة): يعد المتحف البريطاني في لندن أحد المؤسسات الرائدة عالميًا في مجال الأبحاث الأثرية والحفاظ على القطع الأثرية. تمتد مجموعاتها الواسعة عبر ثقافات وفترات زمنية مختلفة، بما في ذلك مصر القديمة واليونان وروما وبلاد ما بين النهرين والمزيد.

2. مؤسسة سميثسونيان (الولايات المتحدة): مؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة، عبارة عن مجمع ضخم من المتاحف ومراكز الأبحاث، بما في ذلك المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، الذي يضم مجموعات أثرية مهمة ويجري أبحاثًا حول تاريخ البشرية والثقافة.

3. متحف اللوفر (فرنسا): يعد متحف اللوفر في باريس موطنًا لواحدة من مجموعات الآثار الأكثر شمولاً وتنوعًا في العالم. وتشمل مجموعاتها قطعًا أثرية من مصر القديمة واليونان وروما والشرق الأدنى ومناطق أخرى، مما يجعلها مؤسسة رئيسية للبحث والتعليم الأثري.

4.  متحف متروبوليتان للفنون (الولايات المتحدة) : يقع متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك، ويضم مجموعة رائعة من الفنون القديمة والتحف من جميع أنحاء العالم. يشتهر قسم الفن اليوناني والروماني وقسم فنون الشرق الأدنى القديم بشكل خاص بمقتنياتهم الأثرية.

5. المسح الأثري للهند (الهند): تتولى هيئة المسح الأثري للهند (ASI) مسؤولية البحث الأثري وحفظ التراث الثقافي الواسع في الهند والحفاظ عليه. وتشرف على العديد من المواقع الأثرية والمعالم الأثرية والمتاحف في جميع أنحاء البلاد.

6. المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ (INAH) (المكسيك): المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك لدراسة وحفظ علم الآثار والأنثروبولوجيا والتاريخ. وهي تدير العديد من المواقع الأثرية والمتاحف الأكثر أهمية في المكسيك، بما في ذلك تشيتشن إيتزا، وتيوتيهواكان، وبالينكي.

7. المتحف المصري (مصر): يقع المتحف المصري في القاهرة، وهو موطن لمجموعة لا مثيل لها من القطع الأثرية من مصر القديمة، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون والعديد من المومياوات والتماثيل والأشياء الجنائزية.

8. منتزه بومبي الأثري (إيطاليا): يعد منتزه بومبي الأثري أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويحافظ على مدينة بومبي الرومانية القديمة التي دفنها ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 م. إنه أحد المواقع الأثرية الأكثر زيارة في العالم، ويقدم معلومات قيمة عن الحياة اليومية في روما القديمة.

9.  جامعة كامبريدج، معهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية (المملكة المتحدة) : معهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية بجامعة كامبريدج هو مؤسسة أكاديمية رائدة في مجال البحث والتدريب والتعاون في مجال الآثار. وهي تجري أبحاثًا متعددة التخصصات حول موضوعات تتراوح من التطور البشري إلى الحضارات القديمة.

10.  جامعة شيكاغو، المعهد الشرقي (الولايات المتحدة) : المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو مخصص لدراسة الشرق الأدنى القديم، بما في ذلك مصر وبلاد ما بين النهرين والمشرق. وتقوم بإجراء الحفريات الأثرية والأبحاث والبرامج التعليمية التي تركز على هذه المناطق.

وتساهم هذه المؤسسات، من بين العديد من المؤسسات الأخرى في جميع أنحاء العالم، بشكل كبير في فهمنا للماضي والحفاظ على التراث الأثري للأجيال القادمة.

7.أشهر علماء تأريخ الآثار فى العالم  

علماء تأريخ الآثار فى العالم
أشهر علماء تأريخ الآثار فى العالم  

يمكن أن يكون تحديد علماء الآثار "الأكثر شهرة" أمرًا ذاتيًا وقد يختلف اعتمادًا على عوامل مثل المساهمات في هذا المجال، والتأثير على الوعي العام بعلم الآثار، والاعتراف بهم داخل المجتمع الأكاديمي. ومع ذلك، يُنظر إلى العديد من علماء الآثار على نطاق واسع على أنهم شخصيات مؤثرة في هذا المجال بسبب أبحاثهم واكتشافاتهم ومساهماتهم الرائدة في النظرية والممارسة الأثرية. وفيما يلي بعض من أشهر علماء الآثار في العالم:

1. هوارد كارتر (1874-1939): اشتهر هوارد كارتر باكتشافه مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بمصر عام 1922. وأثار اكتشاف المقبرة السليمة إلى حد كبير مع كنوزها ضجة في جميع أنحاء العالم. الانبهار بمصر القديمة.

2. ماري ليكي (1913-1996): كانت ماري ليكي رائدة في علم الإنسان القديم وعالمة آثار اشتهرت باكتشافاتها لحفريات أشباه البشر المبكرة في شرق إفريقيا، بما في ذلك آثار أقدام لاتولي وجمجمة Proconsul africanus.

3.  لويس ليكي (1903-1972) : كان لويس ليكي عالمًا بارزًا في علم الإنسان القديم وعالم آثار قدم مساهمات كبيرة في فهم التطور البشري. أجرى حفريات واسعة النطاق في شرق أفريقيا واكتشف العديد من الحفريات البشرية، بما في ذلك حفريات الإنسان الماهر والإنسان المنتصب.

4.  كاثلين كينيون (1906-1978) : كانت كاثلين كينيون عالمة آثار بريطانية اشتهرت بحفرياتها في أريحا ومواقع أخرى في الشرق الأدنى. أحدثت أعمالها الطبقية الدقيقة ثورة في المنهجية الأثرية وساهمت في فهم فترتي العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.

5.  جيرترود بيل (1868-1926) : كانت جيرترود بيل عالمة آثار ورحالة ودبلوماسية معروفة باستكشافاتها وأبحاثها المكثفة في الشرق الأوسط. لعبت دورًا مهمًا في رسم الخرائط الأثرية والحفاظ على المواقع القديمة في العراق وساعدت في تشكيل السياسة البريطانية في المنطقة.

6.  السير مورتيمر ويلر (1890-1976) : كان السير مورتيمر ويلر عالم آثار بريطانيًا معروفًا بحفرياته في مواقع مثل قلعة مايدن، وفيرولاميوم، والحصن الروماني في سيغونتيوم. قام بنشر طريقة التنقيب الشبكي وكتب على نطاق واسع عن النظرية والممارسة الأثرية.

7.  فير جوردون تشايلد (1892-1957) : كان فير جوردون تشايلد عالم آثار أستراليًا معروفًا بكتاباته المؤثرة عن فترتي العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي وصعود الحضارات الحضرية. لقد صاغ مصطلح "ثورة العصر الحجري الحديث" وقدم مساهمات كبيرة في دراسة عصور ما قبل التاريخ الأوروبي.

8. فليندرز بيتري (1853-1942): كان فليندرز بيتري عالم آثار بريطانيًا يُعرف باسم "أبو علم الآثار المصري". كان رائدًا في تقنيات التنقيب المنهجي وطرق التأريخ الزمني في مصر، وقدم مساهمات كبيرة في دراسة الفن والعمارة والثقافة المصرية القديمة.

9. السيدة كاثلين كينيون (1906-1978): كانت السيدة كاثلين كينيون عالمة آثار بريطانية اشتهرت بحفرياتها الرائدة في أريحا ومواقع أخرى في الشرق الأدنى. أحدثت أعمالها الطبقية الدقيقة ثورة في المنهجية الأثرية وساهمت في فهم فترتي العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.

10.  جاك كوستو (1910-1997) : على الرغم من أنه معروف في المقام الأول كمستكشف بحري ومدافع عن البيئة، فقد أجرى جاك كوستو أيضًا أبحاثًا أثرية مهمة، خاصة في المواقع تحت الماء. يعد استكشافه لحطام السفينة الغارقة L'Étoile بالقرب من مرسيليا ومدينة الغواصين الإسفنجية اليونانية بافلوبيتري من الأمثلة البارزة.

خاتمة

إن تأريخ الآثار هو مسعى متعدد الأوجه يجمع بين العمل الميداني الدقيق والتحليل العلمي والتعاون متعدد التخصصات. ومن خلال استخدام مجموعة متنوعة من أساليب التأريخ، يستطيع علماء الآثار فتح الأبعاد الزمنية للتاريخ البشري، وإعادة بناء الحضارات القديمة، والكشف عن النسيج المعقد للثقافة الإنسانية والمجتمع. مع استمرار التكنولوجيا في التقدم وظهور تقنيات التأريخ الجديدة، سيستمر فهمنا للماضي بلا شك في التطور، مما يثري تقديرنا لرحلة الإنسانية الرائعة عبر الزمن.

على الرغم من التحديات، فإن التقدم في تقنيات التأريخ، والأبحاث متعددة التخصصات، والأساليب المبتكرة للتأريخ الأثري، يواصل تحسين فهمنا للماضي. ومن خلال معالجة هذه التحديات وتحسين منهجيات التأريخ، يستطيع علماء الآثار إعادة بناء جداول زمنية أكثر دقة لتاريخ البشرية وتسليط الضوء على تعقيدات المجتمعات والثقافات القديمة. لقد ترك علماء الآثار علامة لا تمحى في مجال علم الآثار من خلال اكتشافاتهم وأبحاثهم ومساهماتهم في فهمنا للماضي البشري.

إقرا المزيد : مقالات تكميلية

  • المؤسسات الثقافية وهياكل البحث الأثري . رابط 
  • التراث الثقافي الحفاظ على نسيج الهوية الإنسانية . رابط 
  • عالم الأبحاث الأثرية  في علم الأثار . رابط 
  • المواقع الأثرية حمايتها وتسييرها . رابط
  • علم الأثار  التقرير الأثري . رابط 
  • الأعمال المخبرية في الحفرية . رابط 

المراجع

"Archaeological Dating Techniques" by Li Liu and Xingcan Chen - 

"Dating in Archaeology: A Guide to Scientific Techniques" by Mark D. Bateman, Paul S. Tacon, and Tim Phillips - 

"Chronometric Dating in Archaeology" edited by R.E. Taylor and Martin J. Aitken - 

"Absolute Dating Methods in Archaeology" by J.M. Gero and D.R. Miller - 

"Stratigraphy: Theory and Practice" by Philip L. Short - Although not exclusively focused on dating methods,

"Dating Methods in Archaeology" by Kenneth L. Feder - 

"Radiocarbon Dating: An Archaeological Perspective" by R.E. Taylor - 

"Luminescence Dating in Archaeology, Anthropology, and Geoarchaeology: An Overview" by M.J. Aitken - 

"Dendrochronology: Principles and Applications" by Edward R. Cook and Paul J. Krusic  

"Archaeology: Theories, Methods, and Practice" by Colin Renfrew and Paul Bahn "Dating Methods in Archaeology" by Herbert E. Wright Jr..

"Quaternary Dating Methods" by Mike Walker 

"Absolute Dating: An Introduction to Chronometric Techniques" by W.J. Rink and J.W. Thompson 

"Chronometric Dating in Archaeology" by R. E. Taylor and Martin J. Aitken 

"Archaeological Dating Methods: An Introduction" by Linda Ellis - Aimed at students and beginners, 

"Dating the Past: An Introduction to Geochronology" by W. C. Krumbein and L. L. Sloss

"Absolute Dating Methods in Prehistory" by Harold L. Dibble and David W. O. Rogers 8. "Dating Techniques for the Archaeologist" by J. J. F. Lamb - Written for both students and professionals, 

"Dating Methods and Chronology in Archaeology" edited by R. E. Taylor - 

"Principles of Isotope Geology" by Gunter Faure - 



تعليقات

محتوى المقال